فاز المرشّح الجمهوري، دونالد ترامب بالسباق الرئاسي الامريكي، في مفاجئة للعالم بأكمله، وحتى لمؤيدي ترامب نفسه، فكافة الاستطلاعات في الولايات المتحدة وفي العالم كانت ترجح كفة المرشحة هيلاري كلينتون، وهي السياسية المعروفة والخبيرة مقارنة بترامب، رجل الأعمال المثير للجدل وصاحب التصريحات العنصرية العديدة والفضائح الكثيرة.
في الداخل الفلسطيني، هنالك من يعتبر فوز ترامب بالرئاسة، أمرًا مقلقا وهنالك أيضًا من يتفاءلون بترامب، والأكثرية يقولون لا تغييرات ستطرأ وأن كلينتون وترامب يخدمان ذات الاجندة في نهاية الامر.
مراسل "بكرا" استطلع بعض الآراء في الشارع العربي في الداخل عن نتائج هذه الانتخابات وانعكاسها على منطقتنا.
سياسة مجهولة
نائب رئيس بلديّة ام الفحم، المحامي رائد كسّاب، قال: فوز ترامب كان له وقع كبير خاصة أن كافة الاحصائيات كانت تشير الى فوز كلينتون، فهي – أي كلينتون- متواجدة على الساحة السياسية منذ وقت طويل ولهذا فان سياستها كانت متوقعة وواضحة للجميع.
وأضاف: اما بالنسبة لترامب فسياسته وتأثيراته على السياسة الامريكية خارجيا مجهولة المعالم رغم تصريحاته المتناقضة ، لكن برأيي ان السياسة الامريكية الخارجية هي شبه ثابتة مع تغيير الاشخاص والادوار فهي ستظل دولة رأسمالية وسياستها على الاقل باتجاه الشرق الاوسط ومنذ عقود لم تتغير كثيرا.
وتابع: حتى اوباما كانت له تصريحات قبل 8 سنوات ووعود لم تتحقق على ارض الواقع على رأسها اغلاق سجن غوانتانامو وحتى في الكثير من الامور الاقتصادية والاجتماعية في امريكا.
وانهى كلامه قائلا: بالإضافة الى كل ذلك فكما تظهر الوقائع ان الشعب الامريكي الى الان غير ناضج لاستقبال امرأة كي تكون في رئاسة الدولة وحتى انه هنالك تمييز صارخ في الولايات المتحدة تجاه الامرأة العاملة حتى فيما يخص الرواتب والوظائف والعديد من الامور.
غموض بالنسبة للاقتصاد
الصحافي المتخصّص بالشأن الاقتصادي الياس غرزوزي، قال: أن فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية كان بمثابة كابوس للأسواق العالمية وهذا بسبب التصريحات المثيرة للجدل التي أدلى بها خلال حملته الانتخابية، حيث كان قد قال أنه سيعمل على إفشال اتفاقية التجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي، كذلك قال أنه سيرفع الضرائب على المنتجات المستوردة من الصين وهذا بسبب تضرر العمال الأميركيين والتأثير السلبي على القدرة التنافسية، وهذا ما جعل الأسواق تتراجع بقوة فور إعلان استطلاعات الرأي الأخيرة صباح الأربعاء عن فوز ترامب، حيث تراجع الدولار الأمريكي مقابل العملات الأوروبية الرئيسية ومقابل السلع الأساسية وعلى رأسها الذهب.
واضاف: ولكن سرعان ما عادت الأسواق الى حالتها الطبيعية وهذا بعد خطاب الفوز، حيث قال ترامب أنه سيعمل على استمرار زيادة النمو الاقتصادي الأمريكي، بجانب تعهده على خفض الضرائب والإصلاح الإداري، والعمل على خفض نسبة البطالة في الولايات المتحدة من خلال إعادة فتح المصانع المغلقة، وهذا الأمر جعل الأسهم الأمريكية ترتفع بقوة مساء أمس، وتعود سعار العملات مقابل الدولار الى ما كانت عليه قبل الانتخابات.
وانهى كلامه قائلا: حتى الآن هنالك غموض بكل ما يخص سياسة ترامب الاقتصادية والأجندة التي سيطرحها على أرض الواقع، مما يجعل التوترات في الأسواق قائمة رغم العودة الى ما كانت عليها، حيث يذكر أن دونالد ترامب الرئيس الـ 45 للولايات المتحدة سيدخل الى البيت الأبيض في الـ 20 من شهر يناير2017 وعندها قد نرى تحركات قوية في الأسواق.
هزّة للإعلام
طالب الاعلام والحقوق في جامعة حيفا باسل فرح، قال في حديث مع موقع "بـُكرا": ما حدث بالانتخابات الامريكية يدلّ على ان كلينتون وترامب وجهين لعملة واحدة، سقط القناع لتظهر فاشيّة الامريكي الأبيض من جديد.
وتابع: لم أتفاجئ من الذي حدث بالانتخابات، ما حدث هو هزّة للإعلام والإحصائيات الامريكية بالإضافة الى انّ الشعب الامريكي اختار شخص توجّه لمشاكلهم الاقتصادية بشكل كبير جدا.
وشدّد على ان: كطالب اعلام أرى بان الانتخابات كانت مثيرة لأنها صفعه للإعلام الامريكي ومراكز الابحاث.
زوال داعش
عضو اللجنة المركزية للشبيبة الشيوعية - سعيد رابي، قال: اعتقد انه اختيار جيد للشعب الامريكي. فأخيرا سنرى زوال داعش وخروج الارهابيين من سوريا. ويكفينا نصرا زوال حكم الديمقراطيين الذين تسببوا في انهيار العالم العربي. فهذا بحد ذاته اكبر انجاز.
وقال أن: هنالك من اعتبره انه محسن للشعب اليهودي! هو ليس كذلك فترامب يعتبر اليهود مهاجرين يمتصون خيرات امريكيا. وخاصة انهم صوتوا باغلبيتهم الساحقة لكلينتون. وما تصريحاته بشأن اسرائيل الا ذر الرماد في العيون.
ازمة الرأسمالية الامريكية
مركّز كتلة الجبهة في بلديّة الناصرة - شريف زعبي، قال: فوز ترامب يعبر عن ازمة الرأسمالية الامريكية وعن احباط المواطن الامريكي من السلطة وعفنها . المواطن الامريكي لم يجد بكلينتون بديل للوضع المحبط . البديل برايي هو صوت مغاير عن سياسة الامريكية التي تدعم الحروب واستغلال الشعوب لاجل مطامع الطبقات الغنية التي تربح من بيع الاسلحة والنفط واستثمار الدمار لمصالحها الخاصة.
وأضاف: كذلك أرى بانتخاب ترامب تقوية للخطاب مليئ بالقيم العنصرية ضد الاقليات والمستضعفين .
وأنهى كلامه قائلا:هذا الخطاب الذي يلعب بمشاعر الطبقات المستضعفة ويفتتها لكي تنسى من يظلمها ويستغل قدراتها لصالح حيتان المال.
[email protected]
أضف تعليق