ناشدت شخصيات دينية ووطنية في القدس والداخل الفلسطيني، جموع الفلسطينيين، بتكثيف شد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك، في ظل دعوات الجماعات المتطرفة إلى تنفيذ اقتحام جماعي للمسجد الأقصى يوم الأحد القادم 14 آب/أغسطس 2016 في ذكرى ما يسمى بخراب الهيكل.
ونددت الشخصيات الفلسطينية بتصاعد وتيرة اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين على المسجد الأقصى، محذرة من مغبّة الانتهاكات الاسرائيلية والتي من شأنها أن تؤدي إلى حرب دينية، كما حذرت من محاولة سلطات الاحتلال بسط سيطرتها وفرض واقع جديد في المسجد الأقصى يتم من خلاله سحب سيطرة الأردن والأوقاف وصلاحياتهم في المسجد.
محاولات فرض واقع جديد
الشيخ عكرمة صبري رئيس الهيئة الاسلامية العليا في القدس، استنكر، هذه الدعوات، وطالب المسلمين بشد الرحال إلى المسجد الأقصى "لحمايته من المقتحمين الذين يدنسونه وينتهكون حرمته"، لافتًا أن هذه الدعوات تتكرر في مناسباتهم الدينية من أجل تكثيف الاقتحامات للأقصى ومحاولات فرض أمر واقع جديد.
وفي حديثه لكيوبرس قال صبري إنه من الملاحظ أن شرطة الاحتلال تحاول سلب صلاحيات الأوقاف في إدارتها للمسجد الأقصى المبارك، معتبرًا ذلك أمرًا خطيرًا وغير مسبوق وتجاوز لصلاحيات شرطة الاحتلال الاسرائيلي داخل المسجد.
وأضاف أن "هذه تجاوزات فوق التجاوزات؛ لأن الاحتلال الاسرائيلي قد أحكم سيطرته على الأبواب الخارجية للمسجد الأقصى، ومنع إدخال مواد الترميم والصيانة للأقصى والمرافق، والآن يريد أن يشرف على أعمال الترميم الجارية داخل قبة الصخرة المشرفة"، مؤكدًا على أن ذلك يعد تدخلًا سافرًا في صلاحيات الأوقاف الاسلامية.
كما استنكر صبري اعتقال المهندس المشرف على إعمار المسجد الأقصى، وكافة العاملين في لجنة الإعمار الذين يقومون بأعمال الترميم في قبة الصخرة، واعتبر ذلك تعديا على صلاحيات الأوقاف، وتحد لسياسة الأردن والعرب جميعا.
واجب ديني ووطني
من جانبه، أكد الشيخ عبد العظيم سلهب رئيس مجلس الأوقاف أن "اقتحامات المتطرفين المدعومين من الحكومة اليمينية المتطرفة تستهدف المسلمين في عقيدتهم وأغلى مقدساتهم مسرى الرسول عليه السلام وقبلة المسلمين الأولى".
وقال سلهب لكيوبرس إن “ما تهدد به الجماعات المتطرفة من اقتحامات، بما يسمونه بالأعياد اليهودية، لا علاقة للمسلمين بها ولا المسجد الأقصى" مؤكدًا أن هذه الاقتحامات ستشعل فتيل حرب دينية لا تحمد عقباها، وأن "إسرائيل تتحمل نتيجة الاقتحامات وإيذاء مشاعر المسلمين في جميع أنحاء العالم، فالمسجد الأقصى عقيدة مليار وسبعمائة مليون مسلم".
وأكد أنه لدى أبناء القدس والأراضي المحتلة الوعي التام لواجبهم تجاه المسجد الأقصى، وأثبتوا للقاصي والداني أنهم أمناء على المسجد الأقصى. "الفلسطينيون يقفون صفا واحدا في وجه الهجمة، ولن يتركوا المسجد فريسة سهلة للمتطرفين اليهود الذين يستهدفون وجودنا في القدس ومسجدنا الذي هو أغلى مقدساتنا وجزء من عقيدتنا".
وأضاف الشيخ عبد العظيم سلهب أن "الجميع يلبون نداء المسجد الأقصى، ويقومون بواجبهم ويحافظون على الصلاة فيه ومحاولة الوصول إليه، وإذا مُنعوا من عبور أبواب المسجد وحول أسوار القدس ونقاط التفتيش والحواجز العسكرية وخلف الجدار الفاصل، فإنهم يصلون هناك وتحتسب صلاتهم كما لو كانت في المسجد الأقصى، فشد الرحال للمسجد الأقصى واجب ديني ووطني في هذه الظروف التي تمر فيها القدس، وتستهدف المسلمين وعقيدتهم ومقدساتهم وأغلاها المسجد الأقصى ".
أيُسلب الأقصى ونصمت!
أما الشيخ محمد العارف رئيس الهيئة العليا لنصرة القدس والأقصى فنوّه أن المسجد الأقصى المبارك يتعرض إلى حملة مسعورة واعتداءات يومية متمثلة باقتحامات جماعية متزايدة يومياً طالت ساحاته ومسجد قبة الصخرة، كما لم يسلم الحراس من تعرضهم للضرب المبرح، وإبعاد رواد الأقصى ومنعهم من اداء الصلاة.
وقال إن كل ذلك يحدث في ظلال حراب أعداد كبيرة من جنود الاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن هنالك اليوم دعوات "بصوت عال" لمنظمات عديدة تدعو لتنفيذ اقتحامات جماعية بأعداد كبيره من سوائب المستوطنين، بمناسبه ذكرى خراب الهيكل -وفق زعمهم- المصادف يوم الأحد القادم.
ودعا رئيس الهيئة العليا أهل القدس والداخل الفلسطيني على اختلاف انتماءاتهم "لشد الرحال إلى المسجد الأقصى والصلاة والاعتكاف فيه، مؤكدا على ما فيه من "أجر عظيم ودحر للكائدين".
ووجه الشيخ محمد العارف رسالة عتب إلى المسؤولين في المملكة الأردنية على صمتهم، وقال إنه "حان الوقت لتحديد الموقف الذي يردع الاحتلال وحان الوقت لأن نسمع كلمتكم".
كما اعتبر مسؤول ملف القدس في حركة فتح حاتم عبد القادر دعوات الجماعات المتطرفة لتنفيذ اقتحامات جماعية للمسجد الأقصى، بمثابة دعوات إستفزازية خطيرة, مشيرا إلى أنهم يستغلون مناسبات توراتية من أجل الدعوة لاقتحامات في المسجد الأقصى.
ودعا كافة المواطنين الذين يستطيعون الوصول إلى المسجد الأقصى، للرباط وشد الرحال إليه يوم الأحد القادم للدفاع عنه، ومحاولة التصدي لأي محاولة من جانب المستوطنين لإقتحامه.
وحمّل عبد القادر شرطة الاحتلال المسوؤلية الكاملة عن "كل ما يترتب من تداعيات إذا سمحت لهؤلاء المتطرفين باقتحام المسجد"، منوّها أنه يجب التعامل مع هذا التحذير بجدية.
وأكد أن المسجد الأقصى "خط أحمر وعصب حساس لا يجوز لإسرائيل العبث فيه، إذ لا حق لليهود في المسجد الأقصى، وهذا ما أقرته اليونسكو وكل المؤسسات الدولية".
[email protected]
أضف تعليق