رغم تقدمهم بالسن، إلّا أن الذاكرة لا زالت أقوى ما فيهم وخصوصًا تفاصيل قراهم التي تهجروا منها، وكلما كبر الانسان بالعمر عادت ذاكرته الى الطفولة وايام الماضي، يحملون في اذهانهم صورًا لأيام قضوها في قراهم وبيوتهم التي هجروا منها كباقي الفلسطينيين، ورغم كبر سنهم ما زال الامل بالعودة الى قراهم يمتزج مع الالم ، فيقولون " سنعود الى تراب قرانا احياء او اموات " .
أبو حسيب، المهجر من قرية كفر برعم والذي يبلغ من العمر 89 عاما قال في حديث لـ"بـُكرا": احيانا اجلس وأتأمل بالحياة، فتعيدني الذاكرة الى أيام الماضي، الى ذكريات طفولتي في برعم، اتذكر التهجير والتشريد واتخيل صورة عودتنا حاملين حقائبنا لنعيد ونبني بيوتنا ونزرع اراضينا ونحيي افراحنا على ارضنا وارض ابائنا واجدادنا، اقترب من العودة الى تراب قريتي ومسقط راسي ولكن متأكد انه سياتي اليوم وتتحقق به العودة ويعود احفادي وابنائي، مهما طال الغياب سنعود .
سأعود الى قريتي سحماتا رغم الظلم المستمر ورغم التشريد والتهجي
المهجرة صبحبة صالح دوخي والتي تبلغ من العمر 82 عاما وهي مهجرة من قرية سحماتا وتسكن في ترشيحا اليوم قالت : جميع اقاربنا هاجروا الى لبنان والدانمارك والمانيا وسوريا، وبقيت انا ووالدي رحمه الله، كنا نعيش اسلام ومسيحيين مع بعضنا البعض ومن يراهم لا يميز بينهم، حتى مختار القرية كان من مهجري كفر برعم من الطائفة المسيحية اسمه المختار قيصر، كنا وما زلنا اهل وسنبقى هكذا رمزًا للتعايش والمحبة والاخوة، سأعيش واذكركم انني سأعود الى قريتي سحماتا رغم الظلم المستمر ورغم التشريد والتهجير .
المهجر ابو اليف والذي يبلغ من العمر 86 عاما من مهجري كفر برعم قال: اذهب كل نهاية اسبوع الى قريتي كفر برعم، اتجول بين البيوت وفي شوارعها القديمة، اتذكر الافراح والعيش الكريم ورائحة الحطب والخبز والقهوة، احيانا اجلس تحت الشجرة جوار الكنيسة فتأخذني افكاري بعيدا عن هذه الدنيا، اتخيل انني احمل حقيبة العودة وبرفقتي زوجتي ابنائي واحفادي لأشعر بفرحة لبضع دقائق، في هذه الدنيا ظالم ومظلوم ونحن المظلومين سيعود حقنا مهما طال الزمان ، انا سأعود الى تراب برعم وبأذن الله احفادي وابنائي سيعودون ليبنوا ويزرعوا في اراضي ابنائهم واجدادهم .
[email protected]
أضف تعليق