شهد التصعيد والاستهداف الإسرائيلي الأخير لموظفي المسجد الأقصى المبارك، استنكارًا واسعًا على صعيد المؤسسات والشخصيات الرسمية والوطنية والدينية.

فقد اعتبرت الهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات أمس، أن الاعتداء الهمجي من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلي على حراس المسجد الاقصى وموظفي الاوقاف الاسلامية فيه، هو استهداف واضح للاوقاف الاسلامية وموظفيها، والعمل على اعاقة عملهم داخل المسجد لتطبيق المزيد من خططهم التهويدية.

وفي السياق ذاته، نددت الهيئة باعتقال قوات الاحتلال أحد الحراس في المسجد الاقصى المبارك، وابعاد كل من مسؤول العلاقات العامة والإعلام في الاوقاف لمدة 6 شهور، والحارس عرفات نجيب لمدة أربعة شهور، وذلك بعد اعتقالهما ومن ثم الافراج عنهما بكفالة مالية، مشيرةً الى ان عمليات الابعاد هذه ما هي الا سياسة عنصرية لافراغ المسجد المبارك من حراسه ومصليه، وفتح ابواب امام سوائب المستوطنين والمتطرفين لاداء صلواتهم وطقوسهم التلمودية.

من جهته، اشار الامين العام للهيئة الدكتور حنا عيسى الى التطرف الاسرائيلي بفرض الامر الواقع بتهويد المسجد الاقصى وتحويله الى كنيس يهودي تمهيدا لاقامة الهيكل المزعوم على انقاضه، منوهاً الى تسارع المخططات والاجراءات التهويدية في الحرم القدسي الشريف وكأن دولة الاحتلال الاسرائيلي بمعاونة مستوطنيها ومتطرفيها تسابق الزمن لتحقيق الحلم اليهودي باقامة الهيكل باسرع وقت ممكن. مطالباً المجتمع الدولي بكافة دوله ومؤسساته ومنظماته التدخل الفوري والسريع لما يجري في المسجد الاقصى المبارك، فالاوضاع تتفاقم خطورة يوماً بعد يوم.

مساس بحق كل مسلم

واعتبر د. عيسى عملية الابعاد التي تنتهجها سلطات الاحتلال ضد المصلين والحراس وموظفي الاوقاف الاسلامية، هي مساس بحق كل مسلم الوصول للمسجد الاقصى للصلاة والعبادة، وهو ما يعتبر انتهاك للقوانين والاعراف الدولية التي تكفل حرية العبادة.

بدورها، استنكرت حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح/ اقليم القدس تصعيد قوات الاحتلال حملتها المسعورة ضد حراس المسجد الأقصى وموظفي دائرة الاوقاف الاردنية.

وافاد عدنان غيث امين سر حركة فتح في القدس أن حكومة الاحتلال الغطاء الشرعي للجمعيات الاستيطانية والتي تنفذ حملات اعتقال وابعاد عن المسجد الاقصى ومدينة القدس بحق موظفين الاوقاف، في الوقت الذي تدعو هذه الجمعيات الى اوسع مشاركة لاقتحامات المسجد الأقصى بتاريخ 4/8/2016 في ذكرى ما يسمى "خراب الهيكل".

واكد غيث ان قوات الاحتلال تشرع في كل عام بهذه الذكرى باغلاق الطرق المؤدية الى المسجد الاقصى، كما تضع الحواجز الحديدية على مداخل البلدة القديمة، فيما تمنع من هم دون سن الـ50 عاما من الدخول الى المسجد الاقصى، وبذلك تكون قد وفرت "المناخ الآمن" لغلاة التطرف لاستباحة المسجد الاقصى واقامة طقوسهم الخاصة وصلواتهم التلمودية وشعائرهم الدينية داعيين بوضع حجر الأساس للمعبد المزعوم.

تحذير من عواقب وخيمة

وحذر غيث من الخطر المحدق نتيجة هذه الاجراءات والتي ستكون عواقبها حتما وخيمة.

وعلى الصعيد ذاته، استنكر الشيخ محمد حسين المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية – خطيب المسجد الأقصى المبارك – الإجراءات القمعية الاحتلالية ضد موظفي المسجد الأقصى المبارك من خلال اعتقالهم وإبعادهم عن المسجد الأقصى ومراكز عملهم، مبيناً أن هذه السياسة العدوانية يمنع بموجبها الحراس والسدنة من الالتحاق بوظائفهم وأعمالهم لعرقلة حراسة المسجد الأقصى، وتحظر على بعضهم الوصول إلى منطقة المسجد.

ونوه إلى أن سلطات الاحتلال لا تقيم وزنا لأي اعتبار ديني أو أخلاقي في رسم سياستها أو تنفيذ عدوانها ضد المقدسات وأهلها، فبالأمس القريب ضيقوا الخناق على المسجد الإبراهيمي، واليوم متطرفوها ومستوطنوها يدعون إلى اقتحام المسجد الأقصى المبارك، مبيناً أن هذه السلطات تتحدى بشكل سافر الشرائع السماوية والقوانين والأعراف الدولية التي تحرم المس بالأماكن الدينية، وتضرب بعرض الحائط الانتقادات الدولية التي توجه إلى سياستها الخرقاء.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]