أقامت الفنانة مي باسم دعاس، ابنة مدينة الطيرة، معرضاً لأعمالها الفنيّة تحت عنوان "أنثى بالرمادي" في صالة عرض روزنفلد في تل-أبيب. واستقطب المعرض العديد من متذوقي الفن وحظي باهتمام واسع من قبل الجمهور العربي واليهودي على حدٍ سواء. ويشار إلى أنّ الفنانة مي دعاس تعمل كمدرّسة في مجال الفنون وهي خريجة "همدراشا " للفنون في الكلية الأكاديميّة بيت بيرل بتخصّص الفنون التشكيليّة. وأعربت مي دعاس عن سعادتها بالاعجاب الشديد الذي حظي به المعرض. 

وضمّ معرض "أنثى بالرمادي" ثمانية لوحات رسمت باستخدام تقنيّة الزيت على القماش. ويطرح المعرض، وفق مي دعاس، "قضيّة الأنثى العربية الفلسطينية الاسرائيلية، نظرتها للمجتمع ونظرة المجتمع لها". وأضافت " أنا أتحدث عن الأنثى التي تعيش غريبة في وطنها. اللوحات تتضمن بورتريه شخصي وهذا لأنني أردت التعبير عن نفسي ومن خلال ذلك عن كل أنثى في مجتمعي. اخترتها رمادية لأن معاني اللون الرمادي تعكس واقع الأنثى في نظري، فهي ضعيفة وقوية، خجولة وجريئة، منفتحة ومنطوية، حرّة وسجينة، راضية ومتمردة، متدينة وعلمانية، كل هذه الصفات تجتمع في الوقت ذاته في المرأة، لذلك هي رمادية، مجهولة الهويه، مجردة من أية صورة نمطيّة قد ينسبها المجتمع لها".
وحول مشاريعها المستقبليّة قالت مي دعّاس أنّها ستستمر في اقامة المعارض داخل وخارج البلاد وستعمل على ترك بصمة في عالم الفنون، كما أنّها ستعمل على انهاء اللقب الثاني في هذا المجال. فهدفها الاوّل، كما صرّحت، هو ايصال رسالة للعالم أجمع وجعله يرى الأنثى كما تراها هي كائن بشري حر ومتساوٍ. وهي تسعى أيضاً إلى جعل الفن لغة متداولة في المجتمع العربي بشكل خاص.

وحول اقامة المعرض في أهم صالات العرض في تل أبيب، قالت مي دعاس أنّ هذه خطوة هامّة لكل فنان، وينفي ما يسمى مستحيل ويعطي الأمل لكثير من الفنانين. كما ذكرت أنّها لم تتفاجئ من الاقبال الجماهيري العربي خاصةً أنّه في السنوات الأخيرة نشهد وجود تقبل ودعم للفن من شريحة لا بأس بها في مجتمعنا، لكنّها تشدّد على أنّ الاهتمام بالفن لا يزال بعيد عن أن يصل درجة الاهتمام الذي يحظى به في المجتمعات الغربية، ويجب العمل على تغيير ذلك، فالفن هو لغة أخرى وفكر جديد وهو تعبير عن النفس وعلاج لها بذات الوقت، على حد تعبيرها.
وعن تجربتها في تعلم مجال الفنون في كلية "همدراشا"، قالت مي دعاس أنّ هذه كانت خطوة مفصليّة في حياتها ساعدتها إلى الوصول لما هي عليه اليوم، فالتعليم في الكليّة هو تجربة مثرية، بالذات أن دراسة الفن تكون متشعبة وتكامليّة بأبعاده النفسيّة والفلسفيّة والاجتماعيّة والتقنيّة وغيره.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]