قام بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى بجولة في دول حوض النيل بإفريقيا، قبيل أيام، فى محاولة منه لإثبات االكيان الصهيونى المحتل كدولة مُعترف بها، فضلا عن محاصرة مصر فى دول منابع النيل وإجبارها على التعاون معها، وطلب نتنياهو خلال زيارته حصول إسرائيل على عضوية الاتحاد الإفريقى، الأمر الذى لاقى قبولا من إثيوبيا وكينيا .

وأجرى نتنياهو وأعضاء وفده ورجال أعمال زاد عددهم على 80 شخصًا، مباحثات مع نظرائهم الإثيوبيين، تطرقت إلى المياه والزراعة والاتصالات والسياحة، ووقع الجانبان اتفاقات فى مجالات العلوم والتكنولوجيا والسياحة، فى محاولة منهم للتطويق على الدول الأفريقية وإستغلال مواردهم الإقتصادية والزراعية.

وأكد الدكتور سعيد اللاوندى خبير العلاقات الدولية أن إسرائيل بدأت فى البحث عن نقاط القوة فى جميع دول العالم وركزوا على أفريقيا لضعفها الإقتصادى والتنموى وثرائها بالموارد المعدنية والزراعية التى لم تستغل بعد، مستغلين ذلك لبناء الإستراتيجية العالمية للهيمنة على كل ما يخدم مصالحهم ويحقق لهم نفوذهم فى المنطقة متبعين نهج الولايات المتحدة الإمريكية وروسيا فى مد الدول بإحتياجتهم مقابل تقديم الولاء لهم.
وأكد اللاوندى، على أن إسرائيل نجحت فى استغلال غياب مصر عن الساحة الأفريقية فى الأونة الأخيرة لإنشغالها فى التنمية المحلية ومواجهة الضعف الإقتصادى والزراعى بعد قيام ثورتين فى أقل من 5 أعوام، وأن هدف إسرائيل من هذا الطلب هو إجبار الدول العربية والإسلامية الإفريقية على الاعتراف بها رغم إنكارهم لها بسبب الجرائم التى ارتكبوها فى حق الأشقاء الفلسطنيون.

وأرجح خبير العلاقات الدولية، أن مشكلة عدم بناء جسور الثقة بين مصر والدول الإفريقية جعلهم يفتحون الباب إمام إسرائيل التي تلعب على إثارة الفتن بين الشعوب لإقامة المشروعات الكبرى وتوقيع الاتفاقيات التى تخدم مصالحها فى المنطقة العربية والأفريقية، وعلى الرغم من معظم هذة الاتفاقيات ليست لها أهمية لأن كل دولة تبحث فى الأساس عن تحقيق مصالحها الإ أنها ستمنحهم قوة فى المنطقة قد تُستغل لضرب قوة مصر.
وأضاف اللاوندى، أن الخطوة التى إتخذتها إسرائيل لن تنجح ولن تلاقى أى قبول فى الإتحاد لإنها تهدد الأمن القومي العربى الأفريقى خصوصا ومصر عموما، فضلا عن الموافقة ستكون إعتراف رسمى بهم وهذا لن يحدث على الإطلاق.
أرجح هانى رسلان رئيس وحدة دراسات حوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن جولة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الإفريقية محاولة للخروج من العزلة المفروضة عليهم من قبل الدول العربية فى الشرق الأوسط وأفريقيا وحرمانهم من التعايش مع أى كيانات دولية تابعة لإحدى القارتين الأسيوية والأفريقية وذلك لإن الأمر عدائى بين طرف محتل صهيونى ينكل بأبناء العرب فى فلسطين منذ الإحتلال والحروب التى كانت قائمة على الأرض بين مصر والأردن واسرائيل.

وأشار رئيس الوحدة، إلى أن إسرائيل تحاول إثبات نفسها كدولة من خلال الانضمام للإتحادات الدولية والأولى كانت تنضم لأتحاد أسيا القارة التى هى تابعة لها، لكنها تعلم تماما ان الدول العربية هناك ليسوا أقلية ولن يمنحوها موافقتهم، لذلك إتجهت إلى الدول الفقيرة فى أفريقيا لإستغلال ضعفهم ومدهم بالقروض والمنح الدولية مقابل موافقتهم على الإنضمام لهم وهذا لن يحدث بفضل الجهود العربية المبذولة فى المنطقة.

وأوضح رسلان، ان هذا الأقتراح سيكون بداية للانقسام والفرقة داخل الأتحاد الإفريقي وهناك دول كبيرة سترفض هذا الاقتراح خوفا على مصالحهم فى المنطقة ودخولهم عداء مع الدول العربية وهم فى غنى عن ذلك، خاصة بعد الطفرة الإقتصادية التى تشهدها الدول العربية وتقدمها العلمى والثقافى وعلى رأسهم دولتى الإمارات والسعودية اللائى أصبحن ضمن أكبر دول العالم.

وبين رئيس الوحدة، أن دول الإتحاد الأفريقى لن تقبل منح كيان محتل بأى مسمى وتحت أى وصف عضوية لإن ذلك سيكون إعتراف بسيادتهم ودولتهم، وهذا لن يحدث مع استمرار احتلالها للأراضي العربية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]