قبل عام تم في قرية دير الأسد، بالجليل الغربي، تكريم البروفيسور إحسان الديك، المحاضر في قسم اللغة العربية بجامعة النجاح الوطنية في نابلس، بمنحه لقب شخصية العام في فلسطين والوطن العربي، تقديراً لجهوده من خلال موقعه المهني والاكاديمي والوطني، بصفته (ايضاً) مستشاراً للمجمع اللغوي في كلية القاسمي (بباقة الغربية)، وقد شارك في الاشراف على موسوعة الابحاث والدراسات عن الشعراء الفلسطينيين في الوطن والشتات، وتربطه علاقات وثيقة بالحركة الثقافية والفنية في "داخل الداخل" – مثل مسرح الميدان ومؤسسة الأفق الثقافية بحيفا، وغير ذلك كثير .

ومؤخراً، شارك الاستاذ الدكتور إحسان الديك (وهو ابن قرية كفر الديك – قضاء نابلس) في المؤتمر الدولي الثالث الذي انعقد في الناصرة تحت عنوان "الناصرة – آثار، تاريخ ، وموروث حضاري " ، وألقى محاضرة كان عنوانها" ملامح البيئة المحلية في حكاية زينة النصراوية " .

"انتم في داخل الداخل ، وفي قلب القلب "

وفي مقابلة مع "بكرا" ، تناول البروفيسور جانباً من رؤيته للواقع الفلسطيني الراهن ، فقال رداً على سؤال حول القواسم المشتركة التي تجمع بين الناصرة ونابلس ، بصفتهما مدينتين فلسطينيتين عريقتين ، يختلف واقعهما المرهون بالسياسة والاحتلال : "لسنا جزأين حتى نجتمع – نحن شعب واحد ، وجسم واحد ، مهما حاول الاحتلال زرع بذور الفرقة . من قال ان الناصرة واقعة في "فلسطين الداخل" – فلسطين كلها في الداخل ، والناصرة وأنتم داخل الداخل ، وفي قلب القلب ، وأنا ارى الناصرة قبل جنين ، وحيفا قبل اريحا ، ويافا قبل غزة . فيكم عبق الأرض ، وروح الوطن ، ووجودكم وصمودكم زادٌ لنا " .

"متفائل اكثر من أي وقت مضى"

ورداً على سؤال حول ما اذا كان يلمس أو يرى تغيراً في معالم المدينة الفلسطينية تحت تأثير الواقع السياسي والتطور العصري ، قال البروفيسور إحسان الديك : التغيّر هو سنّة التاريخ ، ولا ضير من أي تطور ، لكن المهم هو الحفاظ على الذاكرة الفلسطينية، فالأرض لا ترحل، والذاكرة تبقى تربطنا بالجذور .

وأضاف في هذا السياق : انني لا ارى اي خطر في طمس او نسيان الجذور ، ما دامت الذاكرة حاضرة متوقدة ، بل انني اليوم (بغض النظر عن التمزق العربي الحاصل) متفائل اكثر من أي وقت مضى ، بفضل ما يعيشه شعبنا الفلسطيني من نهضة فكرية وفنية وثقافية، ووعي وطني .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]