قبل أسبوع ونصف بدأ شهر رمضان الفضيل. غالبيّة الأمهات الجدد، المُرضعات بشكل خاص، يقعن في حيرة من أمرهنّ حول أداء واجب الصوم في رمضان من جهة وتأثيره على إدرار الحليب الذي يشكّل الغذاء الأساسي والوحيد للطفل في أشهره الأولى، من جهة أخرى، وكيفيّة التنسيق بين الأمرين.

للإجابة عن هذه التساؤلات قمتُ بمحاورة السّيدة جميلة حاج يحيى – مستشارة رضاعة في متيرنا – الأقرب إلى الأم:

كيف يمكن للأم الحديثة الدمج بين الرضاعة والصوم؟

إذا كنتِ أُمًّا جديدة وتُرضعين طفلك رضاعة طبيعيّة، فلستِ ملزمة بالصّيام خلال شهر رمضان. معظم علماء المسلمين يتّفقون على أن المرأة المرضعة لديها الإذن بعدم الصوم، ولكن هذا يتوقّف على سن الطفل ومدى إعتماده على الرضاعة. فالطفل في الشهور الأولى يعتمد إعتمادًا كليًّا على الرّضاعة لذلك يُنصح بعدم الصيام. أمّا إذا كان الطفل أكبر سنّا ولا يعتمد على الرّضاعة بشكل أساسي إنّما أيضًا يتناول الأغذية الصلبة، فيمكن لأمه أن تصوم.

ما هي النصائح التي توجّهينها للأم المُرضعة التي ترغب في الصيام؟

أولا: أرضعي طفلك حسب حاجته، فالرّضاعة في فترات متكررة تزيد من إفراز هرمون الحليب، وتُساهم في الحفاظ على كمّيات حليب كافية.

ثانيًا: حاولي ألّا تُجهدي جسمكِ أكثر من اللازم وارتاحي قدر الإمكان.

ثالثًا: حاولي قدر الإمكان عدم قضاء الوقت خارج المنزل في ساعات الحرّ الشديد، وإذا أضطررت للخروج فحاولي البقاء في الظل.

رابعًا: قبل بدء الصّوم إشربي الكثير من الماء وادمجي في لائحة غذائك طعامًا غنيًّا بالسوائل كالشوربة أو البطيخ.

خامسًا: راقبي طفلك جيّدًا – هل هو مرتاح؟ خروجه طريّ؟ هل يتبوّل 6 مرّات في اليوم على الأقل؟ هل يتصرّف بشكلٍ عاديٍّ وطبيعي؟ هل هو فعّال ويتفاعل مع ما حوله؟

بالإضافة، يُنصح بالتوجه لمركز رعاية الطفل والأم في فترة رمضان لفحص وزن الطفل والتأكد من أن وزنه يرتفع بصورة سليمة على الرغم من صومك.

أي أنواع من الطعام يجب على الأم تناولها في وجبة الإفطار؟

وجبة الإفطار مفيدة جدًا لجسمكِ فلا تهمليها، ولا بد أن يحتوي إفطارك على وجبات غنيّة بالـﭙروتين كاللحوم (لتعويض الـﭙروتين والحديد)، مشتقّات الحليب الغنيّة بالكالسيوم والـﭙروتين، بالإضافة إلى الخضار والفواكه.
يُنصح بشُرب الكثير من الماء لتعويض السوائل التي فقدها الجسم خلال النّهار. عليكِ شرب ما لا يقلّ عن 8 – 12 كوبًا من الماء.

كيف يجب أن تفطر الأم وبماذا تبدأ في وجبة؟

وجبة الإفطار هامّة جدًّا، نظرًا لكونها الوجبة التي تنهي صوم النّهار. لذلك، يجب الحرص على تناولها والإهتمام بأن تكون صحيّة، سليمة ومتنوّعة.

مجموعة الخضروات: تكمن أهميّتها في كونها غنيّة بالألياف الغذائية، المعادن، الـﭬـيتامينات والماء.

مجموعة الـﭙروتينات: تعتبر المركّب الأساسي في بناء الخلايا في جسم الإنسان، منها اللحوم، الدّجاج، الحبش والأسماك، وخاصة سمك السلمون الذي يحتوي على (أوميـﭼـا 3) التي يُنصح بتناولها مرّتين في الأسبوع، أو تناول البقوليّات بدلا عنها.

مجموعة النشويّات: تمدّ الجسم بالطاقة، ومنها الأرز، البطاطا، والمعكرونة وغيرها.

ينصح بالبدء بتناول الشوربة المغذّية والتي تساهم أيضًا في تعويض السوائل (خضروات، عدس، فريكة وغيرها)، وبعدها يمكن للأم أن تتناول باقي مجموعات الطعام التي ذكرناها كالخضروات والـﭙروتينات، وشرب الكثير من الماء.


 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]