اختتم مؤخرًا في شفاعمرو ورشة تدريبية شارك بها 25 امرأة من عسفيا، شفاعمرو وعرابة هدفت إلى إكسابهّن مهارات في "التنظيم المجتمعيّ" خاصةً وأنّ المشاركات فاعلات اجتماعيًا وجماهيريا كل في بلدها.
ونظم الدورة، التي استمرت لمدة 3 ايام مكثفة في قلعة شفاعمرو، كل من "كيان"- تنظيم نسويّ و- ومؤسسة "اهل"، حيث تّم من خلالها العمل مع المشاركات على بناء نواة لإنتاج حملات تنظيم مجتمعي بتوجه نسويّ في البلدات التي ذكرت.
وتأتي الدورة ضمن عمل "كيان" على تدعيم ودفع نساء عربيات نحو المشاركة في الساحة العامة وفي الساحة السياسيّة علمًا أنّ مشاركة النساء ما زالت هامشية لأسباب مقيّدة مختلفة منها؛ القومية والسياسية والمجتمعية.
عن الورشة، آليات ومهارات
وتم خلال الورشة التطرّق إلى مفهوم التنظيم المجتمعيّ وجوهره في العمل، كما وتم التركيز على كيفيّة بناء خطاب قصصي قيميّ وجماعيّ يحفّز المجتمع على الاستجابة لمطلب الحملات التي تعمل النواة على نتاجها أخذًا بعين الإعتبار المعيقات المجتمعية وضرورة الوصول إلى الأهداف المرجوة.
كما وتم خلال التدريب إكساب المشاركات آليات في التخطيط الإستراتيجي والعمل المُنظم كما وتم التوضيح لهّن أهم الفروقات التي تجعل التخطيط لحملة إمّا عشوائي معتمد على الفزعة والتحرّك العاطفي السريع أو مخطط بصورة منطقية ومبنية على أسس قادرة على الوصول إلى الأهداف.
إلى ذلك، تم العمل مع المشاركات على التفكير بمفهوم "التكتيك"، مما يعني الفعاليات الخلاقة القادرة على الانتشار بسرعة، كما وتم التطرق إلى مرحلة التقييم وقياس مدى نجاح أو فشل الحملات المجتمعيّة التي تم إطلاقها وضرورة العمل على استخلاص العبر والتحسين مستقبلا.
واختتمت الورشة، التي عملت على ادارتها المختصة ريم مناع، وقام بتيسيرها في الثلاث فرق كل من الناشطة فداء شحادة والناشطة ميسان حمدان والناشطة سماح حجازي، بتثبيت فريق قيادي في البلدات الثلاث وبخروج كل فريق بالتفاصيل الأساسية لحملة من المفترض أن يُعمل على تطبيقها مما يتيح نقل التجربة النظرية إلى المستوى العملي.
ردود فعل، ورشة قيّمة ومهمة وضرورية
وثمنّت النساء المشاركات عقد مثل هذه الدورة التي تساهم في تعزيز حضورهن في الحيز المجتمعي والسياسي، حيث أكتفت المشاركة فاتنة هلون بالقول أنّ "وراء كل دافع للتغيير قصة، وفي هذه الورشة التي استمرت لمدة 3 ايام تدربنا على نقل هذه القصة من المستوى الشخصي إلى المستوى العام"، فيما اشارت المشاركة نجاة أرملي "بداية لا بد من كلمة شكر للطاقم المُدّرب، فالحديث عن ورشة خاصة ومختلفة، وأنا على قناعة على قدرتنا بالتغيير، فللمستحيل لا يوجد أي مكان اذا كانت هنالك الرغبة والدافع في التغيير".
وأضافت ارملي "قوتنا في قُدراتنا، ومن الضروري أن نستمر في العمل على التعّلم والتطوّر حتى نوظف هذه القدرات نحو التغيير".
بدورها قالت منى محاجنة، من قسم الجماهيري في كيان، أنّ "الورشة كانت مثمرة بشكل كبير، وهذا واضح من تفاعل المشاركات معنا والتجاوب والرغبة على التغيير. منهجية العمل في "أهل"، وهي مؤسسة ادرنية ناشطة في عددٍ من الدول العربية، هو تثبيت فكرة "أهل القضية" في نفوس المشاركين والمشاركات، مما يحوّل أي آفة مجتمعيّة هنالك ضرورة ملحة للعمل على تغييرها إلى قضية شخصية، وليست عامة، فالأهل تشير إلى الأقارب، وأنّ هذه القضية تمس بيّ بشكل شخصيّ وليس المجتمع بمعزل عني".
وأضافت محاجنة "الورشة هدفت إلى تعزيز وتدعيم نساء نحو المشاركة السياسية، وخلال الورشة تم اكسابهن الآليات الملائمة والمناسبة لذلك، أخذًا بعين الاعتبار المعيقات المجتمعية المتنوعة، كما وتم اكسابهن آليات في التخطيط الإستراتيجي وبناء مراحل العمل حتى الوصول إلى الأهداف المرجوة".
اما راوية لوسيا- شماس، منظمة جماهيرية في كيان فأكدت بدورها على أنّ هذه الورشة ليست الأولى والأخيرة وأنّ كيان "ماضية نحو تعزيز حضور نسائنا في الحيز العام، بكافة مستوياته، خاصة السياسيّ". وشددت لوسيا- شماس في قولها على أنّ "التنظيم المجتمعي في جوهره بناء لقوة الناس، فهو نهج لبناء القيادة الجماعية المترابطة، تلك القيادة القائمة على قيم مشتركة والقادرة على خلق فرق فعالة تستكشف وتستثمر موارد المجموعة لإحداث التغيير".
واختتمت بالقول "اجتمعت هذه المجموعات الثلاث، التي هي جزء من مجموعات كيان، لتتدرب وتبني خطة عمل للفريق كاملا ليتوّج في عام 2018 وجود تمثيل نساء في السلطات المحلية".
[email protected]
أضف تعليق