كثيرًا ما نسمع عن المسحراتي، ذلك التقليد الذي يستمر لأوقاتنا الحديثة، ورغم أنه لم يعد متواجد كما في السابق، إلا أنه يقاوم الوقت ويحافظ على المهنة من الانقراض، ولأول مرة نسمع عن مسحراتي مسيحي، وهو "ميشيل أيوب"، مهمته إيقاظ سكان مدينة عكا، ويطوفها من أجل إيقاظ أهلها لتنول سحورهم، حيث يقرع الطبل الذي بيده بادئ بالبسملة، وبعدها يردد عبارات "يا صايم وحد الدايم قوموا لسحوركم خلي رمضان يزوركم".
وروى أيوب قصته مع تلك المهنة، حيث قال: "وأنا صغير كنت أسمع إنه كان في مسحراتي بالحارات، بالأزقة، بالقرى حتى بالمدن، بالذات مدينة عكا والقدس، كنت أسمع كتير. ومرة واحدة هذا الاشي انفقد، اشي بطل في إله وجود. فالله سبحانه وتعالى أعطاني صوت شوي جميل، فأخدت على عاتقي وبلشت أسحر. طلعت أسحر والاشي جاب نتيجة، الناس صارت تتقبل إنه هذا اشي منيح، لأنه كان واشي نفقد، بطل في منه، يعني إنت عم ترجع هذا الشي، الناس بقول لي إنت عم ترجع هذا الشي ميشيل، والحمد لله الناس مبسوطة من هذا الشي".
أيوب عامل بناء يعمل باليومية، لكنه يطوف شوارع بلدة عكا القديمة وقرية مجاورة لها مرتديًا الزي التقليدي الذي يرتديه المسحراتية وهو عمل يداوم أيوم على القيام به كل رمضان منذ ما يقرب من 13 عامًا.
وقال أيوب إن الناس غالبا ما يُفاجَئون عندما يرون مسيحيًا يحافظ على التقاليد الإسلامية، لكنه يحرص على أن يظهر التناغم القائم في المجتمع الفلسطيني بغض النظر عن الديانة.
وأوضح "أول اشي هي بتزيد الوفق، المحبة، السلام، التقوى، الإيمان، كله موجود بهذا المشروع أو بهذا المشوار، برحلة التسحير. المسحراتي أول اشي هو إنسان عادي، إنسان بسيط، هذا الشي كان من 1400 سنة وبعده شغال، بعده فعال، حتى عندنا بفلسطين موجود بس مش كيف اللازم، يعني إحنا عم نرجع نحيي هذا الشي".
فرح لما يقوم به ميشيل
وقال أحد سكان عكا يدعى إبراهيم عكر إنه ينتظر بفارغ الصبر صوت طبلة أيوب في كل رمضان وإنه فخور بأن رجلًا مسيحيًا يحمل على هذا التقليد.
وأضاف: "بنبسط، دغري بطلع بحب اتفرج عليه. مش بس أنا، كمان كل شباب عكا، دائمًا منستناه كل رمضان، أن شاء الله بيجي كل رمضان".
ويستمر شهر رمضان ما بين 29 يومًا و30 يومًا، وبالتالي فإن جدول أعمال أيوب مزدحم لأيام مقبلة حتى نهاية الشهر عندما يجري الاحتفال بعيد الفطر في أوائل شهر يوليو.
[email protected]
أضف تعليق