يواجه الطلاب العرب بشكل عام مع افتتاح العام الدراسي الجديد صعوبات وعقبات معينة، في مجالات عديدة ومختلفة، منها اللغة او التأقلم مع الأجواء الجامعية الجديدة التي تشمل بيئة اجتماعية مختلفة متعددة الثقافات والخلفيات وأيضا طريقة تعليم ودراسة مستقلة اكثر، الى جانب صعوبات السكن والمواصلات، الأقساط التعليمية وامور أخرى...
من ناحية أخرى فأن عدم الوعي او الادراك والخجل أحيانا الذي يميز الطالب العربي من طلب حقوقه في الحرم الجامعي لا يدعم ابدأ السيرورة او المسيرة التعليمية للطالب العربي في العام الاكاديمي الأول، عدا عن التمييز الذي تتبعه بعض الجامعات او الكليات ضد الطلاب العرب والمرفق بخجل من الطالب العربي بالوقوف على حقه والمطالبة به، "بكرا" توجه الى عدد من المحاضرين وطلب منهم بعض النصائح للطلاب العرب في الجامعات الإسرائيلية.

د. ثابت أبو راس: عقل ان تكون هناك جامعات وكليات وصل فيها العدد الإجمالي للطلاب حتى 50% لكنها لا تستعمل اللغة العربية

د. ثابت أبو راس قال ل"بكرا": في البداية احب ان اهنئ الطلاب والطالبات العرب الذين قبلوا هذا العام في الجامعات والكليات الإسرائيلية والذين بدأوا بعامهم الدراسي الثاني أيضا، وأتمنى ان تكون سنة افضل بالنسبة لهم، حقيقة ان هناك تحول إيجابي بالتعليم العالي لدى العرب حيث نرى ان هناك بشكل مستمر ازدياد عدد الطلاب العرب الذين يدرسون في الجامعات، وهذه السنة هناك حوالي 15% من طلاب اللقب الأول هم من العرب بارتفاع عن العام الماضي مقابل انخفاض في نسبة الطلاب اليهود الذين يرتادون الجامعات، كما انه ليس فقط عدد الطلاب العرب ارتفع هذا العام ولكن أيضا نوع المساقات والمواضيع والكليات التي يدرسها الطلاب العرب هي اكثر تنوعا من السابق، وما يثلج الصدر اكثر انه تم قبول 550 طالب وطالبة عرب في التخنيون هذا العام ليصل عدد الطلاب العرب في هذا المعهد المهم الى ما يقارب ربع الطلاب، حيث ان التخنيون يدرس موضوع علمية، مما يدل على ان طلابنا وطالباتنا لا يدرسون فقط في الكليات التدريسية والعلوم الاجتماعية وانما يتوجهون الان الى العلوم أيضا.
وتابع: افرحني أيضا انه بالرغم من ان العرب يشكلون فقط نسبة 20% من السكان و15% في الجامعات عرب الا ان نسبة 28% من الطلاب في معاهد الطب في إسرائيل هم طلاب عرب، وبالرغم من هذا كله التمييز ضد الطلاب العرب ما زال قائما، والجامعات والمعاهد الدراسية العليا في إسرائيل ما زالت تميز ضد الطلاب العرب حيث ان الطالب العربي يشعر بالغربة من هذه الأماكن، لا يعقل ان تكون هناك جامعات وكليات