عقدت لجنة مكانة المرأة والمساواة الجندرية أمس الثلاثاء، جلسة بعنوان "تمثيل النساء في الإعلام – إقصاء مُتعمّد أم مرآة المجتمع؟"، حيث عُرض في الجلسة تقريرين في هذا الموضوع، الأول تقرير جمعية "سيكوي" حول تمثيل العرب والنساء العربيات في الإعلام العبري، ونتائج بحث لمحُاضرة من كلية "سبير" في النقب حول تمثيل النساء في الإعلام الإسرائيلي والذي جرى في إطار يوم رصد عالمي لتمثيل النساء في الإعلام.

افتتحت النائبة عايدة توما-سليمان الجلسة وقالت أن الجلسة اليوم أتت لتعرض مكانة النساء في الإعلام العبري وأضافت أنه "في نقاشنا هذا الموضوع علينا ألا ننسى أن صورة النساء في الإعلام مستقاة من مكانتهن في المجتمع". كما وأشارت إلى أن هذه الجلسة على خلاف سابقاتها تشهد حضورًا نوعي، إنما قليل العدد، وهذا يُظهر مدى الاهتمام الذي تحظى له قضية تمثيل النساء في الإعلام من قبل أعضاء الكنيست وأيضًا الصحافة، وأشارت إلى مشاركة النواب عن القائمة المشتركة د. أحمد طيبي، جمال زحالقة ومسعود غنايم الذين حضروا الجلسة اليوم وشاركوا في النقاش، كما وانضمت لاحقًا النائبة، والصحافية السابقة، ميراف ميخائلي.

استعرضت د. عنات لاحوفر بحثها الذي يُظهر أن المعدل العالمي لتمثيل النساء يصل فقط إلى %24 وأن الأرقام في البلاد لا تختلف كثيرًا، وأضافت أنه قد نرى نساء أكثر في التلفاز لكونه وسيلة إعلام بصرية خاصة بين مقدّمات الأخبار إنما أيضًا هنا لا تصل نسبتهن إلى أكثر من %33. أيضًا وفق أنواع الأخبار، فتظهر النساء في الأخبار المحلية أكثر من القطرية وبشكل قاطع كشخصيات داخل الأخبار وليس كخبيرات أو محللات. تظهر أيضًا الميول في إظهار النساء كضحايا في الأخبار أكثر من ظهورهن بشكل إيجابي في جميع أنواع الأخبار. تعزو د. لاحوفر هذه المعطيات والنتائج إلى حقيقة أن النظرة للنساء ما زالت جنسية. كما وظهر في بحثها أن الصحافيات النساء يملن أكثر لاستخدام مصادر نسائية كخبيرات أو شاهدات عيان، وهذا معطى هام جدًا لأن الهدف الأساسي هو دمج نساء أكثر في ما يسمى صناعة الأخبار، وهذا ما يؤثر مباشرة على تمثيل النساء في الإعلام.

في تقرير جمعية "سيكوي" من إعداد أمجد شبيطة وعيدان رينج حول تمثيل النساء العربيات في الإعلام العبري، ظهرت صورة أسوأ من سابقتها، والتي تظهر أن هناك برامج كاملة في التلفاز والراديو والتي تُقصي النساء العربيات تمامًا. واستعرض شبيطة نشاط جمعية سيكوي في رصد الإعلام العبري ومدى ظهور العرب في وسائل الإعلام منها الراديو، التلفاز، الصحافة المطبوعة والإلكترونية، وأشار إلى أنه هناك فقط 4-5 برامج تجري مقابلات مع عرب ويجب الضغط على برامج التلفاز والراديو من أجل إدخال نساء ورجال عرب، فمثلاً من أصل 2644 مُقابَل في مختلف برامج الراديو والتلفاز الإخبارية الرائدة كان هناك فقط 46 مُقابَل عربي منهم 3 نساء عربيات فقط، أي ما يعادل %0.003. في ختام استعراضهم، أشار شبيطة ورينج إلى مشروع الـ"A-List" والذي هو عبارة عن مجمع لنساء ورجال عرب خبراء في مختلف المجالات والذي بإمكان الإعلام الاستعانة بهم في حال توفرت النية، وفي هذه المجمع تصل نسبة النساء إلى %40، وأنه لم يعد بإمكان وسائل الإعلام أن يدّعوا أنهم "لا يعلمون بوجودهم". وهنا عقّبت توما-سليمان أن هناك عقبات أخرى يجب تخطيها وهي في عقول الطواقم العاملة في التحضير للبرامج الإخبارية، وهنا أيضًا يجب العمل على زيادة عدد العرب في وسائل الإعلام العبرية وعدد النساء العربيات أيضًا.

