يبحث المنتخب الكرواتي عن نقطة وتفادي شغب جماهيره عندما يلاقي نظيره الإسباني بطل النسختين الأخيرتين غداً الثلاثاء في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الرابعة ضمن كأس أوروبا لكرة القدم المقامة حالياً في فرنسا حتى العاشر من تموز/يوليو المقبل.
وحجزت إسبانيا البطاقة الأولى في المجموعة بفوزين على تشيكيا 1-صفر وتركيا 3-صفر، بفارق نقطتين أمام كرواتيا و5 نقاط أمام تشيكيا التي ستلاقي تركيا صاحبة المركز الأخير من دون رصيد.

كانت كرواتيا في طريقها إلى انتزاع بطاقتها إلى الدور ثمن النهائي عندما كانت متقدمة 2-1 على تشيكيا حتى الدقيقة 86 بيد أن شغب جماهيرها المتشددة والتي رمت بالمقذوفات والمفرقعات النارية تسبب في توقف المباراة لأكثر من 10 دقائق، ثم استؤنفت لينجح المنتخب التشيكي في إدراك التعادل لينعش آماله في التأهل ويؤجل بالتالي تأهل الكروات.

وهناك تخوف الآن من تكرار هذا السيناريو في مباراة الثلاثاء في بوردو وذلك بعدما نشرت مجموعة "تورسيدا سبليت 1950" تصميماً للملعب مع جملة تقول: "مخطط جديد".
وسبق للمجموعة ذاتها أن نشرت خريطة مشابهة لملعب "جوفروا غيشار" في سانت إيتيان قبل أن تنفذ مخططها التخريبي في الدقائق الأخيرة من اللقاء بسبب "احتفالات" جمهوره الذي رمى بالمفرقعات إلى أرضية الملعب ودخل جزء منه في عراك مع جزء آخر ما دفع الحكم إلى إيقاف المباراة لحوالي 5 دقائق ثم بعد معاودتها أدرك التشيكيون التعادل من ركلة جزاء في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع.
والشغب لا ينحصر بجمهور هايدوك سبليت وحسب، بل يؤخذ على قسم من جمهور بطل الدوري دينامو زغرب تشدده وعنفه أيضاً.
وارتفعت حدة الشغب في الملاعب الكرواتية في الأعوام الأربعة الأخيرة منذ وصول سوكر إلى رئاسة اتحاد اللعبة ويرى قسم من جمهور اللعبة أن علاقة النجم الدولي السابق بالرئيس السابق لدينامو زغرب زدرافكو ماميتش تثير الشبهات. ويشتبه في أن ماميتش الذي اتهم خلال نيسان/أبريل الماضي في قضية فساد بقيمة ملايين الدولارات، يستفيد بشكل غير قانوني من كرة القدم. 

الشك يحوم حول مشاركة مودريتش

ويدخل المنتخب الكرواتي مباراة القمة أمام الإسبان والشك يحوم حول مشاركة نجمه وصانع ألعابه وريال مدريد الإسباني لوكا مودريتش الذي تعرض للإصابة في الدقيقة 62 أمام تشيكيا وكان لذلك تأثير كبير على مستوى منتخب بلاده الذي أن وقتها متقدماً بثنائية نظيفة.
وأكد ساسيتش أن "مشكلتنا الرئيسية أمام تشيكيا كانت خروج مودريتش، لأننا فقدنا تركيزنا".
والأكيد أن غياب مودريتش عن المباراة أمام إسبانيا سيكون له تأثير كبير على منتخب بلاده خاصة أنه تألق بشكل لافت منذ بداية البطولة، فكان صاحب هدف الفوز على تركيا في المباراة الأولى، قبل أن يبلي البلاء الحسن أمام تشيكيا ويتعرض للإصابة ويضطر إلى ترك مكانه إلى زميله في النادي الملكي ماتيو كوفاسيتش.
لكن ساسيتش أبدى ثقته في التشكيلة التي يملكها، بقوله: "صحيح أن مودريتش عنصر أساسي ولا غنى عنه في التشكيلة، ولكن يجب تقبل الأمر في حال عدم تمكنه من خوض مباراة الغد وبالتالي الاعتماد على العناصر البديلة والتي لا تقل شأناً"، مضيفاً "نتمنى الشفاء العاجل لمودريتش وأن نراه معنا، سنرى تطور إصابته اليوم وعلى ضوئها سنقرر مشاركته من عدمها".
في المقابل،

وخلافاً لمشاركته الأخيرة في بطولة كبيرة عندما ودع مونديال 2014 بفقدانه اللقب بعد جولتين فقط، حجز "لا فوريا روخا" بطاقته إلى الدور الثاني بعد جولتين فقط.
وترصد إسبانيا الساعية إلى تحقيق انجاز غير مسبوق بالظفر بثلاث نسخ متتالية والانفراد بالرقم القياسي في عدد الألقاب في القارة العجوز والذي تتقاسمه حالياً مع ألمانيا بطلة العالم (3 لكل منهما)، التعادل أمام كرواتيا لضمان صدارة المجموعة.
ويرجح أن يقوم دل بوسكي بأربعة تعديلات على التشيكية لإراحة نجومه في أفق الإدوار الاقصائية بينهم القائد سيرجيو راموس الذي حصل على بطاقة أمام تركيا وقد يفضل المدرب عدم الدفع به تفاديا لتلقي إنذار ثان يحرمه من خوض ثمن النهائي.
وحذر دل بوسكي لاعبيه من الافراط في الثقة مشدداً على أنهم لم يفوزوا بأي شيء حتى الآن وإن ما فعلوه هو تخطي الدور الأول.

الفرصة الأخيرة لتشيكيا وتركيا

وفي المجموعة ذاتها، تلتقي تشيكيا وتركيا في مباراة الفرصة الأخيرة لكل منهما لتخطي الدور الأول.
ويملك المنتخب التشيكي فرصة إنهاء الدور الأول في المركز الثاني في حال فوزه على تركيا وخسارة كرواتيا، لكنه تلقى ضربة موجعة بإصابة صانع ألعابه نجم أرسنال الإنكليزي توماس روزيسكي في فخذه أمام كرواتيا وسيغيب حتى نهاية البطولة.
وقال طبيب المنتخب التشيكي بيتر زيمان "أن روزيسكي لن يشارك في أي مباراة خلال الأيام المقبلة وبالأخص المباراة الأخيرة في الدور الأول المقررة مع تركيا، ونعتقد أنه لن يلعب أي مباراة أخرى خلال هذه البطولة".
في المقابل، تحتاج تركيا إلى الفوز وبفارق كبير من الأهداف وانتظار نهاية الدور الأول لمعرفة مصيرها بين أصحاب أفضل مركز ثالث.
وقدمت تركيا عروضاً مخيبة حتى الآن في ظل ابتعاد نجومها عن مستواهم المعهود خصوصاً لاعبي وسط برشلونة الإسباني أردا توران وباير ليفركوزن الألماني هاكان تشالهانوغلو، ويأمل مدربها "الإمبراطور" فاتح تيريم أن يعود منتخب بلاده إلى الطريق الصحيح أمام تشيكيا. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]