كعادتهم في كل عام ، وفي كل عيد تقريبا، ومنذ اكثر من عشرة اعوام، يقوم مسلمو ومسيحيو كفركنا بزيارات معايدة متبادلة في اعياد المسلمين, وأعياد المسيحيين ، هذا العام، وبعد صلاة العشاء، استقبل مسلمو كفركنا اخوتهم المسيحيون في قاعة مسجد علي بن ابي طالب، في لقاء المعايدة التقليدي.

افتتح اللقاء الشيخ محمد دهامشة امام مسجد ابو بكر الصديق ورحب بالحضور, ثم قال :" نرجو ان تكون هذه المناسبات موعدا للألفة والمحبة، فكلنا نلتقي عند سيدنا ابراهيم ونتوحد في الحادثة التي كانت مع ابنه اسماعيل، حيث قدم كليهما درسا في معنى الطاعة والامتثال، وقد جاء سيدنا ابراهيم رؤيا ذبح ابنه ثلاث مرات، في المرة الاولى تروى ابراهيم ليتأكد من الامر وهو يوم التروية في الحج، وفي المرة الثانية وبعد ان رأى الحلم مجددا عرف انه امر من الله، وهو يوم عرفة، وفي المرة الثالثة جزم وقرر ذبح ولده, وهو يوم النحر يوم العيد "،.

نؤمن بالتعددية

الشيخ كمال خطيب, امام مسجد عمر بن الخطاب, قال:" هذه العادة الاصيلة في تبادل المعايدة تتجذر كل عام. مع ان محيطنا يزيد بالتشرذم والفرقة والعداء, لذلك استوجب الامر المحافظة على هذه السنة لتكون رسالة للجميع، فنحن نؤمن بالتعددية، والله هو الذي ارسل جميع الرسل.

"وأضاف :" واقعنا الاجتماعي الصعب يزداد صعوبة، وهمنا وهم شعبنا هنا وفي الضفة واحد، وبحمد الله تجاوز الشر والقتل اهل بلدنا، ولكن ما يحدث في وسطنا العربي من عنف وقتل يؤلمنا، مهما حصل فنحن على يقين ان الخير الذي فينا اكثر بكثير من الشر. وهناك خيرون كثيرون في مجتمعنا اكثر من الاشرار والمغرضون. وسيدنا ابراهيم لما كلف بالرسالة قال لأمنا سارة :" لا يوجد على الارض مؤمن إلا انا وأنت". وكأنه يقول ان مسؤولية العالم برقابنا. واليوم الخيرون كثر, وواقعنا افضل من الواقع الذي بعث فيه سيدنا ابراهيم, ونحن على ثقة اننا سنتجاوز هذا الواقع الصعب " .

الألفة والتماسك 

الاب خريسوستوموس (الفم الذهبي ) راعي طائفة الروم الارثوذوكس, قال :" ونحن نجتمع في هذا المكان الشريف (المسجد) نشكر الله ان جمعنا معا. واستذكر الاب ما تعانيه الشعوب العربية في الدول المحيطة بنا, وقال:" انا التقي مع اصدقاء في اوروبا ويتحدثون عن الالام التي يعانيها اللاجئون السوريون في انحاء اوروبا. "واضاف الفم الذهبي :" علينا ان نشكر الله على الحماية والسلام الذي يمنحنا اياه. علينا ان نطبق ما علمنا الاباء واجتماعنا هو تطبيق لوصايا ابائنا بالتزاور والتواصل والالفة والمحبة.

وختم الاب قائلا : " ان كل مشكلة تواجه احدنا فإنها تواجه جميعنا، وبالألفة والتماسك فقط نستطيع حلها". الاستاذ يوسف مطر عايد الموجودين باسم الاب رفائيل وقال:" نجتمع في هذا المكان المقدس اخوة ذو اديان مختلفة وأجيال مختلفة. المسيحيون في كفر كنا اول من وحد الاعياد واليوم سمعت ان مسيحيو مدينة شفاعمرو قد حذو حذونا وآمل ان يحذو حذونا جميع مسحيي العالم.".

الزيارات اصبحت عادة

وتمنى الاستاذ يوسف ان يعود الحجاج بخير, وان يتقبل الله طاعاتهم. ثم تحدث المهندس نبيل ابو داهود وقال: " هذه الزيارات اصبحت عادة عند اهل بلدنا. رغم ما يسود مجتمعنا من عنف وقتل. العنف الذي يبدأ من السلطة, والعنف في الشوارع وغيرها من الأماكن، لذلك يجب ان يكون محاربة وعلاج هذا الموضوع في اولويات عملنا. ".

يجب ان نتذكر اخوتنا في الضفة. وأسرى الحرية في السجون

وختم المهندس نبيل قائلا:" في هذا اليوم يجب ان نتذكر اخوتنا في الضفة. وأسرى الحرية في السجون, والشيخ رائد صلاح الذي يقبع في غياهب السجون. "الاب مارون قال:" منذ 10 سنوات لم احضر هذه المناسبة فانا موجود في قرية عيلبون. وجدول عملي لا يسمح لي بالحضور. ولكن علاقتي مع اهل كفركنا ومع المشايخ ممتازة منذ سنوات وهذا ما يميز كفركنا واتمنى ان اراه في بلدات اخرى ."وقال :" الشهآمة تميز مجتمع هذه البلدة، وأنا جدا مسرور بوجودي في بلدي كفركنا. وآمل ان نلتقي في مناسبات اخرى. انتم فخر لي،  وان ارفع رأسي بكم، أهل بلدي اينما كنت .الاستاذ عادل عبد النور عايد الحضور وتمنى ان يعم السلام المنطقة. وقال :"هذا العيد هو عيد الحج, وعيد النحر, والعيد الكبير. وهذا العيد يحض المؤمنين على الصدقة والبر والإحسان.

" واضاف :"الوقت يمر بسرعة فصحيح ان الاضحى الاخير قد مضى منذ عام, ولكن بهجته لم تمح من نفوسنا فهي تندمج مع فرحة هذا العام." وختم: "اكرر دعائي الى الله ان ينعم علينا بالسلام واليمن والبركات."الشيخ اسامة صقر امام مسجد علي بن ابي طالب رحب بالحضور وبارك هذه الزيارة وتحدث عما يدور من حولنا وقال ان ما يفعله الانسان فاق ما يفعله الحيوان. فالقتل والإبادة الجماعية من حولنا تعدت كل الخطوط وهذه الزيارات تمحو الحقد والغل, والتزاور يخفف من الكراهية ويمنع العنف.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]