في نيسان ابريل قبل عامين (2014) ، وقع حادث طرق على مفترق "احيهود" (البروة ، بالجليل الغربي) ، عندما توقفت شاحنة يقودها شاب (21 عاماً) من "كريات غات" عند الشارة الضوئية الحمراء ، لكن وقفة الشاحنة لم تكن مستقيمة ومنتظمة ، مما ادى الى اصطدام سيارة خصوصية بجزئها الخلفي ، بعنف شديد ، ما ادى الى مقتل سائق السيارة ، واصابة الرجل الجالس بجواره – بجراح بالغة .
وشملت لائحة الاتهام المقدمة بخصوص هذا الحادث ، سائق الشاحنة (بطبيعة الحال) وجندياً (19 عاماً) كان جالساً بجواره وقت وقوع الحادث ، إذ جاء فيها : "بُعيْد وقوع الحادث ، علم المتهمان (السائق والجندي) بمقتل سائق السيارة الخصوصية ، واصابة رفيقه ، لكنهما لم يكلفا نفسيهما عناء معاينة النتائج ، ولم يستدعيا قوات الاسعاف ، بل عاد السائق الى الشاحنة بعد خروجه منها وهرب بها من المكان ، ثم توقف بعد دقيقتين ، وعاد السائق الى موقع الحادث" .
"هددوني" !
ونسبت لائحة الاتهام الى السائق الشاحنة تهم التغاضي بعد وقوع الحادث ، بينما نسبت الى رفيقه الجندي تهمة "التقاعس عن الاتصال بطواقم الاسعاف " . وادعى السائق ، دفاعاً عن نفسه ، انه هرب من المكان لأنه تعرّض لتهديدات من جمهرة الناس الذين كانوا في موقع الحادث ، بينما ادعى الجندي انه اصيب بصدمة وذهول حالا دون قيامه باللازم !
وفي المحكمة ، تساءل القاضي : هل كان من واجب الجندي التصرف بخصوص الحادث ونتيجته ؟ وأجاب رداً على تساؤله هو نفسه : كلا ! وأدان القاضي سائق الشاحنة بتهمة الاهمال والتغاضي ، رافضاً قبول ادعائه عن انه تعرض للتهديد – بينما قرر (القاضي) تبرئة الجندي .
وعلل القاضي ذلك بالقول ان واجبات السائق تفوق واجبات الراكب المرافق له "وفي الحالة التي أمامنا ، فقد ظن الراكب (الجندي) ان السائق عالج المسألة وقام بواجبه عندما خرج من الشاحنة بعد وقوع الحادث ، ولم يخطر بباله انه لم يقم بذلك – على حد تقييم القاضي ، الذي قبل رواية الجندي عن انه اصيب بالصدمة والذهول " ولا يُعقل انه هو الذي حرّض السائق على الهرب " !
[email protected]
أضف تعليق