وصل فيها العدد الإجمالي للطلاب حتى 50% لكنها لا تستعمل اللغة العربية، لا يمكن ان نقبل ان الحيز العام او منبر الجامعة او الحيز التربوي لا يسمع فيها موسيقى عربية كما ان غالبية الكليات لا يحتوي موقع الانترنت التابع لهم لغة عربية باستثناء بعض الجامعات، والانكى من ذلك ان تهميش الطالب العربي قائم حتى في احتفالات ومهرجانات الجامعات، هذا ما رأينا في السنة الأخيرة حيث تم توزيع شهادات تخرج لدى الطلاب في شهر رمضان وخاصة وقت الفطور، للأسف فأن المعاهد العليا لا تأخذ بعين الاعتبار البعد الثقافي والتربوي للطالب العربي.
وأضاف قائلا: نحن في صندوق إبراهيم نقوم على مشروع كبير بتدعيم التعليم العرب في الجامعات الإسرائيلية، هذا العام ووصلتنا شكاوي من بعض الطلاب، انه تم اجراء امتحانات في بعض الجامعات في أيام العيدين الفطر والاضحى، والامر غير مقبول، الجامعات تحتاج الى طريق طويل من اجل التعامل بشكل منصف مع الطلاب العرب، ونحن سنستمر بالضغط على الجامعات من اجل ان تكون اكثر ملائمة للطلاب العرب، انا شخصيا فخور بشعبنا الذي يستمر بالاستثمار بالدراسة في المعاهد العليا، حيث وصل عدد الطلاب في السلطة الفلسطينية والجامعات الأردنية الى ما يقارب عشرة الاف طالب، عدا عن الطلاب الذين يدرسون في الخارج.
وقدم عدة نصائح للطالب العربي حيث قال: على الطالب العربي ان يعلم جيدا ان له حقوق وان يطالب بها بدون تردد، حيث انه يدفع رسوم التعليم شأنه شأن أي طالب لذلك عليه ان يعرف جيدا حقوقه وان يطالب بها، واذا واجه قضايا عالقة معينة بان يطلب المساعدة من الجامعة او مؤسسات تعنى بهذه الأمور، كما انصح كل طالب ان يتعلم ما يحبه، لانه ما زال التسرب من الجامعات الإسرائيلية عند الطالب العربي اكثر من اليهودي، لان نسبة كبيرة من الطلاب العرب كل عام يغيرون موضوع، مما يثقل كاهل الاهل ويخسر عدد سنوات ليس اكثر، هناك حاجة ان يختار موضوع يحبه وان يكون هناك إمكانيات عمل أوسع في المجال الذي يختاره، وان يبتعد عن التعليم حيث ان عشرة الاف معلم لم يتوظفوا حتى اليوم من قبل الوزارة بسبب فائض المعلمين، يجب التوجه الى مواضيع ومهن جديدة، انصح طلابنا ان ينظموا وقتهم، وتخصيص وقت للدراسة، هناك منح كثيرة على الطالب العربي ان يعرف عنها، طلابنا لا يطلبون المنح ونحن على استعداد لمساعدة الطلاب، هناك مؤسسات تعنى بذلك مسؤول عنها مجلس التعليم العالي، كما انصح الطالب العربي ان لا ينسى قضايا شعبه، لان الشعب يبني امماله على الجيل الجديد لذلك فان انخراط الطالب العربي في قضايا شعبه مهمة جدا.