شارك في الجلسة عدة صحافيات من الإعلام العبري منهن هداس شتايف، وإيتا برينتس ويردن سكوب وعنات سراجوستي واللاتي أيضًا عبرن عن الصعوبات اللاتي تواجه النساء أحيانًا في الظهور في الإعلام والحضور إلى استوديو التلفزيون وهذه الصعوبات هي جزء لا يتجزأ من الدور التقليدي الذي ما زالت تنفرد به المرأة في كافة المجتمعات، وأن على المجتمع إحداث تغييرات أيضًا من أجل تشجيع وإتاحة المساحة والوقت للنساء في أن يتمكّن من الظهور في الإعلام أيضًا.

في مداخلته، حيى النائب د. أحمد الطيبي عقد مثل هذه الجلسة وقال أنه "بظهور النساء العربيات إلى "البرايم تايم" فإن ذلك يُحضر صورة أخرى للنساء العربيات تسهم في التقارب الثقافي وتقريب الواقع المُختلف عن الصورة النمطية"، كما وأشار الطيبي إلى أن ظهوره في العديد من البرامج غير السياسية يساعد الإسرائيلي المتوسط على رؤيته وإدراكه كإنسان وليس فقط كسياسي مع أجندة.

كما وشاركت الإعلامية إيمان القاسم التي عبّرت عن الضرورة في مواصلة العمل للدفع بالنساء للمواقع الإدارية وليس فقط المهنية، لأن هذا قد يسهّل في العديد من الأحيان الأخذ برأيهن وموقفهن بحكم المناصب التي يتبوأنها، كما وأشارت إلى أن النساء يحاولن القيام بالأمور على أفضل وجه دومًا وهو جانب قد يثير القلق لديهن حول شكل ظهورهن في الإعلام، وهذا أمر علينا العمل عليه لدعمهن من جميع النواحي.
كما وقال النائب د. جمال زحالقة أن "الإعلام والتواصل هما ركنان من أركان التطور البشري، وأنا أرى أن دور الإعلام هو ليس في تشكيل مرآة للواقع بل في تغييره. هناك العديد من العقبات أمام ظهور النساء في الإعلام إنما يجب تغيير مبنى الإعلام وأهدافه لنجعل منه إطارًا يحتوي النساء ويشجعهن على العمل في الإعلام وأيضًا الظهور عبره".

كما وشاركت المسؤولة عن النساء في سلطة البث، جانيت بر-آري، والتي أكّدت على ضرورة إقامة "وحدة التنوّع والدمج" كما في السويد، التي تختلف جدًا عن المجتمع هنا، إنما هدف هذه الوحدة العمل على دمج النساء والأقليات في الإعلام الرسمي على الأقل"، كما وأشارت إلى أن السلطة تعد تقريرًا حول الموضوع وهنا اقترحت رئيسة اللجنة، النائبة عايدة توما-سليمان، بأن يدمجوا في التقرير آليات رقابة قابلة للتنفيذ والمراجعة كل ثلاثة أشهر، وطالبت باستلام نسخة عن التقرير فور صدوره ليتم عقد جلسة متابعة في هذا المجال.

لخصت النائبة عايدة توما-سليمان النقاش، "إن التغيير هو ليس مهمة النساء فقط ولسن المنتفعات الوحيدات منه، لذا فهذه مهمة الرجال أيضًا. حرية التعبير عن الرأي وحرية الصحافة لا تتناقضان مع الحق في التمثيل للمهمّشين والمهمّشات. يطلقون على الإعلام تسمية "كلب الحراسة" وكما يبدو فإن كلب الحراسة يحتاج لمن يراقبه ويحرسه – فمن هنا أحيي البحثين الذين عرضا اليوم والتي تُشكّل نتائجهما لائحة اتهام للإعلام حول عدم تمثيل النساء والعرب والأقليات بشكل عام. هناك عقبات عديدة علينا تخطيها ومنها المؤسساتية والبنيوية، ويجب وضع الخطط والأهداف ومراقبة تنفيذها. لم نتطرق في هذه الجلسة للنساء في الإعلانات التجارية وتلك قصة أخرى تمامًا". 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]