يُقال دائمًا أن العظمة تخرج من رحم المعاناة، ويقال أن الأمل كذلك، يخرج من رحم المعاناة، فكيف عندما يكون هذا الأمر لدى شعب عظيم ومميز بالفطرة، كالشعب السوري، حينها تكون العظمة مضاعفة والأمل أيضًا، رغم كل المعاناة، وخصوصًا إذا كان الحديث عن المرأة السورية التي كانت رائدة طوال عمرها وعظيمة، منذ زنوبيا إلى يومنا هذا.

ديما سليمان، شابة سورية تبلغ من العمر 26 عامًا، انتخبت مؤخرًا نائبة في مجلس الشعب السوري، كأصغر عضو في هذا البرلمان ومن الأصغر في العالم وهي من مواليد محافظة حماه ، وديما خريجة الصحافة والإعلام، الناشطة الفعالة والتي لم تبتعد يومًا عن هموم شعبها وقضاياه، هي شقيقة لشهيدين رحلا خلال دفاعهما عن الوطن السوري أمام في وجه الجماعات الإرهابية المسلحة، الشهيدان شعيب ويعرُب سليمان.

لم تتواني عضو مجلس الشعب ديما سليمان عن التجاوب مع توجهي إليها مؤكدة محبتها وتقديرها لشعبنا الفلسطيني وصموده  والانتماء لقضيته التي هي قضية الأمة بالأساس، فأجريت حوارًا معها، وكانت إجابتها واضحة وصريحة.

سؤال: أولًا كونك اصغر برلمانية في تاريخ سورية وربما في تاريخ الدول العربية ومن الأصغر في العالم، هل هذا يجعل المسؤولية عليكِ مضاعفة؟ اثبات النفس مثلاً ؟


ديما سليمان: العمل في الشأن العام دائما يحمل صاحبه مسؤولية كبيرة سيما وإن كانت هذه مسؤولية مقترنة بثقة الناس وبالنسبة لي هي مسؤولية مضاعفة في ظل ما تمر به بلدي الحبيب سورية من حرب ممنهجة لتدمير حضارتها وطمس معالمها وتراثها وإبعادها عن خط المقاومة، وكوني من فئة الشباب فهذا يضعني في تحدٍ كبير تجاه أبناء جيلي الشباب بالدرجة اﻷولى فتقع على عاتقي نقل معاناتهم وهمومهم ومشاكلهم وإيجاد الحلول لها ووضع البرامج والخطط وآليات تنفيذ لتحسين واقع الشباب السوري، ووجودي في المجلس الحالي بهذه السن ونيلي ثقة الشعب السوري هو رسالة للعالم بأن الشباب السوري هو شباب واعي وناضج سياسيا وقادر على المشاركة في العمل على الصعد كافة، وقادر على أن يكون عنصرا منتجا وخلاقا ومبدعا، وهي أيضا رسالة للعالم بأن سورية بلد حضاري يعطي المرأة حقوقها كاملة ويمنحها فرصة المشاركة في العمل السياسي وصنع القرار فالمرأة في سورية تحتل أرفع المناصب فهي نائب لرئيس الجمهورية العربية السورية ورئيس لمجلس الشعب ووزيرة وقاضي ونائب في البرلمان، وهذا اﻷمر الذي يستحيل أن نراه لدى الدول التي تتدعي أنها تريد نشر الديمقراطية في سورية وتعمد إلى تمويل اﻹرهابيين وإرسالهم للقتال في سورية .

سؤال: بالإضافة لكونك اصغر برلمانية، انت شقيقة شهيدين، هذا يجعل التحدي أمامك اكبر، ولو بشكل شخصي، فقد تصبح القضية ليست قضية وطن فحسب، بل قضية وطن وقضية شخصية، ولك دور في المساهمة كبرلمانية بتحسين الواقع في سورية، وخصوصًا ما تسببت به الأزمة، كيف تواجهين هذا الأمر؟