د. رنا زهر: على الطالب العربي ان يتقبل الاخر في الاكاديميا ويوازن بين التعليم والسياسة

د. رنا زهر المحاضرة في جامعة حيفا قالت بدورها ل"بكرا": اعتقد ان العقبات التي تواجه الطلاب العرب تواجه اكثر طلاب السنة الأولى من السنوات الأكثر تقدما، نبدأ بالعقبات النفسية حيث ان طلابنا العرب ينتقلون عادة من بيئة عائلية دافئة ومغلقة الى عالم متنوع جدا، واسع جدا، ومعظم طلابنا ينتقلون من بلات احادية القومية الى جامعات فيها خلفيات وقوميات مختلفة، وهذا الانتقال المفاجئ بدون تهيئة مسبقة يترك نوع من عدم الثقة لدى الطالب العربي حتى يبدأ بالتعود على البيئة الجديدة ويندمج به.
وتابعت زهر: الانتقال من أسلوب تعليم من مدارسنا العربية التلقيني الى أسلوب تعليمي مستقل ولان طلابنا ينتقلون مباشرة الى الجامعة بدون فترة استراحة، لذلك ينتقلون من عقلية طالب مدرسة الى مواد جامعية أيضا دون تهيئة مسبقة، وهنا تقع المسؤولية الكاملة على المعلم الذي يعتبر مسؤولا عن تهيئة الطلاب نفسيا لهذا الانتقال، لذلك هذه النقلة النوعية تشعر الطالب بالمسؤولية الكبيرة، عليه ان يبحث عن المواد وان يقرأ المواد بنفسه، الى جانب الصعوبات التي يواجهها الطلاب في اللغة، حيث انهم لا يعرفون التحدث بالعبرية الاكاديمية، هناك فجوة في اللغة العبرية التي تعلم في مدارسنا وبين اللغة في الكليات والجامعات، والصعوبات أيضا في اللغة الإنجليزية وهي لغة أساسية في الاكاديميا وأيضا الطلاب العرب الذين يواجهون صعوبات بإيجاد أماكن سكن بسبب الخلفية القومية كما انه يكون هناك صعوبة بإيجاد منح دراسية حيث ان معظمها يشترط بخدمة عسكرية او مدنية، كل هذه العوامل، النفسية الدينية اللغوية، تخلق لدى الطالب العربي حالة من الخوف وومكن ان يتغلب عليها.
وقدمت نصائح قائلة: اعتقد ان الطالب العربي يواجه تردد او خجل بان يطلب مساعدة علما ان المساعدة متوفرة، في جميع الكليات والجامعات هناك وحدات لدعم الطلاب العرب، هناك دورات ورشات عمل للطلاب العرب تساعدهم بشكل كبير، ومن تجربتي في قسم دعم الطلاب العرب أرى بأن الطلاب العرب لا يتوجهون لهذه الوحدات ونحن نطلب منهم ذلك، بسبب التردد او الخجل او عدم الوعي للطلاب العرب، وانا كمحاضرة لدي ساعات استقبال وللأسف فانني فقط استقبل فيها الطلاب اليهود في حين ان الطلاب العرب لا يستغلون هذه الخدمة المتاحة لهم، ومعظمهم يحضرون المحاضرات فقط في نهاية الفصل، على الطلاب ان يتوجهوا الى المحاضر، ان لا يخجلوا بان يسألوا، ممكن ان يتجه الطالب العربي الى اطر خدماتية أوسع تقدم له خدمات ودعم، كل هذه الأمور ممكن ان تساعد الطالب العربي ان يتخطى العقبات، الى جانب الثقة بالنفس وتقبل الاخر المختلف، وعقل منفتح لاستيعاب مواد جديدة لم يكشف عليها سابقا وهي مناقضة لقيمه، انفتاحد اجتماعي واكاديمي، انخراط في العمل الاكاديمي والاجتماعي والسياسي بتوازن، نحن بحاجة الى توازن بين الاكاديمي والعمل الاجتماعي والسياسي، حتى ينهي الطالب تعليمه بسلام، نحن كأقلية عربية فلسطينية في البلاد سلاحنا هو الشهادة وهي هدفنا الى جانب الاندماج بالحياة الاجتماعية والاستمتاع بفترة لن تتكرر ثانية.

د. خالد أبو عصبة: اعتقد ان الطالب العربي قادرا على تحقيق النجاح اسوة بباقي زملائه

د. خالد أبو عصبة مدير معهد مسار للأبحاث الاجتماعية بدوره قال ل"بكرا": مع كل افتتاح سنة دراسية هناك فرحة عارمة تنتاب الطلاب خاصة الجدد الذين انضموا الى الاكاديميا، وأتمنى لهم التوفيق والنجاح في المسار الاكاديمي الجديد، الصعوبات هي مشاكل في السكن حيث ان الطلاب العرب لا يحصلون دوما على سكن من قبل الجامعة مما يضطرهم الى استئجار بيوت، وأيضا الأوضاع الاقتصادية ممكن ان تكون عاملا مؤثرا مما يضطر بعض الطلاب الى العمل والتعليم في ان واحد، وان يوزعوا تعليمهم على اكثر من ثلاثة سنوات مما يشكل عقبة امام الطلاب ولكن اعتقد انه امر صحي ان يعمل الطالب ويتعلم بنفس الوقت، عدا عن ذلك اعتقد ان الطالب العربي قادرا على تحقيق النجاح اسوة بباقي زملائه.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]