إلى جانبِ العنف المستشري في مجتمعنا من قتلٍ، سرقات، تجارة سلاح ومخدرات، يُضاف في الشهر الفضيل ظاهرة سلبية أخرى تقض المضاجع، وتقلق السكان بشكل ملحوظ، وهي ظاهرة المفرقعات، والتي رغم انتشارها الموسع في كافة البلدات العربيّة، إلا أنّ امكانية الحد منها سهلة فيما لو تكاتفت كل الأطر، الأهل والمحال التجارية، كما حدث في مدينة طمرة بعد أن بادرت اللجنة الشعبية لمناهضة العنف إلى حملةٍ خاصة للحد من الظاهرة.
ومن نافل القول أنّ الألعاب النارية والمفرقعات قنابل موقوتة، تصيب مستخدميها في أي لحظة، وتتراوح هذه الإصابات ما بين طفيفة كالكدمات الى شديدة الخطورة كفقدان نعمة البصر أو السمع أو الإصابة بحروق في الوجه واليدين بسبب انفجار المفرقعات بأيديهم، كذلك قد تلحق الألعاب النارية أضرارًا بالعين، فقد تؤدي إلى حروق في الجفون وملتحمة العين وتمزقات في جدار العين أو دخول أجسام غريبة أو كدمات ينتج عنها تجمع دموي في الغرفة الامامية للعين (أي بين القرنية والقزحية) أو إصابات قاع العين أو انفصال شبكي قد ينتج عنه فقدان كلي للبصر أو فقدان العين كليًا.
ولعل ما حدث مع موسى أحمد حماد من عكا هذا الأسبوع برهان على ذلك، حيث انفجرت القنبلة في يده وكادت أن تقطعها، وبلطف من الله تم إنقاذه فيما لا زال يمكث في المستشفى. كما وأصيب طفل آخر من رهط في يده وعينيه بعد أن القيت قنبلة باتجاهه من قبل طالب آخر، وأصيب الطفل بصورة متوسطة وأضطر إلى الحصولِ على مساعدة طبية.
"صحتكم بتهمنا، بنعبِش مفرقعات"، هي الحملة التي بادرت إليها اللجنة الشعبية في طمرة أملا في الحد من الظاهرة، وأملا في خفض عدد المصابين من الأطفال سنويًا، كما وتهدف إلى وقف الإزعاج التي تصدر عن المفرقعات والتي لا تقل ازعاجًا عن الإصابات ذاتها، حيث يصاب الأطفال بسببها بحالات من الهلع والخوف والذعر.
ولاقت الحملة تجاوبًا كبيرًا حيث انضم اليها عددٌ كبير من تجار وأصحاب المحال التجارية في طمرة، فاق العشرات، معلنين عدم بيعهم للمفرقعات.
تجاوب كبير
وفي حديثٍ لـ "بكرا" مع المحامي نضال عثمان، منسق عمل اللجنة الشعبية لمناهضة العنف في طمرة قال: هذه الحملة هي ضمن نشاطات اللجنة الشعبية التي تسعى لتطوير ادائها في المدينة. وقد لاقت تجاوبًا كبيرًا من قبل التجار والأهالي على حد سواء، مما يؤكد أن الظاهرة مقلقة للجميع ومما يعزز انتماء أهل البلدة، وهو أمر نفتخر به.
وأضاف المحامي عثمان: من خلال حملتنا، والتي اخترنا لها شعارًا قريبًا من الشارع، نؤكد أنّ المفرقعات تشكل خطرًا كبيرًا على من يستعملها وعلى الجمهور، هذا بالإضافة لما ممكن ان تسببه من اصابة مباشرة، كما وأنّ هناك تبعات ممكن ان تسببها، مثل تفشي العنف.
توفير المال ايضًا
بدوره، قال الطالب الجامعي حسين مريسات، عضو اللجنة الشعبية لمناهضة العنف والناشط في الحملة: حملة مطالبة المحلاّت التجارية بعدم بيع المفرقعات حملة إيجابيّة جدًّا، لاقت صدىً إيجابيّ عند الأهالي في طمرة، واستجابة طيّبة من قبل أصحاب المحلّات.عن طريق هذه الحملة، نحن نوفّر الكثير من الأذى الّذي يلحق كلّ عام بأطفالنا وبسلامتهم جرّاء استعمال المفرقعات، كما ساهمت الحملة الكثير من المال المُستهلك في شراءها، وتنجح بالتّدريج في أن يكون رمضان هذا العام هادئ بدون إزعاج، بدون مفرقعات.
فرحة لا تكتمل بوجود منغصاتها
اما المربيّة منيبة روبي عضو اللجنة الشعبية والمشاركة في الحملة قالت بدورها: لقد كان لي الحظ بالمشاركة في زيارة بعض الحوانيت والمحلات التجارية في بلدتنا ضمن الحملة لعدم بيع المفرقعات، وأثلج صدري تجاوب اصحاب المحلات للفكرة، حيث كان هناك تعاونًا مباركًا لما فيه مصلحة وسلامة أولادنا. كلي أمل بانضمام وتكاتف الجميع لتكون ايامنا اعيادًا بكل ما في الكلمة من معنى في أيام رمضان الكريم، ايام العيد وكل يوم وليكن شعارنا: "الفرحة لا تكتمل بوجود منغصاتها. المفرقعات لا! ليس في بلدتنا".
الشرطة: لا معلومات لدينا عن حجم الظاهرة
بقيّ أن نشير أنه وفي توجه خاص للشرطة علم أنّ لا توجد معلومات لدى الشرطة، والسلطات المعنية، عن حجم الظاهرة ومدى إنتشارها، إلا أنه، ووفق الناطقة بلسان الشرطة لوبا السمري، فأن "الناظر إلى مجتمعنا العربي من الخارج يكاد يجزم أن ليس هنالك حفل واحتفال واحد يخلو من هذه الظاهرة المقلقة والمكلفة"- حد تعبيرها.
وأضحت السمريّ: للعلم، استخدام المفرقعات محظور، حيث يمنع القانون الإسرائيلي استخدام أو حيازة هذه المفرقعات والالعاب النارية– على اختلاف أنواعها– إلا لمن كان مؤهلا للتعامل معها، كما يمنع استخدام الوسائل التي يصدر عنها أي صوت يشبه أصوات الانفجار، بسبب ما يمكن أن يسببه من إزعاج وخوف لدى المواطنين.
وأضافت: إلى ذلك، هنالك مرسوم صادر عن وزارة الصناعة والتجارة العام 1987، ينص على منع إنتاج، استيراد، تسويق، وحيازة الألعاب الخطيرة. وينص بند خاص في هذا المرسوم على حظر التعامل مع الألعاب الشبيهة بالأسلحة الحقيقية كالبنادق والمسدسات، بالإضافة لمنع حيازة المفرقعات والكرات المتفجرة والمساحيق القابلة للانفجار وغيرها.
[email protected]
أضف تعليق