رغم تجاوزه سن الثمانين (82عاماً بالضبط) – ما زال داعية السلام الإسرائيلي المعروف، لطيف دوري، ناشطاً جداً في هذا المجال، من خلال "لجنة الحوار الإسرائيلي –الفلسطيني" ، ومن أبرز مواقفه المشهودة، جهوده في الكشف عن تفاصيل ووقائع مجزرة كفر قاسم الرهيبة، ألتي ارتكبتها قوات حرس الحدود أواخر العام 1956، وتسجيل شهادات الناجين منها وتقديمها للمحكمة التي حاكمت المجرمين، الذين قتلوا قرابة خمسين مواطناً أعزل، بدم بارد.
ومؤخراً شارك لطيف دوري، العراقي الأصل، والحريص على التكلم بالغة العربية- في المؤتمر الرابع الذي نظمته مؤسسة "جفعات حبيبه" تحت عنوان "اسقاطات الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني على المواطنة المشتركة للعرب واليهود في إسرائيل" علماً أن هذه المؤسسة قلدته عام 2009 وسام " عزيز غفعات حبيبة" تقديراً لنشاطه الطويل الدؤوب من أجل السلام.
"جنون ليبرمان ممثّل في الحكومة"!
وفي مقابلة مع "بكرا" ، قال لطيف دوري رداً على السؤال عما إذا كان يخشى من تكرار ما حدث في كفر قاسم نظراً لتصاعد أخطار الفاشية في إسرائيل (حسبما يرى مسؤولون في الدولة )- "نحن الآن في أخطر مرحلة من العلاقات بين شعبي البلاد، حيث أن جنون ليبرمان أصبح ممثلاَ في الحكومة، وهو الذي سبق أن هدد بتدمير سدّ اسوان واغتيال إسماعيل هنية وترحيل أهالي المثلث"- عل حد تعبيره.
ويرى دوري أن المخرج من هذه الدوامة الخطرة، يستدعي إقامة جبهة عربية – يهودية سلامية تتصدى للأخطار "فليس من المستبعد أن يقود ليبرمان الحكومة إلى ورطة خطيرة بدخول غزة"- كما قال.
ووصف لطيف دوري تصرف هيرتسوغ الذي يفترض أن يقود المعارضة لحكومة نتنياهو وليبرمان، بأنه "تصرف بحماقة حين تفاوض مع نتنياهو للانضمام إلى الإتلاف الحكومي، دون أن يحسن طرح الشروط الحازمة اللازمة للمشاركة في الحكومة، فبقيت المطالب اللفظية حبراً على ورق، وعمد نتنياهو إلى صرفه وجلب ليبرمان بدلاً منه إلى الحكومة"- على حد توصيفه.
أبرز المواقف والمحطات في سيرة لطيف دوري
• ولد في العراق عام 1934، وهاجر إلى إسرائيل عام 1951
• إنضم إلى حركة "هشومير هتسعير " عام 1952 وأقام خلايا وفروعاً للحركة في "أور يهودا" (قرب اللد والرملة)
• شارك في تأسيس " حركة الشبيبة العربية الطلائعية" عام 1954.
• مثّل شباب حزب "مبام" (حزب العمال الإسرائيلي الموحد) في مهرجان الشباب الديمقراطي في وارسو (بولندا) عام 1955، وفي موسكو (1957) وفي قيينا (1959).
• بدأ العمل في مركز حزب "مبام" عام 1955 كسكرتير للقسم العربي، وأشغل مناصب مختلفة، من بينها " سكرتير الجيل الشاب".
• عند عودته من زيارة لمعسكر الإبادة في "اوشفتس" ،عام 1955، كتب سلسلة مقالات عن المحرقة النازية وكارثة اليهود تحت عنوان "بين جدران الموت"، وقد نشرها في صحيفة حزب "مبام" الصادرة بالغة العربية- "المرصاد".
• كأن أول من دخل إلى كفر قاسم في الأول من تشرين الثاني نوفمبر عام 1956، وسجل شهادات الجرحى الناجين من المذبحة، والذين كانو يتلقون العلاج في مستشفى "بيلينسون" في بيتح تيكفا، الذين قابلهم في 10/11/1956،فعرّف الرأي العام في البلاد والعالم بتفاصيل المجزرة المروعة التي قتل فيها بدم بارد (49) إنساناً من سكان القرية (كفر قاسم) برصاص قوات حرس الحدود.
• مثل حزب "مبام" في مؤسسات مختلفة من بينها "لجنة التنفيذية لنقابات الهستدروت"، و" اتحاد اليهود القادمين من العراق".
• نشر في مجلة "الفجر" عام 1960( أي قبل عامين من استقلال الجزائر) رسالته المعروفة تحت عنوان "إلى أخي الجزائري"، وعبر فيها عن تضامنه مع نضال الشعب الجزائري للتحرر من نير الاستعمار الفرنسي، وأثارت الرسالة أصداء واسعة.
• كأن لطيف دوري الإسرائيلي الأول الذي يلتقي مع ممثلين رسميين لجيش التحرير الوطني الفيتنامي (الفيتكونغ) في العاصمة الدنماركية، كوبنهاغن، وقد ترأس يومها وفداً من شباب حزب "مبام"، قام بجولة في أوروبا عام 1970، معلناً عن دعمه للنضال البطولي للشعب الفيتنامي ضد العدوان الأمريكي.
