طالب وزير الأوقاف والشؤون الدينية سماحة الشيخ يوسف ادعيس العالمين العربي والإسلامي، والمجتمع الدولي بالتحرك الفوري لوضع حد للاعتداءات اليومية التي تمارسها عصابات المستوطنين ضد مدينة القدس المحتلة والمقدسات.
وقال ادعيس في بيان وصل وكالة "صفا" الاثنين إن سلطات الاحتلال ارتكبت سلسلة اعتداءات خلال تمور الماضي تجاوزت 87 انتهاكًا، وتركزت على الاقتحامات اليومية والصلوات التلمودية، وكثافة دعوات ما يسمى "منظمات من أجل الهيكل" لاقتحامات واسعة للمسجد الأقصى وإقامة الصلوات التلمودية.
وأضاف أن هذه الانتهاكات تمثلت أيضًا في التحضيرات الواسعة والنشاطات المتنوعة ضمن استعداداتها لاقتحامات جماعية للمسجد في ذكرى ما يطلق عليه الاحتلال "خراب الهيكل" تتضمن تنظيم ندوات ومؤتمرات ومحاضرات واعتصامات في القدس ومدن كبرى أخرى.
وأوضح أن كل ذلك يأتي وسط حملة التهويد المستعرة بكل مكان، والاستعدادات للبدء بمشروع تهويدي ضخم يستهدف "باب الجديد"، حيث وضع الاحتلال في الأيام الأولى بعد شهر رمضان ما تسمى "الكلمات العشر" على باب الجديد باللغة العبرية، ليصبح، حسب اعتقادهم، مكانًا مقدسًا يبادر اليهود إلى لمسه والتبرك به عند دخولهم منه.
سلطة الآثار الاسرائيلية
وأشار إلى أن الاستهداف شمل أيضًا عبر ما تسمى "سلطة الآثار الاسرائيلية" هدم أربعة قبور في باب الرحمة الواقعة في الجانب الشرقي من المسجد الأقصى.
وذكر أن الاحتلال وفي سابقة خطيرة سيّر سيارة كهربائية صغيرة تابعة لشرطة الاحتلال في المسجد لتأمين اقتحامات المستوطنين وجولاتهم الاستفزازية، واستمر بملاحقة واعتقال حراس الأقصى والمرابطين، وسمح للمتطرف الذي حاول تفجير قبة الصخرة عام 1982 باقتحام المسجد.
ولفت إلى أن الأقصى شهد حدثًا جديدًا بإجراء مراسم تأبين لمستوطنة في باحاته، مضيفًا أن الاحتلال بالإضافة لنهجه إحلال العنصر اليهودي في المسجد الأقصى والجغرافي في محيطه، يعمد إلى طرد المصلين والمرابطين والعاملين والموظفين ونساء المسجد بإبعادهم عنه لعدة شهور، وإدراج النساء والرجال ضمن القائمة السوداء لديه.
وأكد ادعيس أن الاحتلال يعمل على صبغ ما حول المسجد بطابع يهودي محدثًا خللًا خطيرًا في الجغرافيا الإسلامية العربية.
المسجد الابراهيمي
وفيما يتعلق بالمسجد الابراهيمي، أوضح ادعيس أن سلطات الاحتلال صبت جام عنجهيتها بمواصلة تدنيس المسجد عبر ما يسمى "نائب الادارة المدنية"، يرافقه أحد الضباط، وتجولا في اقسامه، كما أخذت ما تسمى "الإدارة المدنية" قياسات للبوابات الخارجية، وأعلنت عزمها وضع بوابات رسمية للجنود، وأضافت مدخلًا الكترونيا على أبوابه.
وأشار إلى أن سلطات الاحتلال تواصل سياسة تغيير معالم المسجد وما حوله، وشرعت في إغلاق المنطقة التي تعتزم بناء غرف حجرية فيها بسياج من الصفيح، بعد تفكيك الحواجز الالكترونية التي كانت على مدخل المسجد، تمهيدًا لبناء غرف محصنة تحتوي على أجهزة تفتيش الكترونية، وكاميرات مراقبة.
وتابع أن الاحتلال كعادته منع رفع الاذان في المسجد الإبراهيمي خلال الشهر المنصرم 47 وقتًا، وحرم من هم دون الثلاثين من دخوله.
وبين أن الانتهاكات شملت أيضًا المقامات الإسلامية الواقعة في كفل حارس شمال مدينة سلفيت، بحجة تقديم طقوس دينية، والاعتداء على مقبرة القبة الملاصقة لجدار الفصل العنصري في بيت لحم، حيث قامت بقطع الأشجار المعمرة، والاعتداء على عين الماء الجديدة في تل الرميدة بالخليل.
وأشاد ادعيس بصمود المقدسيين وأهالي الخليل، وكل فلسطيني صامد متجذر فوق أرضه، يبتغي الانعتاق والتحرر، وانقشاع الاحتلال لتغدو القدس العاصمة الأبدية لفلسطين حرة آبية.
[email protected]
أضف تعليق