شهدت مدينة ام الفحم، مساء اليوم الثلاثاء اطلاق نار كثيف، أمر اعتادت عليه المدينة بالفترة الأخيرة، ورجّحت بعض المصادر ان العيارات النارية المكثّفة التي سمعت، تم اطلاقها خلال حفلات زفاف مختلفة.
وأثناء اطلاق النار، سقطت رصاصة طائشة على حديقة بيت الشاب محمود توفيق محاجنة، وكادت الرصاصة ان تقتله ليتم تسجيل جريمة قتل اخرى دون سبب!
وعمّ الرعب والخوف ، ارجاء عائلة الشاب محمود محاجنة، في أعقاب سقوط هذه الرصاصة التي كادت ان تؤدي الى كارثة لا يحمّد عقباها.
مراسل" بكرا" تحدّث فيه مع الشاب محاجنة الذي كاد أن يكون ضحيّة الاجرام والعنف القادمة وقد قال: بينما كنّا ننظّف حديقة بيتنا ونحن تسعة أفراد وغالبيتنا أطفال، قمنا بازالة اوراق الشجر وما شابه ذلك، وعندما عدت الى الحديقة بعدما انتهينا من اعمال التنظيف، فوجئت برصاصة طائشة!"، هذا ما قاله الشاب محمود توفيق محاجنة في بداية حديثه لمراسلنا.
كادت أن تقتلني
ويتابع محاجنة حديثه لـبكرا: حينها كان اطلاق نار كثيف في الهواء، لم اعرف ان الرصاصة ستسقط في حديقتنا، فهي كادت أن تقتلني، لكن قدرّ الله ان اعيش من جديد، شعرت حينها بخوف شديد، ليس لاننّي اخاف من السلاح وما شابه، لكن خوفا على حياة الاطفال الذين كانوا معي وعلى روحي.
ويقول: اليوم كلّ من يبلغ 16 عاما او 17 عاما من العمر، تجده حاملا للسلاح ويصوّبه باتجاهنا، كلّ شخص منا لديه احلامه، لديه مستقبله الذي يتعب من اجله ويأتي شخص بكلّ برودة اعصاب ويطلق النار علينا ويقتلنا، ليس فقط إنما هو يقتل حلمنا وبالتالي يعمّ الحزن والخوف كلّ من حولنا.
واضاف محاجنة: من انت لتتسبّب لنا بالضرر؟ ما هو ذنبنا؟ ما هو ذنب الاطفال الذين تواجدوا حولي؟ عندما أخذت الرصاصة لأريها لمن كانوا معي، فعلى وجه السرعة بانت علامات الخوف على وجوههم وبدأوا يفكّرون بطرق لتجنّب الرصاص الطائش اثناء السير بالشارع.
كفى لسفك الدماء
ووجّه محاجنة رسالة لكل من تسوّل له نفسه باستعمال السلاح عبر "بكرا" قائلا: كفى للقتل وكفى لسفك الدماء، الى متى سنظلّ نعاني من هذا الوضع؟ ام الفحم بات يطلق عليها لقب "تكساس".
واشار الى ان:" بات المثل يضرب فينا ففي كلّ فترة وجيزة نشهد جريمة قتل، انت في مشكلة مع جارك او صاحبك او حتّى اخوك، ان تطلق النار عليه فهذا بالتأكيد ليس حلّا لأنّك لم تتحدّث معه للتوصّل الى حلّ".
ويتسائل محاجنة بحديثه لـبكرا:" تريد ان تفرح بابنك، فليكن فالجميع يحبّ الفرح، لكن هل بات اطلاق النار من مظاهر التعبير عن الفرح؟ اطلاق النار لا يعبّر عن الفرح ، ما ذنب غيرك ليحزن على ابناءه ولا يفرح فيهم؟".
وأكدّ محاجنة ان:" اللوم يقع على الشرطة وليس عليكم، هي المتهمّة لأنّها هي من توزّع هذه الاَلات عليكم، عندما تسقط رصاصة في منطقة يقطنها ولو مواطن يهودي واحد، في نفس الساعة تكون الشرطة على دراية بمن اطلق النار، فالدولة معنيّة بان نقتل بَعضُنَا البعض وان نقضي على بَعضُنَا البعض".
لجان الصلح؟
وزاد:" أين لجان الصلح؟ لماذا لا تتحرّك قبل ان تقع كارثة اخرى ويموت شخص اخر من الطرف الثاني ، عندما يتم الأخذ بالثأر تتحرّكون؟ في أعقاب عملية القتل التي من المتوقّع ان تكون، بعدها تركضون وراءهم وتتواجدون في أماكن حرق البيوت وعندها تدعون لتهدئة النفوس وضبط الأخلاق، لماذا لا تقومون بهذه الامور منذ البداية؟".
وأردف:" اين بلديّتنا؟ اين مشايخنا؟ انظروا الى ما يحدث، منذ عقد وأم الفحم تشهد جرائم قتل بشكل سنوي، في حال استمرّينا على هذا النهج خلال اقل من نصف عقد، ستظلّ في ام الفحم فقط الفئة الغريبة التي ادخلت الى المدينة رغما عن أنف الجميع!".
شكوى للشرطة
وعن اذا كان سيتقدّم بشكوى للشرطة، يقول محاجنة لـبكرا:" سوف اتقدّم بشكوى للشرطة وعليها التحرّي بهذا الموضوع لأنّهم مرّة صرّحوا بانه كل شخص يطلق النيران في حفل الزفاف، سيتم اعتقال العريس ووالده، ولكن، للأسف انا لا ارى بان هذا الامر يُطبَّق على ارض الواقع وسأتوجه للشرطة لعلّها قامت بأي امر".
[email protected]
أضف تعليق