في مسابقة "بينالي" الإيطالية، فازت الفنانة الفلسطينية رائدة سعادة، ابنة مدينة أم الفحم، بالمركز الثالث والميدالية البرونزية العالمية من بين 40 فنانة من جميع أنحاء العالم. حصدت جائزتها عن عملها الفنّي (فيديو) والذي يحمل الاسم "فراغ"، كأنه بالعنوان العبثيّ يسخر من الرواية الصهيونية المستمرة عن فلسطين.

تميزت مسيرة رائدة سعيدة الفنّية بحضور معادلة الطبيعة- الأرض- الوطن في معظم أعمالها، من خلال توظيف هذه المعادلة إنّ كان بصرياً أو لمجرد فكرة في إنتاجها الفنّي. على سبيل المثال، كان أحد إنتاجات رائدة سعادة الفنّية أخيراً، العمل الفنّي "شجرة الأمنيات". هذه الشجرة، التي قامت هي بتأدية دورها من خلال فستان أبيض واسع، تجولت فيه في مدن وقرى فلسطينية وفي تونس أيضاً، رافعة يديها إلى الأعلى وتلتف في مكانها، وفي نفس الوقت يرمي الجمهور قطعاً من القماش كتبوا عليها أمنياتهم.

تعود معادلة "الطبيعة- الأرض – الوطن" إلى عملها الفنّي "فراغ" والذي حصد جائزة "بنيالي" هذا الأسبوع. فمن خلال فيديو يصور رائدة سعادة من بُعدين؛ الأول كأنها نقطة سوداء بعيدة في أحد جبال أريحا، أقدم مدينة في العالم ولها أهميتها الدينية والتاريخية والأسطورية، وبالتالي لم يكن الاختيار صدفة. والبعد الثاني كان بتصويرها أثناء استخدامها لآلة تنظيف كهربائية في نفس النقطة في الجبل ولكن عن قرب، بحيث تكون حاضرة في كادر الكاميرا بوضوح.

مقاومة الاحتلال بالفن

في حديث لـ 24 مع رائدة سعادة، حول حصولها على الميدالية البرونزية العالمية من "بينالي"، قالت:"أؤمن أن نجاحنا وتفوقنا هو أكبر سلاح لنا، ونجاحي يؤكد للجميع أننا الفلسطينيون كنا ونعيش وسنبقى على هذه الأرض. أضف إلى أن حصولي على لقب من بين فنانات عالميات ومشهورات، وأنا أصغرهن سناً، فهذا شرف كبير لي كفنانة فلسطينية".

تصب معظم أعمال رائدة سعادة الفنّية كأداة لمقاومة الاحتلال، مع الاعتبار الكامل للقيمة الفنّية للإنتاج. في "فراغ"، وقبل أن تثير الأسئلة، تطلق صرخة واضحة ضد مقولة الرواية الصهيونية:"أرض بلا شعب لشعب بلا أرض". متسائلة كيف ستنظف كلّ آلات الدمار الحديثة منها والقديمة الحجارة من الأرض؟ وبالتالي فالعمل الفنّي "فراغ" هو رداً على رغبة الصهيانة بـ "تنظيف البلاد". بحضور أيضاً معادلة الحداثة من خلال استخدام لآلة تنظيف كهربائية، والتناقض الحاضر في المشهد ما بين هذه الآلة والطبيعة، مؤكدة على الفكرة بأن مهما قدم الإنسان تطوراً للبشرية، فسيبقى ضعيفاً أمام الطبيعة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]