انتقد عددٌ من النواب لموقع "بكرا" تحويل رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، صلاحيات مكتب الدعاية الحكومي لوزارة الثقافة والرياضة والتي ترأسها حاليًا الوزيرة ميري ريغف (الليكود).
وعلّم أنّ تحويل صلاحيات المكتب المذكور، والتي تقدّر موازنته بالـ 300 مليون شيكل، ومسؤول عن توزيع الدعايات الإعلانات الحكوميّة على المواقع ووسائل الإعلام، تم بدون نقاش سابق في المجلس الوزاريّ وفق ما ذكرت مصادر إعلامية إسرائيلية، الأمر الذي أدى إلى غضب وزيرة المساواة الاجتماعية غيلا جملئيل، والتي على ما يبدو كانت تطمح بأن تحوّل صلاحيات المكتب إلى وزارتها.
ورأى النواب أنّ هذه الخطوة تحمل خطورة حيث تعني سيطرة الوزيرة ريغف على "مضامين وسائل الإعلام" علمًا أنها كانت قد اشترطت في السابق تمويل المؤسسات الثقافية في حال ابدت الولاء لإسرائيل!.
غلئون تتوجه إلى المستشار القضائي للحكومة
وفي أعقاب ذلك، قالت عضو الكنيست زهافا غلئون (ميرتس) لـ "بكرا" أنها توجهت إلى المستشار القضائي للحكومة، افيحاي مندلبيت، مطالبة الغاء هذه الخطوة التي يحركها اعتبارات "غير مهنية"- على حد تعبيرها.
وأوضحت غلئون أنّ تحويل صلاحيات المكتب إلى ريغف لا يعني فقط سيطرتها على وسائل الإعلام إنما على تعيين مدير عام للمكتب، حيث غادر الرئيس الحالي منصبه في الآونة الأخيرة.
وقالت غلئون لـ "بكرا" أنّ المستهجن في الخطوة هي الاعتبارات التي تحركها والتي تعني بالضرورة زيادة قوة ريغف من خلال سيطرتها على وسائل الإعلام وبما يخالف قواعد وأخلاق الإدارة الجماهيرية السياسية المتبعة.
غنايم: تمييز أكثر. الطيبي: حددنا جلسة مع ريغف
بدوره، قال عضو الكنيست مسعود غنايم (القائمة المشتركة) أنّ نقل صلاحيات وميزانية مكتب الإعلانات والنشر الحكومي لوزيرة الثقافة والرياضة ميري ريغف وسيطرتها على ميزانية كبيرة تصل لـ 300 مليون شيقل هو خطوة نحو تمييز اكثر تجاه الصحف ووسائل الاعلام العربية، موضحًا "ريغف التي تبنت منذ دخولها الوزارة مبدأ الولاء مقابل الميزانيات سوف تقوم بوضع شروط على الصحف العربية كما فعلت مع المسارح والمؤسسات الثقافية العربية، والميزانيات سوف تكون شحيحة وستحوّل التمويل الى سوط تفرض من خلالها أجندتها السياسية اليمينية".
وأضاف غنايم لـ "بكرا" "حصة وسائل الاعلام العربية من ميزانية مكتب الإعلانات والنشر الحكومي لم تكن في يوم من الايام عادلة او كافية والتمييز كان سيد الموقف، هذا التجاهل والإقصاء سوف يزداد تحت سلطة الوزيرة ميري ريغف".
اما النائب د. أحمد طيبي ففضل عدم التعقيب على هذه الخطوة وقال لـ "بكرا" في السياق أنه حدد جلسة مع الوزيرة ريغف في هذا السياق علمًا أنّ التعامل في مكتب الدعاية الحكومي مع وسائل الإعلام العربية كان سيئًا طوال الوقت.
فقط 4% ميزانية للإعلام العربي
بقي ان نشير إلى أنه وبناءً على طلب عضو الكنيست أيمن عودة (رئيس القائمة المشتركة)، اجرى مركز الأبحاث في الكنيست مؤخرًا بحثًا حول عمل مكتب الدعاية الحكومي "لابام" (לפ"מ)، حيث اشارت النتائج إلى أنّ "لابام" تطلق كل سنة عشرات الخطط التسويقية التي تضم حملات اعلانية عامة، إلا أنّ حصة العرب من تلك الخطط والحملات لا تتعدى الـ 4% علما أن نسبة العرب في المجتمع 20%.
الامر الآخر الذي فحصه عودة في ذات السياق هو تمثيل العرب في مكتب الدعاية الحكومي، وتبيّن انه من بين 42 موظفًا في الدائرة الحكومية لا يوجد أي موظف عربي.
وأكد النائب عودة انه هذه المؤشرات تؤكد مرة اخرى أن التمييز ضد كل ما هو عربي، هو تمييز بنيوي ومتجذّر. فالمعطيات تشير الى أن دائرة حكومية تحصل على ميزانياتها من المواطنين وتُميّز بشكل واضح ضد 20% منهم.
[email protected]
أضف تعليق