رفضت محكمة الصلح في الخضيرة، استئناف عائلة عبد الغني اغبارية من مدينة ام الفحم، صاحبة البيوت الأربعة المهددة بالهدم وابقت على قرار المحكمة المركزية بالهدم الفوري للبيوت.
هذا ومن المتوقّع ان يتم هدم البيوت في أي لحظة وخاصة ان الامر هو امر فوري فآليات الهدم غير مقيّدة بوقت محدد.
وتعيش عائلة عبد الغني في هذه الأيام خاصة اياما عصيبة خلال مواجهتها المخطط الذي يهدف لاقتلاعهم وتشريدهم من بيوتهم.
كما وأقيمت بجوار البيت خيمة اعتصام تضامنية مع العائلة ومنذ صدور القرار الأخير وحتى لحظة كتابة هذا التقرير، تمّت زيارة العائلة من قبل عشرات الوفود.
الحاج عبد الغني: "نحاول ان نثبّت أنفسنا في هذه البيوت، الارض ملكًا لنا "
مراسل موقع بُكرا، قام برصد الأجواء المأساوية في البيوت الأربعة المهددة بالهدم بحيث اجمعت العائلة على أنّهم يريدون العيش بأمان وسلام.
وفي حديثٍ خاص لبُـكرا، مع صاحب البيوت الأربعة المهدّدة بالهدم - الحاج عبد الغني، قال :" نحن في كلّ هذا الوقت نحاول ان نثبّت أنفسنا في هذه البيوت، الارض ملكًا لنا ، لأبي ولجدّي وقمنا ببناء البيوت بعد ان امتنعوا عن إعطائنا ما يسمى بالـ"شيكونات" وقالوا لنا حينها أنتم تملكون ارض فذهبنا الى حيث مكاننا اليوم، قاموا بمخالفتنا بالمرّة الاولى وقضت المحكمة بالهدم وحتّى انه بعد ذلك دخلت الخارطة الهيكلية الخاصة بام الفحم وكان بيتنا ضمنها والخرائط موجودة وسوف تعرض في جلسة باليوم الخامس من شهر أيلول وسوف يصدر تقرير، كلّ هذا الامر بعد شهر واحد وهم حتّى الان مصرِّين على الهدم ويقولون "سنهدم".
وأشار عبد الغني في حديثه: " منذ 14 عام ونحن منشغلون بالمحاكم وبصرف الأموال على المحامين وعلى القضيّة، ولا فائدة من وراء جلّ ما قمنا به".
اقامة خيّم للاعتصام..
وعن عدد خيمات الاعتصام التي نصبت حتى اليوم، قال اغبارية:"أقمنا حتى الان ثلاث خيم اعتصام وكانت هنالك مظاهرات عدّة وفي بعض الأحيان قدم مدير الشرطة الى هنا برفقة عناصر الشرطة وقال انه عليكم ان تضغطوا على البلدية لإيداع الخارطة الهيكلية لأننا نحن غير معنيّين بالهدم ولأول مرة لم تكن هناك أيّ معارضة على الخارطة الهيكلية وكنت حاضرا هناك لحظة التصويت وكلّ البلدية صوتت مع الخارطة وتم عرضها على لجنة التنظيم في وادي عارة ومن ثم أرسلت الى اللواءية في حيفا".
وتطرّق الى التجاوب مع قضيّتهم، قائلا:" التجاوب معنا هو تجاوب شعبي، الحمدلله رب العالمين، الجميع يساندنا ويقول ان هذه طريقة غير صحيحة، بيت يعيل 21 نفر ، يشمل اربع مساكن، كيف ستأتي في لحظة واحدة وتهدمه على رؤوس أصحابه فلا يعقل هذا الامر!!".
ويتابع اغبارية حديثه قائلا:" أوجه نداء لكل من يهمه الامر في داخل اسرائيل او خارج اسرائيل انه في هذا البيت 21 فرد وهذا البيت لنا والأرض دخلت الخارطة الهيكلية وسوف نستصدر لها رخص ونطلب ان يأتوا ويسمعوا و
رئيس الوزراء كان وتحدّث باللغة الانجليزية وقال سنسوّي ما بين العرب واليهود وهم من وانه يريدون الهدم. نستنجد بجميع السكان ونقول اننا منذ عقد في هذه المعاناة وحتى اللحظة هذه المعاناة ليست مرفوعة ومطلبنا هو رفع هذه المعاناة عنا".