• طوال عشر سنوات ( من 1972-1982) قاد سوية مع عوديد ليفشيتس، من كيبوتس "نيرعوز"- نضالات ضد طرد وترحيل آلاف البدو المصريين من منطقة رفح.
• أشغل منصب سكرتير "الحركة من أجل السلام والأمن" طوال ست سنوات (1967-1973). وكان واحداً من مؤسسي "اللجنة المناهضة للحرب على لبنان".
• عام 1982، جاء إلى مخيمي صبرا وشاتيلا في لبنان، بعد (48) ساعة من وقوع المجزرة الرهيبة، وكان بصحبته المناضل عوديد ليفشيتس والمصور فيكي كوهن، وساهم في نقل الصور المروعة للضحايا، وفي تزويد "لجنة كاهان" (التي حققت حول المجزرة) بالأشرطة التي تضمنت إفادات رهيبة من الناجين، وقد أصدرت لجنة التحقيق قرارات كان من بينها تنحية شارون من منصبه كوزير للأمن.
• عام 1984 ساهم في تأسيس " اللجنة المناهضة للعنصرية" المنادية بمساواة حقوق المواطنين العرب في إسرائيل.
• عام 1986 قام بتأسيس "لجنة الحوار الإسرائيلي- الفلسطيني" بمبادرة من مجموعة من اليهود الشرقيين، وما زال حتى اليوم سكرتيراً لها.
• في نفس العام (1986) نظم وترأس "وفد السلام" الذي التقى في رومانيا مع وفد رسمي يمثل منظمة التحرير الفلسطينية، الأمر الذي أسهم في إلغاء القانون الذي يحظر اللقاءات مع ممثلي المنظمة، وقبل ذلك حوكم لطيف دوري سوية مع ثلاثة من أعضاء "وفد السلام" وحكم عليهم بالسجن ستة شهور وبدفع غرامات، وقد أصدرت محكمة العدل العليا قراراً عام 1993 بشطب هذه الأحكام.
• منذ العام 1967 (بدايات الاحتلال الإسرائيلي)، ارتبط بعلاقات متشعبة مع الفلسطينيين وقياداتهم في الأراضي المحتلة وخارجها، وخاصة مع القائد ياسر عرفات، الذي التقاه لأول مرة في جنيف عام 1987.
• عام 1988 نظم اللقاء العلني الأول بين العائلات الثكلى، الفلسطينية والإسرائيلية، والذي جرى في فندق "اميريكان كولوني" بالقدس العربية، وأثار اصداء واسعة وحظي بتغطية كثيفة في وسائل الإعلام الإسرائيلية والفلسطينية والعالمية.
• في نفس العام (1988) حصل على "جائزة (برونو) كرايسكي للسلام" (كرايسكي كان رئيساً لحكومة النمسا، وهو يهودي) سوية مع "بنازير بوتو" رئيسة الحكومة الباكستانية سابقاً، والدكتور راميريز – نائب رئيس جمهورية نيكاراغوا.
• ساهم عام 1992 في اقامة "خيمة الاحتجاج" بالقدس، احتجاجاً على طرد (400) ناشط فلسطيني إلى جنوب لبنان.
• عام 1993 نظم وشارك في وفد قام بزيارة إلى تونس التقى قادة في منظمة التحرير الفلسطينية ، وفي مقدمتهم ياسر عرفات .
• عام 1995 انتخب عضواً في لجنة الشرق الأوسط المنبثقه عن "الأممية الاشتراكية"
• عام 1996، وبمناسبة إحياء الذكرى الأربعين لمجزرة كفر قاسم- حصل على "مواطنة شرف" في البلدة، تقديراً لمساهمته في الكشف عن وقائع المجزرة.
• عام 1998 نظم زيارة وفد يمثل حركة "ميرتس" إلى مصر، شارك في لقاء مع الرئيس حسني مبارك .
• عام ألفين(2000) زار المغرب وحل ضيفاُ على رئيس الحكومة عبد الرحمن اليوسفي.
• عام 2001 دعي لزيارة كوبا، والتقى مع الرئيس فيدل كاسترو.
• وفي عام 2003 نظم وقفات احتجاجية ضد الغزو الأمريكي للعراق تحت شعار "كلنا عراقيون".
• شارك في جنازة تشييع القائد الفلسطيني الراحل ياسر عرفات أواخر عام 2004، وشارك في مهرجان التأبين الضخم في أربعين رحيل القائد – بناء على دعوة رسمية من الحكومة الفلسطينية.
• في يونيو حزيران عام 2009، شارك في مؤتمر نظمته الأمم المتحدة في العاصمة الاندونيسية "جاكرتا" وحصل على تأشيرة دخول رغم انقطاع العلاقات بين إسرائيل واندونيسيا- وذلك بفضل تدخل الأمين العام للأمم المتحدة لصالحه ، وقد حظيت مشاركته في المؤتمر بتغطية إعلامية واسعة.
• عام 2011 التقى للمرة الثالثة، في الأردن، مع نايف حواتمة، الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.
• يجيد لطيف دوري أربع لغات: العربية ،العبرية،الإنجليزية،والفرنسية .
[email protected]
أضف تعليق