عملت بعض الجماعات الدينية مؤخرا وخلال سيرورة مشروع "رمضان ماركت" الذي جرى في عدة بلدات عربية منها الطيبة والطيرة على مهاجمة المشروع بقوة متهمة المنظمين بانهم يقومون بتجاوزات أخلاقية ودينية خلال الشهر الفضيل ويعرضون نشاطات تتنافى مع روحانية الشهر الفضيل كما انهم يشرعون الاختلاط بين الجنسين- على حد ادعاء الناقدين، وعلم "بكرا" أيضا ان هذه الجماعات قامت بإلغاء حدث مماثل لرمضان ماركت في بلدات عربية أخرى.

" بكرا" توجه الى مختلف الأطراف وحدثهم حول القضية حيث اكد القائمون على "رمضان ماركت" ان الادعاءات والاقاويل التي تم نشرها من قبل مجموعات محدودة الافراد عبر صفحات الفيسبوك بان المهرجان يسمح الاختلاط ويحوي تجاوزات أخلاقية الهدف منها فقط تشويه سمعة المهرجان مشيرين الى ان المنتقدين ليس لديهم أي خلفية يسندون اليها ادعاءاتهم وان المهرجان في الطيرة والطيبة عمل على دعم البلدتين اقتصاديا الى جانب نشر الثقافة والتوعية ووجود اطار معين يستقطب العرب في الشهر الفضيل..

ديانا قاسم: ما نشر على الفيسبوك هو فتن واقاويل كاذبة، وشهد المهرجان استقطابا واسعا وهذا رد كافي على المعارضين

الناشطة الاجتماعية وعضوة في الملتقى الثقافي ديانا قاسم، صاحبة فكرة رمضان ماركت في الطيرة قالت لـ"بكرا": كان هناك أصوات منتقدة ومحاولة لعرقلة استمرار المهرجان ولكننا كمنظمين اصرينا على اكمال النشاطات، حيث انه لن يقف بطريقتنا موضوع مشابه وذلك لان رمضان ماركت دعم الطيرة اجتماعيا واقتصاديا واستقطب عدد كبير من المحتفلين بالشهر الكريم ضمن اطار اجتماعي ترفيهي ثقافي، وذلك بدلا من توجههم لمناطق يهودية.

وتابعت: حتى ان المهرجان استقبل المنقبات اللواتي لا يخرجن الى مناطق يهودية، بل قمن بالحضور الى المهرجان مع أولادهن واشتركن بالفعاليات والنشاطات الموجودة، وكل تعليق او تعقيب معارض لرمضان ماركت كان يساهم في زيادة عدد الحضور في المهرجان.

وأشارت قاسم لـ"بكرا": المعارضة أتت من بعض الشبان الذين يدعون الدين، واتهمونا باننا نقوم بملتقى الشبان والشابات علما ان الحضور كا ن من العائلات، والاختلاط موجود في كل مكان، وهذه ليست حجة، كما اتهموننا باننا نبيع مشروبات روحانية ومنكر واننا نعرض أغاني هابطة وانا مستغربة من هذه الأدعاءات لانها لم تكن موجودة على الاطلاق في المهرجان، لم يكن هناك أي تجاوزات، التجاوزات حسب مفهومهم هي الحفلات التي كنا نقيمها مدعين اننا كنا نقيمها وقت صلاة التراويح علما ان هذه الادعاءات كاذبة كما ان الحفلات كانت تحوي أغاني وطنية واغاني رمضانية ودينية، حتى ان المدرجات كانت مليئة بالنساء والأطفال والعائلات، وقاموا في حفلة من الحفلات بقطع الكهرباء وبالرغم من ذلك استمرينا بنشاطات المهرجان، كما انهم في اختتام المهرجان قاموا بتكسير الاكشاك في المهرجان.

وأكدت لـ"بكرا": بلدية الطيرة دعمت وشجعت المهرجان والرئيس انتقد المهاجمين على رمضان ماركت، ونفس الأشخاص الذي عارضوا الماراثون قبل سنوات اليوم عارضوا رمضان ماركت وهم يعارضون كل فعالية ثقافية تقام في الطيرة مثل مسرحية او عرض فلم وكل نشاط ثقافي يعارضونها، كما ادعوا ان الجوامع فارغة بسبب رمضان ماركت، وهذا غير صحيح، حتى انه في الليلة الأخيرة زار شباب الدعوة رمضان ماركت ولم يقم أي شخص باستفزازهم او اخراجهم من المهرجان بل اعطيناهم مساحة.

ونوهت: ما نشر على الفيسبوك هو فتن واقاويل كاذبة، معظم سكان الطيرة دعمونا وحضروا المهرجان، وشهد المهرجان استقطابا واسعا وهذا رد كافي على المعارضين، هؤلاء الأشخاص لا يخولهم احد بالحديث باسم الدين وتوجههم ليس صحيحا. الهدف من هذا المشروع هو تشجيع النساء او الاسر التي تعتاش من الاشغال اليدوية على اختلافها، الى جانب ايجاد بديل للمجمعات التجارية اليهودية بهدف انعاش الاقتصاد الطيراوي، وتشجيع الناحية الثقافية ومواهب البلد.

امجد شبيطة: بعض الانتقادات وبالذات التهجمات الحادة باسم الدين كانت غير موضوعية!

