"الايام والاسابيع القادمة ستشهد ارتفاعا بأسعار الخضروات وخاصة البندورة التي تعتبر اكثر استهلاكا عند المستهلك العربي"، هذا ما قاله المزارع ابو نضال سعيد شبل من قرية المكر في حديث لمراسل موقع بكرا، مشيرا الى ان الزراعة اصبحت في ايامنا يتيمة ومكلفة وتعاني من عدم التخطيط السليم وهي بحاجة ماسة الى اعادة النظر من الدولة ووزارة الزراعة لإعادتها الى مكانها ومكانتها السليمة، ولكي تأخذ وتعيد هيبتها في الدولة والمجتمع ومواطنيها ولكي تلعب دورها الطبيعي وتعود الى المسار الصحيح قبل فوات الاوان ، مؤكدا ان الزراعة الشريان الاقتصادي للمجتمع.
الصيف اصعب فترة
واضاف في حديث لمراسلنا: اصبحنا نلمس ونشعر في كل سنة في التغيرات المكلفة، في الاسعار، خصوصا في اشهر الصيف المتأخرة، شهر تموز، اب وايلول، حيث تكون هذه الفترة من اصعب الفترات التي تواجه المزارعين في التحكم فيها، سواء من ناحية الطقس والمناخ او درجات الحرارة المرتفعة، او الآفات والحشرات التي تفتك بالنباتات التي تزرع في هذا الموسم، حيث تسبب لها عدة فايروسات مما يصعب على المزارعين مكافحتها ، والسيطرة على علاجها رغم التكاليف غير الطبيعية، بأسعار الادوية التي تستعمل في هذه الفترة من العلاجات.
مضيفا: زد الى ذلك امراض البندورة الجديدة ، والفايروسات التي تفتك بالمحصول المتواجد داخل الدفيئات الصبية والمحمية من الحشرات الناقلة للفيروس، ورغم ذلك يواجه المزارعون فايروسات جديدة متطورة تضرب في المحصول المحمي في الدفيئات في السنتين الاخيرتين ، مما يعيق بشكل ملموس في الانتاج والمحصول ، ويعود بالضرر على النباتات والموسم بأكمله ، اذ يصل الضرر في الانتاج حوالي 50% من المحصول العادي، وتكون الثمار محدودة الجودة وحينها نشعر ونلمس النقص في الاسواق ، وارتفاع تدريجي في الاسعار.
الزراعة الحقلية
بخصوص الزراعة الحقلية المفتوحة قال: رغم التكنولوجية المتوفرة للمزارع الا انه يواجه ما اقوى منه، كارتفاع درجات الحرارة العالية وكثرة الحشرات الضاربة للفايروسات، كالفراش الابيض وقصر عمر المحصول ، في هذا الموسم ، بدلا ان يقطف المزارع 50 او 60 يوما من المحصول، يحاصر في هذه الظروف من الطقس ودرجات الحرارة حيث ينزل الى النصف من المحصول الذي اعتاد عليه في المواسم الطبيعية التي تخلوا من الامراض ودرجات الحرارة المرتفعة ، زد الى ذلك الفلحة الشتوية والصيفية البعلية التي لم يجني منها الا الخسارة الفالحة هذه السنة، لان المحاصيل الشتوية والصيفية لن تتمكن ان تعطي انتاجها بسبب الجفاف وقلة الامطار، وكانت الخسارة عامة على الجميع لأنه طول مجموع هطول الامطار هذه السنة كان نصف المعدل السنوي ، الذي لم يتجاوز ال 300 ملم ، علما ان المعدل السنوي لتنجح المحاصيل الصيفية في منطقتنا ما فوق 500 ملم.
وانهى قائلا: رغم هذا كله فعلى المزارع ان يقوم بعمله ويعطي كل ما عنده متأملا بالمحصول القادم دائما ، الا انه لا يمكنه الوقوف والاستمرار في ظل هذا الظروف القاهرة والعجيبة في تحدياتها والمكلفة على المستوى المادي والمهني وعدم الربح الكاف لكي تغطي المصاريف التي دفعها فيقف حائرا لا حول له ولا قوة.
[email protected]
أضف تعليق