"لا يمكن وصف هذه الممارسات بأقل من إرهاب استعماري تمارسه حكومة إسرائيل من خلال سلطة المياه بقصد تفضيل رفاهية وراحة المستوطنين على حساب الفلسطينيين أبناء الأرض، حيث تُنهب مصادر المياه الطبيعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتُمنح للمستوطنين أفضلية التمتع بها"، هذا ما جاء في بيان للنائبة عايدة توما-سليمان (الجبهة، القائمة المشتركة)، حول تقرير الصحافية عميرة هس في "هآرتس" اليوم الثلاثاء حول تقييد كميات المياه لاستعمال الفلسطينيين في الأراضي المحتلة حيث يظهر من المعطيات في التقرير أنه ومنذ بداية شهر حزيران الحالي تقوم "سلطة المياه" بسدّ تدفق المياه في نقاط معينة على طول خط المواسير الواصلة للقرى الفلسطينية وذلك للحفاظ على تعبئة خزّانات تجميع المياه في المستوطنات الإسرائيلية، حيث وصفت توما-سليمان هذه الممارسات بأنها "وجه إضافي من أوجه الاحتلال البشعة والذي يكشف المصالح الاستعمارية التي يرتكز عليها الاحتلال. تؤكد جميع المعطيات على تفضيل واضح فيما يتعلّق بكميات المياه المخصصة وتجميها لصالح المستوطنات على حساب القرى الفلسطينية، وتكشف المعطيات أيضًا عن تنوع أساليب التحكّم بالسكان من خلال السيطرة على مصدر حيوي وأساسي كالمياه وخاصة في مثل هذا الطقس الحارّ". واختتمت توما-سليمان البيان بأن القوى اليسارية والمناهضة للاحتلال ستواصل "تذكير الجمهور في إسرائيل والعالم، أنه من غير الممكن احتلال أرض والبقاء عادلاً وإنسانيًا- فالأطفال الفلسطينيون يحتاجون المياه كما كل طفل آخر، والاقتصاد الفلسطيني يحتاج المياه كما كل اقتصاد آخر. الحل الوحيد هو إنهاء الاحتلال، تفكيك المستوطنات وإعادة السيطرة على الموارد الطبيعية للفلسطينيين".

المصلحة الحقيقية: إنهاء الاحتلال

أيضًا، في سياق مناهضة الاحتلال والنضال لإنهائه عقبت النائبة توما-سليمان على تبني وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي المبادرة الفرنسية، حيث قالت في بيان صدر عن مكتبها يوم أمس أن "حكومة نتنياهو قد أثبتت أنها غير مستعدة للمبادرة لتحريك عملية السلام بنفسها إنما فقط بضغط دولي. إن قرار وزراء الخارجية جريء فعلاً كونه يقدم إطار دولي أوسع للمبادرة الفرنسية وهو قرار يعيد تسليط الضوء سياسيًا، في إسرائيل والعالم، على وجود الاحتلال، وأهمية القضية الفلسطينية بعد كل محاولات حكومة الاحتلال توجيه الأنظار عن القضية الفلسطينية مستغلّة الأوضاع الأمنية في المنطقة"، واعتبرت أن توسيع الإطار الداعي لحراك سياسي هو مسؤولية دولية. واختتم البيان بتأكيد توما-سليمان أنه "إلى جانب المحفزات المخطط لها بهدف إثارة المصالح المشتركة للإسرائيليين والفلسطينيين في السعي للسلام، إنما يجب أن يشكّل العدل والسلام وحق المواطنين في حياة كريمة وطبيعية- المحفّز الرئيس".
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]