امجد شبيطة الناشط الاجتماعي  قال لـ"بكرا": في رمضان متسع للثقافة والفن والتعددية وهذه البرامج المميزة جمعت بلداتنا على الفرح وما أحوجنا له، ولو لم نكن بالفعل متعطشين لهذه البرامج لما شاهدنا هذا الالتفاف الجماهيري الواسع من أهلنا وعلينا أن نؤكد أن هذه البرامج بما تضمنته من أمسيات ثقافية وفنية ومعارض لبيع الكتب والأشغال اليدوية والتراثية انما تشكل مشهدا أصيلا في مجتمعنا العربي والدهيل هو محاولات كبت هذه الأجواء وقتل الفرح.

وتابع: نود التأكيد أن هذه المشاريع قابلة للنقد والتطوير ومن الطببعي ألا تعجب كل الناس كل الوقت ولكن علينا الا ننسى أن القائمين عليها يربطون الليل بالنهار لا لشيء الا صالح بلدهم وبعيدا عن اي اعتبارات شخصية أو فئوية وكل موضوعي صادق مع نفسه يدرك أن ما تقدمه هذه المشاريع وان لم ترق لهم فهو فن بعيد عن السوقية وفيه حصة دسمة للتراث وثقافتنا الوطنية، كما أنه ما من كشك الا ويعرض بضائع قيمة من كتب وأشغال يدوية وحلي.

وأوضح منوها: ومن المؤسف أن بعض الانتقادات وبالذات التهجمات الحادة باسم الدين كانت غير موضوعية وفي بعض الاحيان جيرت لحسابات واعتبارات فئوية وحزبية، علما أن هذه أنه لا تنقص النشاطات الدينية إن كان من جباية مباركة للزكاة أو تسيير لقافلات المصلين في الأقصى وغير ذلك.

واختتم: برأيي هذه التعددية هي الكفيلة باثراء بلدنا ومجتمعنا ولا خاسر جراءها الا الشارع الذي بات يعاني من قلة المتسكعين فيه لكثرة البدائل! وأي تجاهل لألوان الطيف كلها وللفسيفساء برمتها انما مجافاة للواقع وخلط بحقه. وان كان لا بد من الانتقاد فلنوجه أسهمه معا ضد بيع المفرقعات والالعاب النارية الخطرة المزعجة وللحد من للتراكترونات وسباقات السيارات لتكون بلداتنا أبهى وأحلى.

سامي ياسين: لا ارى أي أخطاء في رمضان ماركت وعلينا ان نعمل على تطوير وتحسين الشيء وليس ان ننتقده او نهاجمه

سامي ياسين عضو بلدية الطيبة عن كتلة المعارضة علما انه داعم لرمضان ماركت  قال لـ"بكرا": من ناحية المبدأ انا مؤيد لفكرة رمضان ماركت بغض النظر عن النشاطات التي حواها، لان هذه النشاطات تنقصنا حتى يكن هناك اطر معينة ثقافية يتوجه اليها شبابنا وشاباتنا في الشهر الفضيل، بغض النظر عن الأخطاء او النقد فان رمضان ماركت يعتبر حضارة، وعلينا ان نطوره، وهذه المرة الأولى في الطيبة بعد لجنة معينة تولت البلدية لمدة عشرة سنوات.

وتابع: المعلرضة جاءت من الحركة الإسلامية حيث ان احد المشايخ في خطبة الجمعة هاجم النساء اللواتي يشاركن في رمضان ماركت ووصفهم بعاريات ومتبرجات، وانتقد الاختلاط بين الجنسين في شهر رمضان، وانا اعتقد اننا لا يجب ان نضع شبابنا وشاباتنا في غرف مغلقة ، هذا يدعى تخلف، وانا شخصيا لم ار أي أخطاء في رمضان ماركت وعلينا ان نعمل على تطوير وتحسين الشيء وليس ان ننتقده او نهاجمه

سعد عمشة: تجاوزات لا تناسب الأجواء الروحانية للشهر الكريم!

بدوره سعد عمشة عضو بلدية الطيبة عن الحركة الإسلامية فسر وشرح وجهة نظر الحركة الإسلامية والناقدين الذين اعترضوا على رمضان ماركت وهو منهم حيث قال: صحيح كان هناك نقد ضد رمضان ماركت، علما ان الحركة الإسلامية لم تصدر بيان نقد وانما الجمعية المحمدية، انا لست ضد المهرجان ولكن كنا نريد ان يكون هناك ظوابط معينة يجب عدم تجاوزرها، نحن لا نمانع وجود نشاطات معينة في هذه الأيام خاصة في شهر رمضان، الذي هو شهر العبادة وشهر روحاني، وكان خلال المهرجان تجاوزات لبعض الأمور وهو امر لا يصح مع الدين.

وأوضح قائلا: كان هناك اختلاط زائد بين الجنسين كما ان البرامج التي عرضت خلال المهرجان لم تكن مناسبة لرمضان، كانت هناك إمكانية لتجاوز هذه الأمور وإيجاد طريقة معينة لاعطاء الشهر الجو الايماني المناسب.

وتابع: وجهنا حديث ونقد حتى يكون هناك انضباطات معينة في بعض الأمور حيث كانت هناك جلسة بين رئيس البلدية وبين المنظمين والأعضاء واتفقوا على هذه الخطوات، وانا شخصيا متفاجئ من النقد الذي وجه الينا بسبب طلبنا بظبط الأمور، من حقنا كمسلمين ان نضع قواعد معينة في التعامل خاصة في الأمور الاجتماعية التي تمس روحانية رمضان، وهناك بعض الأشخاص انتقدوا موقفنا وانا متفاجئ جدا رغم انه للمصحة العامة اكثر منه لمصالح شخصية، بالمقابل هناك افراد ايدوا طلباتنا وأكدوا بانها منطقية ومناسبة للشهر الفضيل وخصوصيته الروحانية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]