شارك العديد من الأكاديميّين في معرض التوظيف الذي نظّم في مدينة شفاعمرو بمبادرة طاقم برنامج امتياز، وبالتعاون مع وزارة الاقتصاد والصناعة وسلطة التطوير الاقتصادي للأقليات في وزارة المساواة الاجتماعيّة ومؤسّسة جوينت. وجمع المعرض ما بين الباحثين عن عمل وعشرات المشغلين الكبار، وذلك بهدف كشف المشاركين على فرص عمل مناسبة واتاحة المجال أمامهم بالاندماج في سوق العمل بمهن تتلاءم مع قدراتهم ومؤهلاتهم. ويشار إلى أنّ المشغلين المشاركين يمثلون مجالات عمل متنوعة، كمجالات الصحة والتعليم العالي والقانون والمحاسبة وغيرها.
اهداف في غاية الأهمية
وقال رياض ابراهيم، مدير لواء الشمال في وزارة الاقتصاد والصناعة: "إنّ توسيع دائرة المشاركة في سوق العمل وتقليص الفجوات الاقتصاديّة هي أهداف في غاية الأهميّة بالنسبة للوزارة، إذ توفر الوزارة العديد من المساعدات والآليات من ضمنها التأهيل المهني وتوفير الحضانات وتطوير المناطق الصناعيّة وتشجيع اقامة المصالح التجاريّة وغيرها من أجل تعزيز التشغيل في البلدات العربية. نحن نتعاون مع العديد من الأطراف، من بينها، مفوضية التشغيل في وزارة الاقتصاد واتحاد المصنعين والسلطات المحليّة وغيرها، من أجل تحقيق أهدافنا".
ومن جهتها قالت إيمان طربيه القاسم، مركزة تشغيل المجتمع العربي في وزارة الاقتصاد والصناعة: "إنّ توفير التأهيل المهني من ناحية، ودمج المجتمع العربي في كافة القطاعات، ومن ضمنها سلك خدمات الدولة والقطاع الخاص من الناحية الأخرى، هو آداة قانونيّة تتيح التفضيل المصحح الذي يساهم بدوره في تقليص الفجوات لصالح المجموعات السكانيّة التي عانت جرّاء التمييز على مدار سنوات، وبالذات المجتمع العربي بما في ذلك الدرزي والشركسي. هذه الآداة تهدف إلى دمج هذه المجموعات بالشكل الأمثل". كما وجهت رسالة للأكاديميين الباحثين عن عمل، بحيث حثتهم على التصميم والجرأة والمبادرة، فهذا ما سيضمن لهم إيجاد عمل مناسب في نهاية المطاف".
أيمن سيف، مدير سلطة التطوير الاقتصادي للأقليات في وزارة المساواة الاجتماعيّة، قال في هذا السياق إنّ موضوع دمج الأكاديميين العرب في سوق العمل هو في راس سلم أولويات السلطة، وأشار إلى ظاهرة التوجّه للتعليم العالي في المجتمع العربي وبالذات في أوساط النساء والآخذة بالازدياد، لذا من المهم تعزيز ودعم هذا التوجه من خلال ايجاد الحلول المناسبة لمسألة دمج الأكاديميين في سوق العمل بمهن تتلاءم مع مؤهلاتهم، والا ستتراجع هذه الظاهرة، بل من المحتمل أن تتدهور، وبناءً عليه يجب التعامل مع هذا الموضوع على أنّه مصلحة قوميّة عليا.
20% من مجمل العاملين في القطاع العام
وتحدّث ياسر حجيرات، مدير عام شركة الفنار، عن توسيع الآفاق وامكانيّات العمل أمام الأكاديميين العرب وبالذات في سلك خدمات الدولة، قائلاً أنّ الهدف هو الوصول إلى 20% من مجمل العاملين في هذا القطاع، بما يتساوى مع نسبة المواطنين العرب في الدولة، وقال أنّ هذا ممكن من خلال العمل المشترك والتعاون ما بين كافة الجهات الفاعلة في هذا المجال. كما أضاف أنّ الفنار ستعمل على زيادة عدد مراكز ريان في المجتمع العربي لتغطي كافة البلدات العربية.
ومن ناحيته قال أمين عنبتاوي، رئيس بلديّة شفاعمرو، إنّ الوقت قد حان لفتح الأبواب أمام دمج المواطنين العرب، سواء الأكاديميين أو غير الأكاديميين، في مختلف الوظائف ومجالات العمل، وذلك لحل مشكلة تفاقمت عبر سنوات عديدة، وحان الوقت لتكثيف الجهود لحلها وتقليص الفجوات المتراكمة.
ايمي بلمور، مديرة عام وزارة القضاء، تطرقت من ناحيتها إلى القرار الحكومي الذي نصّ على رفع نسبة المواطنين العرب في سلك خدمات الدولة إلى 10% لغاية العام 2012، وقالت أنّنا حاليّاً في العام 2016، الا أنّ الكثير من الوزارات الحكوميّة لم تنجح في تطبيق هذا القرار، لكن وزارة القضاء كانت السباقة، بحيث نجحت في ذلك، وعبرت بلمور عن فخرها بكل العاملين العرب في وزارة القضاء، وأثنت على عمل مراكز ريان الذين ساعدوا في تأهيل وتوجيه العديد ممن نجحوا بالاندماج في الوزارة.
عن البرنامج
ويذكر أنّ برنامج "امتياز" للتوجيه الأكاديمي أطلق بمبادرة وزارة الاقتصاد وبالتعاون مع سلطة التطوير الاقتصادي للأقليات في وزارة المساواة الاجتماعيّة ومؤسّسة جوينت-اسرائيل، وتمّ تخصيص ميزانيّة تبلغ 20 مليون شيكل على مدار ثلاث سنوات لصالح البرنامج. ويدار البرنامج في إطار مراكز ريّان الإقليميّة المنتشرة في البلدات العربيّة المركزية. ويهدف إلى تقديم التوجيه الأكاديمي والمهني للخريجين العرب، لتسهيل اندماجهم في المعاهد الأكاديميّة وزيادة نسبتهم في الجامعات والكليّات المختلفة، بالذات في التخصّصات المرموقة والمطلوبة، إلى جانب مساعدتهم على الاندماج في سوق العمل.
ويوفّر البرنامج خدمات عديدة كالمرافقة الشخصيّة، فحص الميول على الصعيدين الأكاديمي والمهني من قبل مختصين، اختبارات لتحديد القدرات، التوجيه والمساعدة في تقديم الطلبات للحصول على منح تعليميّة، تمويل دورات تحضيريّة للأكاديميا كالبسيخومتري وامتحان معرفة اللغة الانجليزيّة "أمير" وامتحان معرفة اللغة العبريّة "ياعيل"، وورشات تحضيريّة للأكاديميا في مهارات التعلم وادارة الوقت واتخاذ القرارات واختيار موضوع الدراسة وغيرها، وكذلك يتم عقد مؤتمرات وأيام توجيه مهني وأكاديمي وتوفير المرافقة خلال فترة الدراسة والتوجيه في حال تغيير الاختصاص، والمساعدة في إيجاد عمل مناسب خلال الدراسة وأيضاً بعد إنهاء اللقب.
[email protected]
أضف تعليق