وأكد ان:" اخر قرار كان في التاسع من هذا الشهر وقاضي الصلح قال" لا يجب هدم البيت لكنني لست مخوّلا بإلغاء قرار المحكمة المركزية".
وانهى حديثه قائلا:"نتمنى من الدولة ان تعمل وفق العدل والقانون وان تتعامل مع الجميع من باب المساواة وليس التفريق وتفضيل هذا على ذاك، وعلى الدولة هذه ان تكون دولة افعال وليس أقوال بحسب، اي عندما يقولون سنسوّي بين العرب واليهود يجب ان يكون هناك فعلا مساواة".
زهرية اغبارية: " باذن الله تعالى لا يستطيعون الوصول للبيوت والهدم سيلغى"
زوجة الحاج عبد الغني - الحاجة زهريّة اغبارية، قالت في حديثها مع موقع بكرا:" بداية الحمدلله رب العالمين على كل شيئ، توجّعنا من امور كثيرة ونحن منذ 14 عام في هذه المعاناة واصرفنا كذلك الكثير من الاموال على بناء هذه البيوت وعلى هذه القضية وهناك قرار بالهدم ويقولون لنا" يجب ان نهد وغدا قوموا بالبناء.وباذن الله تعالى لا يستطيعون الوصول للبيوت والهدم سيلغى. السهر كل يوم حتى الصباح واشخاص في مثل حالاتنا وفي اعمارنا نتعب كثيرا".
وعن القرارات المتفاوتة وتجميد الهدم احيانا والاصرار على تنفيذه، تقول الحاجة اغبارية :" عند الخروج من المحكمة يقولون ان الأوضاع كلّها بخير وتحت السيطرة وفي المساء ينقلب الامر ويصبح هنالك امر بالهدم وحينها يبدأ القلق والأعصاب".
واشارت الى ان:" بعد شهر من الان ساخضع الى عملية جراحية بالمعدة بسبب كثرة الاعصاب والحزن الذي ينتابنا وحتّى وصل الامر الى ان يقوم نجلي بالهجرة الى المانيا على اثر هذه الأوضاع المشحونة".
وتابعت:" هناك 50 الف بيت مهدّد في الهدم بالوسط العربي وفي ام الفحم لوحدها ما يقارب 3000 بيت مهدّدًا بالهدم".
ونوّهت قائلة:" بيتنا هو القادم في مخططات الدولة اذ عقدوا العزم على هدمه وهم مصرِّين على الامر باعتقادي وبالنسبة لصمود أهالي العراقيب الذين يواجهون مخطط اقتلاعي وتشريدي، فانا احيّيهم على إصرارهم بعدم الخروج من أراضيهم وانا اسمّيهم بالـ"مجاهدين" بسبب قيامهم ببناء البيوت بعد كلّ مرة يتم فيها عملية هدم ، ونحن كذلك لا نريد الخروج من ارضنا ومغادرتها".
الحفيد محمد مصطفى عبد الغني: منذ 14 عامًا ونحن على هذا الوضع
حفيد الحاج عبد الغني صاحب البيوت - محمد مصطفى عبد الغني، قال بحديثه مع موقع بكرا:" ما نعيشه هو معاناة، ومأساة حقيقة، إذ اننا ننام ونحن في حالة من الذعر، حتّى انّه عندما نسمع اي صوت غريب وغير مألوف نخاف كثيرا ونعتقد ان القوّات جاءت لهدم البيوت وستشرّدنا من ارضنا، فمنذ ما يقارب 14 عامًا ونحن على هذا الوضع، يزداد سوءا مع مرور كلّ عام ولا يسعنا غير القول اننا سننتصر في نهاية الامر".
وأشار حفيد العائلة الى ان:" لا نعرف النوم ولا نعرف الاستقرار وكما ترى، الوضع هنا سيئ للغاية ولا يوجد مكان لإيقاف السّيّارات حتّى، ولسنا قادرين على فعل اي شيئ حيال الموضوع برمّته مما أدى الى ان نشعر بانه لا يوجد دافع للحياة".
وانهى حديثه قائلا:" نريد العيش بسلام وامان واعتقد انه من حقّ كلّ شخص بان يعيش مستقرّا مع زوجته واولاده وان ينام وهو مطمئن عليهم وليس مذعورا وخائفا".
[email protected]
أضف تعليق