تعيش الفضائيات والقنوات التلفزيونية خلال شهر رمضان المبارك حالة من التنافس الكبير والتي خرجت على العالم العربي بعاصفة من المسلسلات الرمضانية والبرامج التلفزيونية المختلفة والتي تحمل بطياتها الكثير من الخبايا والتأثيرات على الجمهور المشاهد ، خاصة وانها بطريقة او بأخرى تشد المشاهد العربي لمتابعتها حلقة تلوى الأخرى.
حول تأثير هذه المسلسلات على الجمهور المشاهد وخاصة الاثار التي تتركها على المشاهد المراهق او الطفل الذي يتابع تلك المسلسلات ، تحدث مراسلنا الى الناس في الشارع الذين اجتمعت آرائهم على ان هنالك تأثر ناتج من تلك المسلسلات، واختلفت بنوعيتها .
سلبيات وإيجابيات
الشابة هنادي كناعنة من عرابة قالت: لا شكّ أنّ المسلسلات والأفلام الرمضانية تزداد سنة بعد الأخرى حتى بدأنا نشهد خلا السنوات الأخيرة نوعا من النهضة في السينما والدراما العربية الامر الذي يدل على ان هناك انفتاح وتطور دائم ، اما فيما يخص زمن عرض هذه المسلسلات ونوعيتها فنالك حديث مطول ، هذه المسلسلات المنتجات التي تعرض لها سلبياتها ولها إيجابيات خاصة وان عرضت في شهر رمضان الكريم .
وقالت كناعنة: هنالك بعض المسلسلات البرامج التي تعكس صورة الواقع الأليم الذي تعيشه في عالمنا العربي من حروب ودمار وما تعيشه الامة العربية من مؤامرات وحرب على الإسلام ، وهذه المسلسلات التي توثق تلك الحالة لا شك انها تأتي بخانة الإيجابية الا ان بعض منها قد تكون نوعا ما مفبركة للحقائق ويجب الحذر وعدم الانسياق، اما بالنسبة للمسلسلات والبرامج الأخرى التي تعرض منتجات لا تلام أساسا واقع المشاهد ولا حتى جيله او حتى البيئة التي يعيش فيها ، ومن هم اكثر عرضة للتأثير هم الأطفال والمراهقين الذين ينجرفون خلف تلك المسلسلات وبالتالي تنعكس تماما على واقع مجتمعنا اليوم الذي بات غارقا بالآفات .
تأثير كبير على تصرفاتنا
الشابة عطاف عثاملة من قرية الرينة قالت: اعتقد ان في شهر رمضان من المفروض ان يكون الناس منهمكون في العبادة والطاعة لله ، وان يتم التركيز على الجانب الروحاني والتقرب من الله والتنافس على الطاعة وطلب المغفرة من الرحمن في حضرة الشهر الفضيل، الا ان الامة وللأسف باتت تنتظر المسلسلات وما تحمله في طياتها لمتابعتها في رمضان .
وقالت عثاملة: بسبب هذا الكم الهائل من المسلسلات بات الانسان المسلم ينتظر الشهر بفارغ صبره ليس تعلقا وحبا للطاعات وكسب الثواب ومحاولة لفهم الدين بشكل اكبر ، ولكن الحماسة اكثر هي شوقا وانتظارا لما ستعرضه الفضائيات من مسلسلات وبرامج تلفزيونية خلال شهر رمضان والتي باتت تشد الصائم يوما بعد الاخر حتى يصبح شبه مدمنان على متابعتها بعيدا عن الرسالة الحقيقية التي يحملها عظمة الشهر الفضيل رمضان .