ديما سليمان: كوني أخت لشهيدين استشهدا دفاعا عن وحدة وسيادة سورية، شهيدين من شهداء الجيش العربي السوري هذا مصدر فخر واعتزاز لي وكل جندي عربي سوري ارتقى شهيدا في سورية هو أخي وذويه هم أهلي، جرحنا واحد ألمنا ومعاناتنا واحدة وليس صعبا على من ذاق طعم الفراق أن يقدر هذا اﻷمر ويسعى لتحسين أوضاع أسر شهداء وجرحى الجيش العربي السوري، هذا الجيش اﻷسطوري الذي قهر أعداءه بصبره وعزيمته وعقيدته، عقيدة حزب البعث العربي الاشتراكي، على الرغم من أنه يواجه مجموعات إرهابية مدعومة من أكثر من ثمانين دولة في العالم وصمد في وجههم ﻷكثر من خمس سنوات ومازال يقاتل بشرف ويدافع عن كل شبر من أراضي الجمهورية العربية السورية ، ودعم صمود هذا الجيش الجبار هو من أولى أولويات عمل مجلس الشعب فعندما يكون الوطن بخير سنكون جميعنا بخير ، فدائما في الحروب هناك أولويات .

سؤال: انتخابات رئاسية  فيها حتى لاجئون في لبنان صوتوا، ثم انتخابات برلمانية بمشاركة واسعة جدًا، سورية في الطريق الصحيح ديمقراطيا؟

ديما سليمان: ما عبر عنه السوريون على امتداد الجغرافية السورية يوم الاستحقاق الدستوري الرئاسي في 3 حزيران عام 2014 وما عبر عنه أيضا أهلنا السوريون خارج حدود الوطن كان رسالة للعالم بأن للسوريين وحدهم حق تقرير مصيرهم وكانت صناديق الاقتراع هي الفيصل والحكم وقرر السوريون بكل حرية وديمقراطية بأن الرئيس بشار اﻷسد رئيسا للجمهورية العربية السورية، وبعدها أتت المشاركة الكثيفة والواسعة في الانتخابات التشريعية سواء من حيث الترشح أو الاقتراع لتؤكد مجددا تمسك السوريين بدستورهم ومؤسسات الدولة وفي اختيار ممثليهم في البرلمان فكان السوريين كعادتهم على درجة عالية من المسؤولية واستطاعوا إيصال ممثليهم لقبة البرلمان وانتخبوهم بكل حرية وديمقراطية، والديمقراطية والانتخابات ليست حدثا طارئا على الحياة السياسية السورية فسورية تاريخيا كانت الدولة العربية اﻷولى التي تنتخب برلمانها .

سؤال: إلى أن ترين سير الأمور في سورية، حول الأزمة، ما يحصل في حلب، الاقتراب من تحرير الرقة وكل التطورات الأخيرة؟

ديما سليمان: ما يهمنا كسوريون بالدرجة اﻷولى هو القضاء على اﻹرهاب بكافة أشكاله وعودة اﻷمن والاستقرار لربوع وطننا الغالي سورية وهذه المهمة يقوم بها جيشنا الباسل على أكمل وجه بالتوازي مع سير العملية السياسية وانفتاح الدولة على جميع الحلول والمقترحات التي من شأنها المساهمة في حل اﻷزمة السورية بما يحفظ سيادة الدولة واستقلال قرارها السياسي . والحكومة السورية تعمل على تحرير كامل اﻷراضي السورية المسيطر عليها من قبل اﻷرهابيين والرقة وحلب وكل المحافظات اﻷخرى هي أراضي سورية وستبقى سورية ولا يوجد خطوط حمراء أمام الجيش العربي السوري عندما يقرر تحرير مدينة يدخلها ويحررها ولكن هي مسألة وقت فقط .

سؤال: أخيرًا، رسالة قصيرة للشعب السوري، ولمحبيه في كل العالم..

ديما سليمان:
أقول لجميع محبي الشعب السوري في جميع أنحاء العالم ولجميع من سانده ودعمه في حربه ضد اﻹرهاب بأن النصر أت لامحالة وأن سورية ستبقى الصخرة القوية التي تحطمت عليها كل المؤامرات التي تستهدفها و تستهدف المنطقة العربية وخط المقاومة ، وأن التاريخ سيسجل أن سورية وجيشها وقائدها هزموا أكبر مشروع وهابي تكفيري غزا العالم في العصر الحديث .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]