تقع قرية الغابسية المهجرة في شمال شرق عكا، وتبعد عنها نحو 15.5 كم، منها 10 كم طريق معبدة، وتقع قرية الشيخ داود جنوب الغابسية على بعد نصف كيلومتر، وأما قرية الشيخ دنون فتقع على بعد 250م إلى الجنوب من الشيخ داود.

وقعت قرية الغابسية وتوابعها عند أقدام جبال الجليل الأدنى، في الطرف الشرقي لسهل عكا، وتقع والشيخ دنون على ارتفاع 75 م فوق سطح البحر، وتقوم قرية الشيخ داود على تل يعلو 100 م عن سطح البحر، ويمر وادي المفشوخ على بعد ثلاثة أرباع الكيلومتر من شمال الغابسية، في حين يجري وادي المجنونة على بعد نصف كيلومتر من جنوب قرية الشيخ دنون ، منذ جيل 6 سنوات ما زال المهجر داوود بدر الذي يسكن اليوم في قرية الشيخ دنون يذكر التهجير من الغابسية وعملية ابعاد اهالي القرية عن بيوتهم ، مع اقتراب ذكرى النكبة، تحدث بدر إلى "بـُكرا" مسترجعًا بعض الذكريات.

التهجير
بدأ حديثه مصورًا قريته الغابسية قبل النكبة وقال: في عام 1931 كان في الغابسية 125 مسكناً، ضمت الغابسية مدرسة ابتدائية للبنين أنشئت في العهد العثماني، ولكنها أغلقت في العهد البريطاني، وكان فيها معصرة غير آلية لعصر الزيتون، وكان هناك معصرة أخرى في الشيخ داود، اعتمد اقتصاد القرى الثلاث على الزراعة وتربية الماشية، وأهم المزروعات الحبوب والخضار.

واضاف : في 24.1.1950 اقتحمت وحدة من الجيش الإسرائيلي قرية الغابسية، وأمرت سكانها العرب بإخلائها قبل الساعة الثالثة من بعد ظهر يوم 26.1.1950، وإلا سيتم طردهم خارج حدود البلاد، وعندما رأى السكان أن هذا الأمر لا مفر منه، تركوا قريتهم وتوجهوا إلى قرية الشيخ دنون، كذلك الامر افتعل بسكان الشيخ داود، وفي عام 1961 كان في الشيخ دنون 620 نسمة من العرب، وهكذا شرد اليهود سكان قريتي الغابسية والشيخ داود، ودمروا القريتين، وفي عام 1950 أسس يهود هاجروا من العراق موشاف "نتيف هاشياراه" على بعد 1.25 كم غربي موقع الغابسية.

واردف قائلا: عندما كنت ابلغ من العمر 6 سنوات، وفي صباح احد الايام اتذكر ان والدتي ايقظتني من النوم ووضعتني على مسطبة الجيران، ومن ثم دخلت البيت واحضرت سرة من قماش ووضعتها في عنقها وحملتني وخرجنا من البيت متجهين سيرا على الاقدام اتجاه قرية كفر ياسيف، وبقينا هناك حتى تاريخ 10.7.1948 عندما تم احتلال قرية كفر ياسيف، ومن ثم اصبحنا لاجئين في يركا حيث هنا قضينا عدة ايام لنستمر ونصبح لاجئين في قرية دير القاسي وهي اليوم ( مستوطنة الكوش ) ، في تاريخ 24.1.1950 امرت السلطات العسكرية بمغادرة القرية وعدم الرجوع اليها خلال 48 ساعة ومن يخالف سيتم طرده الى لبنان .

لنشارك بمسيرة العودة ولنؤكد أننا أصحاب حقٍ وعلى العهد باقون
وانهى قائلا: هذه اراضينا وحقوقنا، ويجب ان يعود كل مهجر الى بلده، هذا من حق كل انسان بان يعود الى ارضه وان يستعيد ممتلكاته ويجب ان يعوضونا عن الحرمان الطويل، نكبتنا ما زالت مستمرة حتى تحقيق العودة وطبعا لا بديل عن حق العودة، على جيل الشباب ان يحملوا هذه الرسالة وان يواصلوا الطريق لأننا نؤامن بالمقولة، لا يضيع حق ورائه مطالب، أدعو الجميع بالمشاركة في مسيرة العودة بقرية "وادي زُبالة" بالنقب هذا العام، والتي ستكون يوم الخميس القريب، لنؤكد اننا اصحاب حق واننا على العهد باقون.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]