تتعدد الأسباب والعنف في بلداتنا العربية "واحد" .. لم تسطع قرية كفر مندا النوم في الليلة التي مضت، فقد كانت أصوات الألعاب النارية تسيطر على القرية وصيحات الشباب تملأ سماءها، ليست أصوات فرح واحتفالات، بل شجار عنيف بين مجموعة شبان من الطرفين المتنافسين على رئاسة المجلس بالانتخابات التي ستقام يوم الثالث من أيار الفريب (الثلاثاء القادم)، شجار أسفر عن إصابتين طفيفتين وعن تدخل الشرطة واعتقال 23 مشتبهً.
استنكارات ورفض .. ولكن؟!
من الجهتين في كفر مندا صدرت الاستنكارات وستصدر خلال اليوم، وكافة العقلاء يرفضون هذا الشجار وكل أشكال العنف التي تجسدت أيضًا باعتداء قبل يومين على سيارة مرشح من عائلة زيدان، ولكن هذه الاستنكارات وهذا الرفض لا يصلح بالموضوع أي شيء ما دامت هنالك فئة من الشبان لا تحترم بلدًا ولا تضع اعتبارات لا لانتماء ولا لشيء، فمن العار أن تتحول ساعة كساحة العين في كفر مندا لساحة قتال تخرّب فيه الممتلكات العامة (رغم أن أهل الخير نظفوا الساحة قبل بزوغ الفجر) .
أمر واحد قد يعزّي قليلًا
ورغم كل الأسى من ما حصل، إلّا أن ما يعّزي قليلًا هو كون الشجار في كفر مندا لم يصل لاستعمال أمور خطيرة كالسلاح، السلاح الذي صار استعماله أمر عادي في مجتمعنا العربي بل وصرنا في زمن القتل المزدوج.
بيان الشرطة
في بيانها الذي عممته، قالت المتحدثة باسم الشرطة لوبا السمري: خلال ساعات الليلة الماضية بالشمال في بلدة كفر مندا توسع شجار كبير شارك فيه العشرات من المواطنين المحليين وذلك يعود وعلى ما بيدو للتوترات الحاصلة حيال مسألة انتخابات لرئاسة المجلس المحلي المقبلة، هذا وتخلل الشجار الاعتداء بالضرب واشعال النيران بحاويات قمامه ورشق الحجارة الطرف اتجاه الاخر وغيرها مع هرع قوات الشرطة برفقة مروحية شرطيه ممسكين سريعا بزمام الامور هناك فاضين الشجار الذي اسفر عن اصابة 2 شخصين طفيفا احيلا على اثرها للعلاج بالمستشفى مع اعتقال الشرطة مجمل 23 ضالع مشتبه ووقوع اضرار ماديه بالممتلكات واماكن عامه هناك.
وتابعت: هذا وتواصل الشرطة التواجد بالبلدة هناك تحسبًا لحصول أي تطورات سلبية ولتهدئة الخواطر مع تأكيدنا مواصلة العمل بحزم واصرار ضد كل من تسول له نفسه المس بالسلامة العامة والصفو العام وتقديمه امام سيادة العدالة ومن دون اي محاباة ما كانت .
مظاهرة رفع شعارات تنبذ العنف اليوم الساعة الثالثة بمشاركة كافة العائلات
هذا وعممت مجموعة ناشطين من كافة العائلات في كفر مندا بيانا جاء فيه :" استنكارا واحتجاجًا على الأحداث المؤسفة التي وقعت ليلة أمس، ندعو الجميع للتظاهر اليوم الساعة الثالثة في ساحة العين حاملين شعارات تنبذ العنف وتندد به، وتدعو للمحبة والتسامح، رجالا ونساء وشبابا وأطفالا.
الرجاء من كل من يؤمن بقيم التسامح والمحبة، المشاركة، والقدوم إلى ساحة العين مع شعار وبدون سيارة ".
استنكار من المرشحين
المرشحان لرئاسة المجلس، طه زيدان ومحمد يوسف قدح استنكرا ما حدث وأكدا أن هذا الوجه لا يمثل كفر مندا وأن على الشباب التعامل بشكل أوعى، ويستقبل المرشح محمد يوسف قدح العزاء منذ الساعات الباكرة من صباح اليوم بعدما توفي عمّه الأستاذ إبراهيم قدح اثر وعكة صحية، وفي الأمس عقد اجتماع شارك فيه عدد من أهالي القرية ومن بينهم المرشحين.
[email protected]
أضف تعليق