تزداد مؤخرًا في مجتمعنا العربي في اسرائيل، ظاهرة قتل النساء بحجج وذرائع مختلفة منها ما يسمى بـ "شرف العائلة"، الامر المرفوض من قبل نسبة لا يستهان بها من المواطنين العرب.
ويتذمّر البعض من القتل عامةً وعلى هذه الخلفية خاصةً، مطالبين الجهات بالعمل على الحدّ من هذه الظاهرة. وتسود المجتمع العربي، حالة من الغليان اثر مصرع دعاء ابو شرخ من اللد التي قتلت قبل يومين بالقرب من أطفالها بعد أن أفرغ ملثمًا الرصاص في رأسها!.
مراسلنا، أعدّ تقريرًا صحفيا تحدّث فيه مع ناشطين من منطقة ام الفحم، الذين اجمعوا على اهمّية نبذ هذه الظاهرة لما تحمله من خطورة.
المرأة نصف المجتمع وتربي النصف الآخر
الناشط الشبابي - مجد محمد محاجنة، قال في حديثه مع موقع بكرا:ظاهرة قتل النساء في المجتمع العربي هي ظاهرة بشعة جداً، لا شك بانها متفشيه بشكل كبير، هذه الظاهره لم تأتي من عدم، وعادة تكون هنالك تفسيرات بربريه ورجعيه لتبرير مثل هذه الجرائم البشعة، كالمعتقدات، التقاليد والديانات..المرأة في مجتمعنا العربي، تعاني الاضطهاد، والتمييز العنصري كثيراً، وهذه ظاهره اخرى لا تقل اهميه عن ظاهرة قتل النساء، فالمرأة نصف المجتمع، والنصف الاخر تربية المرأة، او بمعنى اخر المرأة هي المجتمع بأكمله.
واضاف: تبريرات قتل المرأة هي تبريرات قاسيه جداً، فالقتل لم ولن يكن يوماً ما حلاً لمشكله او آفه، لا بل يزيد من عمق المشكلة دائماً، فقد رأينا جرائم بحق النساء تجردت من كل قيم الانسانية، لا سيما وان المرأة عادةً ما تترك خلفها ابناء وبنات، ازهار الغد، وشباب المستقبل.
وزاد: اعتقد ان علينا جميعاً التكاتف، والاجتهاد لحل هذه الآفه البشعة، وذلك عن طريق منح تربية صحيحه للاجيال القادمة وعدم السماح لممارسة التمييز العنصري واضطهاد المرأة بأي شكل من الاشكال.
وشدّد على ان: يمكننا استغلال الطاقات الهائله الموجوده لدى نسائنا، فالعديد من الشعوب صعدت وتطورت من خلال استغلالها لهذه الطاقات الايجابية الرائعة، فالمراة لا تقل عن الرجل بشيء.
وعن دور الشباب في معالجة هذه الظاهرة، يقول محاجنة لـ"بكرا": دورنا كشباب في معالجة هذه الظاهرة البشعة هو الدور الاهم، فنساء مجتمعنا هن امهاتنا واخواتنا جميعاً، وعلينا عدم التخاذل في منحهن كل الحقوق، والامتناع عن تصنيفهن كطبقه ثانيه..قوة الشباب هي القوة العظمى، وبامكاننا الحد من هذه التقاليد الخاطئة والتي لا مبرر لها، ومحاولة دعم تقدم المرأة في كافة المجالات.
وانهى كلامه قائلا: اما عن الاليات اللازمة لدحر هذه الافه، اعتقد ان التربية لها الدور الاكبر..فالتربية هي الاساس، وعلينا بناء اساس جديد، يدعم المرأة ويمنحها جميع حقوقها، ويمتنع نهائياً عن سلب حقوقها، كما ان نحاول ايقاف اي تعنيف تجاه النساء، كلامياً وجسدياً، وبكل الطرق الممكنة، فالمرأة هي المجتمع بأكمله ولها دور كبير في تقدم المجتمع.
خطب الجمعة، وسيلة للحد من الظاهرة
الناشط الاجتماعي - عزَّات ابو مقلد، قال في حديثه مع موقع بكرا: اعتقد ان كل الامر يتعلق في خطب الجمعة من على منابر رسول الله صَل الله عليه وسلم، لا يعقل ان الخطبة تكون اكثر من ساعة على المنبر وكأنها محاضره جامعية والشباب عندما يخرجون من المسجد، يخرجون وهم غير فاهمين اي شيئ، على كلّ المشايخ تغيير منهج الخطبة وتحويلها عن العنف وبالذات العنف الاسري في البيوت.
وانهى كلامه قائلا: يحب ان تعود الزيارات البيتية وخصوصا البيوت التي تعاني من هذه الظاهرة وذلك لتوعية من في البيت.
على الشباب المحافظة على نساء مجتمعنا، وليس من باب الوصاية
عضو اتحاد الشباب الديمقراطي في ام الفحم - غازي اغبارية، قال بحديثه مع موقع بكرا: ظاهره قتل النساء في المجتمع العربي هي ظاهره انتشرت كثيرا مؤخرا ويجب علينا ايقافها لاننها ظاهرة خطيرة جدا وهذه الظاهره تؤثر سلبيا بشكل كبير على المجتمع وعلى التربية والبيئة.
واضاف: دور الشباب في مواجهة هذة الظاهرة، مهم وغير ثانويّ، على العكس رئيسيّ، فيتوجب على الشباب ان يكونوا هادئين ويحافظوا على نساء المجتمع، وليس من باب الوصاية إنما من باب أخذ الدور في الحفاظ على المجتمع، ويجب ان يكون هناك تصدي ونشاطات من قبل الشباب لمنع هذه الظاهرة بعدة طرق.
وانهى كلامه قائلا: الاليات التي نحتاجها لدحر هذه الظاهرة، هي ذات الآليات التي نواجه بها المؤسسة والتمييز والعنصرية، منها؛ تنظيم تظاهرات، رفع شعارات تنادي بمنع هذه الظاهرة ويجب ان يكون لدينا وعي فكري متطور وليس بدائي لوقف هذه الظاهرة.
في القرن الـ 21 وحلولنا متخلفة
الطالب الثانوي ابن ام الفحم - بهاء ابو حسين، قال في حديثه مع موقع بكرا: برأيي ظاهرة قتل النساء متخلفة ورجعية جدا، نحن نتحدث عن انسان وكيان ومع ذلك له تسمية خاصة عند المس به، وكأن هنالك ما يشرعن هذا المس. للتذكير نحن في القرن الـ 21، عصر التطور والانفتاح والتكنولوجيا، والحلول المطروحة للمشاكل يجب أن تكون منطقية وتتلائم مع العصر، فلا يعقل أن نقابل الخطأ بالخطأ العقاب بالقتل.
وتابع: يجب توعية الشبان العرب ومحاربة التخلف الذي يعشون فيه والانغلاق الفكري، وهذا يبدأ بشطب المصطلح "شرف العائلة"، وفرضه حصرًا على النساء، فالشرف هو للجهتين إذا ما استعملنا المصطلح.
وأوضح: بنظري شخصيًا الآليات التي يجب استعمالها لتعزيز وعي الشباب هي الحلقات الشبابية، كي يزيد نسبة المعرفة والفكر الايجابي والمتنور لديه.
[email protected]
أضف تعليق