توافد العشرات من أهالي عكا منذ ساعات صباح الثلاثاء، إلى مسجد الجزار لتنظيفه وإزالة ركام الحريق، الذي شب ليل السبت، بعد صلاة العشاء، في القسم الغربي من المسجد.
وهرع المئات من سكان مدينة عكا العرب، والقرى المجاورة، بينهم رجال دين من جميع الطوائف، إلى منطقة ومحيط مسجد باشا الجزار في المدينة، وتمكنوا من إنقاذه من الحريق التام، بعد ارتفاع ألسنة اللهب عالياً في القسم الغربي من المسجد، عند مصلى النساء.
واستمرت الوفود في الوصول إلى المسجد التاريخي من قيادات وطنية ودينية، الذي يحوي في القسم الجنوبي من السدّة الغربية، والمحاطة بسياج حديدي من الحديد، صندوقاً معدنياً بداخله زجاجة فيها شعرات من لحية الرسول، كان السلطان العثماني، عبدالحميد الثاني، أهداها للشيخ "أسعد الشقيري" عضو مجلس المبعوثان العثماني(البرلمان).
وبني مسجد الجزار عام 1781 بيد أحمد باشا الجزار والذي يحمل اسمه.
ويعتبر المسجد أحد أهم مساجد شمال فلسطين، لحجمه والفن المعماري الإسلامي الذي يبرز معالمه. كما يشار إلى أنه من أجمل مساجد البلاد بعد مسجد قبة الصخرة الشريف في القدس.
وأعرب رئيس لجنة أمناء الوقف الإسلامي في عكا، سليم النجمي، في حديثه عن شكره لأهالي عكا الذين هرعوا لإطفاء الحريق في المسجد.
وأفاد في تصريح صحفي أن الضرر لحق مصلى النساء و"طال معرش قرميد غالبيته من الخشب رُمم عام 2009، لكي يخدم المصليات اللواتي يأتين إلى المسجد خاصة الزائرات منهن والسائحات".
وأوضح أن المصلى احترق بالكامل، إضافة إلى أضرار لحقت بالجدار الغربي الخارجي للمسجد، واحتراق النوافذ وتحطم زجاجها.
ولفت إلى أن تحقيقات سلطة الإطفاء بينت أن الحريق نجم عن تماس كهربائي، مشيرًا إلى أن السجاد والحائط الغربي بحاجة للتنظيف، والنوافذ تحتاج للترميم عدا عن مصلى النسائي.
وبدأ طاقم من عمال البلدية، وشباب من أهالي عكا من المتطوعين، وعمال الوقف بإزالة ركام الحريق منذ ساعات الصباح الباكر.
وأكد النجمي أن ترميم المئذنة وحدها يكلف نحو مليون ونصف المليون شاقل، إضافة إلى الحاجة لمهنيين مختصين، لافتًا إلى أن الخطوات اللازمة والضرورية ستؤخذ في اجتماع اليوم لإعادة فتح المسجد للصلاة كالمعتاد.
[email protected]
أضف تعليق