شغلت مسألة تعيين رئيس حزب 'يسرائيل بيتينو'، أفيغدور ليبرمان، وزيرًا للأمن الرأي العام، وذلك بعد تردد أنباء مؤخرًا عن اتفاق وشيك بينه وبين رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، يقضي بانضمامه وحزبه للحكومة وإقالة وزير الأمن الحالي، موشيه يعلون، وتعيين ليبرمان مكانه، حيث اعرب ناشطون في المجتمع العربي عن قلقهم بتحفظ من هذه الخطوة في حال تم تنفيذها بشكل فعلي منوهين انها خطوة ليست لصالح المجتمع العربي بشكل خاص والفلسطيني بشكل عام، ومن شأنها ان تهوي بالمجتمع الإسرائيلي الى قعر الهاوية، حيث من المُحتمل أن يكون هذا التعيين ارضًا خصبة لامعان الحكومة الإسرائيلية في سياستها العنصرية والمتطرفة اليمينية ضد العرب، خاصة وان ليبرمان يعتبر سياسي يميني متطرف، إلا أنهم وفي ذات الوقت أكدوا أنّ ليبرمان لا يختلف عن سابقيه من وزراء الأمن الذين قاموا بتنفيذ مجازر بحق ابناء الشعب الفلسطيني.
دولة دمار إجتماعيّ
وفي هذا السياق قال الناشط شادي نصار لـ "بكرا": لا أظن بأن الأمر يستحق عناء الخوف فالقديم لا يختلف عن الجديد الّا بالاسم، المعاناة والعنف والتطرف الذي لاقاه شعبنا الفلسطيني من أعمال وزارة الأمن لا يمكن أن تسوء أكثر من قبل، الدناءة الاجتماعية التي ينتهجها نتنياهو وحكومته في وجه العالم ستبقى مستمرة كما كانت في عهد شارون ولو تغيرت الأسماء، ليبرمان سيُدخل المنطقة في بحيرة من الدماء، الشي المطمئن أنّ أمثال هذا الانسان هم من سيُوصلوا دولة اسرائيل التي كانت في قديم الأزمان دولة رفاه اجتماعي الى دولة دمار اجتماعي.
وقفة جدية
بدورها قالت الناشطة عرين نصار: وزارة الأمن في دولة احتلال لطالما كانت تعني "وزارة الحرب" حيث انّ جيش الأمن الاسرائيلي يشكل طقوسًا موندياليةَ على قطاع غزة كل 4 سنوات، لا ينقصها الوزارة ايّ لمسة عنصرية اخرى، كيف اذا كان وزير الامن شخصيًا هو ليبرمان الذي شهد العالم بأسره مدى عنصريته وحساسيته من العرب .
وقالت نصّار: نعم يقلقني جدًا تواجده في الوزارة، بغض النظر انه شارك دائمًا بتشكيل الحكومة، لكن هذا المنصب بالذات سيفتح له امكانية ممارسة عنصريته بشكل اكثر حرية، الوضع يتطلب لوقفة جدية فعلًا فقد سئمنا محاولات اقتلاعنا من هنا.
تطوير إستراتيجية نضال
الطالب الاكاديمي والناشط حسين مريسات قال بدوره: تعيين ليبرمان وزيرًا للأمن، هو تتويج للحكومة الأكثر يمينيّة في السنوات الأخيرة إن لم يكن منذ قيام الدولة. بالأمس القريب كنا نشهد تبادل التهمّ والتراشق الكلامي بين حزبيّ الليكود واسرائيل بيتنا، واليوم نشهد "تصافي القلوب"، وتوجيه البوصلة نحو العدو الرئيسي وهو العرب بشكل عام، وشعبنا الفلسطيني بالداخل بشكل خاص. أمام هكذا واقع يجب بناء أوسع جبهة ضدّ الفاشيّة، وتطوير إستراتيجيّة نضال لوقف زحفها المتسارع باتّجاه الشارع اليهودي الإسرائيلي، والمجتمع العربي الفلسطيني في إسرائيل.
وأضاف مريسات قائلا: أعتقد بكل تأكيد أن من يشعر بالخوف ليس شبابنا (الّذين يشكّلون رأس حربة كُلّ حراك جماهيري وطني وحقوقي مشروع) بل هذه الحكومة اليمينيّة (وضمنها ليبرمان)، التي تلجأ للتصعيد كلما تكشّفت فضائح أقطابها السياسيّة والأخلاقيّة.بكل الأحوال يجب الإستعداد والتعبئة السياسيّة، لمواجهة أي طيش سياسي ترتكبه عصابة نتنياهو-بينت-ليبرمان.
لا داعي للقلق
اما الناشط عماد بكر ياسين فقال لـ "بكرا": قالوا في الأثر " هيك مزبطة بدها هيك ختم"، برأيي المتواضع إن هذا التعيين رُبما سيكون مُفيداً للعرب أكثر من اليهود و لربما أكثر من الحكومة نفسها و ذلك لأن منذ أن ذاع صيت ما يسمى بليبرمان لم نرى منه غير الثرثرة و التصريحات العدائية ضد العرب والتي كان يطلقها دوماً فقط من اجل جذب بعض الأصوات من الوسط اليهودي الذي ينحدر أكثر و أكثر نحو العنصرية تجاه العرب.
وقال ياسين: لقد اعتدنا عليه و على تصريحاته الفارغة و التي لا تُسمن و لا تغني من جوع منذ أن وُجد في السياسة الاسرائيلية، فمن يُثرثر كثيراً و يستغل كل مناسبة إعلامية لمهاجمة العرب بهدف الحفاظ على ما تبقى له من مؤيدين و داعمين لا داعي للقلق منه أبداً.
وأضاف ياسين: إحدى الحكم العبرية تقول، " المياه الهادئة تنحدر عميقاً" و من هذا المنطلق لا أرى أي قلق او تخوف من تعيين ليبرمان بطل الفرقعات الإعلامية الفارغة وزيراً لأمن اسرائيل، على العكس تماماً فالقلق الأكبر يجب أن يكون من اولئك الساسة الذين يتوددون للعرب لكسب أصواتهم و للأسف هُناك من يُغرر به، و على رأسهم نتنياهو الذي يُخفي بداخله عنصرية أكبر بكثير من عنصرية ليبرمان و ما يُخفيه أكثر بكثير مما ظهر به إبان الانتخابات الأخيرة للكنيست. هؤلاء هم السرطان الحقيقي و هم من يتوجب علينا الحذر منهم و اقتلاعهم إن استطعنا و ليس من يُثرثر فقط بهدف الظهور الإعلامي و ممارسة الديماغوجيا على ما تبقى له من قاعدة جماهيرية.
[email protected]
أضف تعليق