واتبعت عطاف قائلة : اعتقد ان تلك البرامج والمسلسلات التي ننكشف عليها باستمرار لها دور كبير بتوجيه تصرفاتنا في المجتمع لتكون اكثر دراماتيكية ومتطرفة ، حيث ان لها الدور الأساس فيما نعيشه الوم من واقع عنيف وواقع شبه جاهل ، وأيضا بالكاد نحسن التعامل ومواجهة أي أمر نواجهه بحياتنا اليومية ، حتى بات من السهل تحويل حياتنا الى مسلسل او فيلم قد شاهدناه من قبل ونبدأ حياتنا مكن هذا المنطلق لتكون ردة فعلنا نحو أي تصرف مقرونة بما لمسناه من خلال مشاهدة أي عرض .
انجرار المشاهد
السيدة ايلاف دغش من قرية دير حنا قالت بدورها لـ "بكرا": طبعا كثرة المسلسلات الرمضانية والتي تنهال على المشاهد خلال شهر رمضان الكريم قد تضعه فيما هو اشبه بدوامة، والامر الأكثر سوء هو انجرار المشاهد خلفها ويبدا يسخر وقته وفكره وذهنه في متابعة حلقات تلك البرامج والمسلسلات ، حتى يكاد ينسى ما هو شهر رمضان .
وقالت دغش: المسلسلات الرمضانية غالبيتها مسلسلات تعرض لأغراض ولأهداف أساسا بعيدة عن اخلاقنا ومبادئنا كمجتمع عربي أولا وامة إسلامية ثانيا ، فبعض المسلسلات التي تعرض ما هو اباحي وغير أخلاقي قد تفسد طهارة ورسالة شهر رمضان وبالتالي فان المشاهد هو الخاسر ، وأيضا هنالك برامج قد تؤثر على حياة الأطفال والتي قد تجرهم بمرحلة او بأخرة الى ان يعيشوا مشهدا معينا وقد تنتج مصيبة ما ، وما نعيشه اليوم في مجتمعنا العربي هو اكبر ناتج لتلك المسلسلات والبرامج وللأسف لا نرى أي صحوة او ثورة تحاسب تلك المعروضات ، كما هنالك ثورة كبيرة في تطوير تلك القنوات والعروض التي تختلف من عام الى آخر .
وتابعت ايلاف: لا اظن اننا بحاجة الى هذا الكم الكبير من المسلسلات ، ولا أرى ان كثرتها سيعود بفائدة على المجتمع العربي والاسلامي ، بال بالعكس ، ما هي الا نوع من الإدمان الايمان بأوهام وسراب ، والتي بتالي الامر قد تسوق المجتمع والامة الى هاوية لا يعلمها الا الله بذريعة التطور والانفتاح .
التأثير على الاطفال
الشابة مرام أبو صالح من سخنين قالت مختتمة لـ "بكرا": تعد المسلسلات الدرامية أحد أهم الظواهر التي يتميز بها شهر رمضان الكريم فى العالم العربي ، حتى بات تأثير هذه المسلسلات العربية اكبر بكثير مما يتخيله العقل ، والتي وجهت من قبل اشخاص اهدافهم ربحية تجارية ليس لها مرجعية دينية او اجتماعية او حتى ثقافية، بل الصراع من اجل الربح باي ثمن وباي طريقة بغض النظر اذ كان هدفهم الهاء الناس عن اقامة العلاقات الاجتماعية مع بعضها البعض ، والهاء الناس عن العبادة في شهر رمضان.
وقالت ابو صالح: وكذلك الامر تأثير تلك المسلسلات على الأطفال، التي بالتالي تشكل عاملا هاما من العوامل المؤثرة في تربية الاطفال حيث لا يميز الطفل بين الواقع وبين الخيال، اذ كل ما يراه بالنسبة له، هو حقيقة. ولكنه لا يحلل التصرفات التي يراها ويقوم بتبني تصرفات شخصية قدر رآها خلال عرض ما ، لأنه عند مشاهدة المسلسل او البرنامج فان الطفل يكون مصغيا للأحداث بكل حواسه، كما باقي افراد العائلة، والفرق بينه وبينهم انه لا يملك القدرة على التحليل وبالتالي فان هذه قد يشكل خطرا كبيرة على حياته من خلال تصرفاته .
[email protected]
أضف تعليق