طيرة حيفا، تُسمى كذلك طيرة اللوز وطيرة الكرمل ولكن جميع الاسماء هذه تأخذنا الى هذه البلدة العربية الفلسطينية التي هجرت مثلها مثل مئات القرى والمدن العربية الاخرى التي تم احتلالها عام 1948، في طيرة حيفا كان يسكن عام 1948 حوالي ستة آلاف ومائتي نسمة، شردوا جميعهم رغم أن قسمًا منهم عاد إليها وأعيد طرده مجددًا.
اليهود قتلوا الختيار ابو حمزة
انتلي حايك علوة، اصل عائلتها من طيرة حيفا، شاركت هذا الأسبوع في مسيرة العودة الى قريتها المهجرة وطول الطريق التي سار فيه المشاركون حتى ان وصلوا الى البلدة وهي تحدث نفسها بصوت عال عن ذكريات التهجير، حيث بات على وجهها الحنين والشوق الى تراب طيرة حيفا، وقالت في حديثٍ لمراسلنا: كانت والدتي رحمها الله دائما تحدثني عن طيرة حيفا وعن التهجير والظلم والتشريد، حيث قالت لي "في كثير أشخاص انقتلت بالطيرة، اليهود فاتوا على حارة دار حجير وحطّوا لغم جنب بيتين كانوا على طرف البلد، البيتين تفجروا ومات 13 شخصا، كمان ختيار اسمه أبو حمزة، قتلوه اليهود بالوعر لما فاتوا على الطيرة، لما طلعت أهل الطيرة، بقي بالبلد حوالي 50 شخصا، معظمهم ختيارية، حمّلوهم بالسيارة واطلعوهم عند سهل قرب اللجون، هناك حطوا عليهم بنزين وحرقوهم، 40 شخصا نجيوا وحوالي عشره احترقوا، منهم: عبد القادر السلام وزوجته، أحمد العوّا مش من الطيرة بس كان بالطيرة بفترة التهجير، رحمة الشربيني، عايشه أبو عليا، حمدة أبو راشد، ليلى خليل غنّام ".
شو بدنا نسلم !
واضافت: رغم انني كنت صغيرة عند التهجير ولكن كانت والدتي تروي لي دائما قصة التهجير وتقول "صار اليهود ييجو علينا ويقولوا لنا سلّموا، طب ما إحنا ببيوتنا، شو بدنا نسلّم ، صاروا يبعثوا واسطات تروح وتطلب من المختار إنه يسلّم البلد، في اشخاص من البلد اللي قالت ما بدنا نسلم وبدنا نحارب، المهم، فات اليهود علينا بالليل وصاروا يضربوا علينا كل الليل وللصبح، أهل الطيرة بهذا الوقت طلعوا على جبل اسمه عراق الشيخ، كان فيه مغارة كبيرة وكل نسوان الطيرة وأولادها والكبار، راحوا تخبوا فيه، لما طلع الصبح، أجا واحد اسمه خالد أبو النص، حامل حطّة، ووقف بقاع الوادي وصار يشوّح فيها، لما شافته الناس صارت تنزل من الجبل، واحنا نازلين والا صار الطخ علينا والفشك فوق روس العالم، أخوه لأبو محمود، كان شاب عمره 15 سنة، أجت فيه فشكة ومات، قسم من العائلات وإحنا معهم، راحوا من طريق تاني، طريق واد أبو الجاع، هذا كان جنب المدرسة، لما نزلنا ع الواد كان معنا ختيار. أجا الجيش علينا وطخّوا الختيار وكبّوا الفراش والطحين اللي معنا اللي كنا محمّلينهم على الحمار وأخذونا على المنزول مع باقي الناس، بالمنزول قعدنا أكثر من شهر، وبعدين جابوا حوالي 25 باص، صفّوهم من عند دار يعقوب ولتحت ع الشارع عند القهاوي، صاروا يطلعوا الناس بالباصات ويرحلوهم، قسم من الشباب حبسوهم "!.
علينا التكاتف !
وانهت قائلة: يا ريت كل لاجئ يعود لبلاده، واتمنى ان يعود الحق لأصحابه، واذا اردنا ان نعيد حقوقنا ونأخذها علينا اولا ان نتكاتف لان التكاتف هو القوة، احيانا اجلس لوحدي واتذكر القصص التي كانت ترويها لي والدتي عن التهجير وكانت تقول لي "يا ريت نرجع على قريتنا"، فكنت اقول لها، الابناء والاحفاد مستمرون على طريق الاباء والاجداد وسيعودون مهما طال الزمان وسيعود الحق لأصحابه.
[email protected]
أضف تعليق