منذ سنوات خَلَت – كرر المسؤولون في ميناء حيفا الإعلان عن "نبوءتهم" بأن يصبح هذا الميناء جسراً وممراً للبضائع الواردة الى الدول الواقعة شرقي دولة إسرائيل (كالأردن والعراق ، مثلاً) ، او للبضائع المصدّرة من هذه الدول .

ويبدو اليوم ، ان هذه "النبوءة" أصبحت حقيقة واقعة : إذ ان عشرات الالاف من حاويات البضائع المصدّرة والمستوردة من وإلى الأردن قد مرّت عبر الميناء خلال عام واحد ، عام 2015 الماضي ، بالإضافة الى عدد كبير من شاحنات التبريد التي اجتازت المعبر الحدودي على جسر الشيخ حسين ، القريب من بيسان (شمال غور الأردن) ، الذي يبعد عن ميناء حيفا مسافة لا تزيد عن (76) كيلومتراً .

وعن ذلك تقول "اليتشا فرنكل" ، نائبة مدير قسم التسويق في ميناء حيفا ، انه بدلاً من الإبحار عبر قناة السويس ، ذي التكلفة العالية – ومنها الى ميناء العقبة الأردني ، عبر البحر الأحمر وخليج ايلات – فان الطريق (البري) من والى خليج حيفا ، أقصر وأقل تكلفة بكثير – على حد تقييمها ، مضيفة ان من الواجب غرس الشعور لدى الأردنيين بأن ميناء حيفا إنما هو بمثابة ميناء لهم .

في ظل الحرب في سوريا ...
ومن الواضح ان هذه الزيادة الهائلة في الخدمات التي يقدمها ميناء حيفا للأردن – تعود لأسباب جيوسياسية ، تتمثل في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا منذ ما يزيد عن خمس سنوات ، التي أصابت ميناءي اللاذقية وطرطوس بشلل جزئي ، فلم يعد تصدير واستيراد البضائع من والى الأردن عبرهما أمراً متيسراً ، ناهيك عن اغلاق المعابر بين الأردن وسوريا ، وبين تركيا وسوريا ، ما أثر على حركة البضائع في منطقة الشرق الأوسط برمّتها .

وفي هذا السياق ، قال المدير العام لميناء حيفا ، مندي زالتسمن ، انه لا شك في ان ميناء العقبة منافس لميناء حيفا ، لكن بالإضافة الى قرب الميناء الإسرائيلي من أوروبا والولايات المتحدة ، تجدر الإشارة الى ان المسافة بين حيفا وعمان والعقبة حوالي (350) كيلومتراً "ما يعني ان ميناء حيفا يشكل بديلاً اقتصادياً جذاباً للمصدرين والمستوردين الأردنيين" – على حد تقديره .

قطارات الشحن ...
ومن المنتظر ، قريباً ، ان تتسع افاق ومسارات حركة البضائع بين إسرائيل والأردن ، حيث من المقرر ان ينطلق في أكتوبر تشرين الأول المقبل ، اول قطار شحن على سكة حديد مرج ابن عامر ، التي تربط بين حيفا وبيسان المجاورة للمعبر الحدودي بين الأردن وإسرائيل (جسر الشيخ حسين) ، الأمر الذي من شأنه ان يزيد حجم البضائع المتداولة ، ويسرّع ويقّصر المسافات ، ويضفي مزيداً من الانتظام والأمن والأمان لحركة البضائع .

ويرى نائب وزير التعاون الإقليمي ، أيوب القرا ، ان استكمال سكة حديد المرج ، كفيل بتيسير انتقال البضائع وتنشيط التبادل التجاري بين إسرائيل والعالم العربي بأسره ، وليس الأردن فقط ، وبين أوروبا والدول العربية – عن طريق إسرائيل .
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]