"منذ نعومة أظافري وأنا أؤمن أن المساواة للمواطنين العرب هو حق لا مكرمة من أحد، ومنذ دخولي إلى الحياو السياسية ومع اشغالي كافة المناصب في الوزارات، حاولت جاهدًا أن اطبق المساواة قولا وفعلا. إن المساواة هي شعاري والتزامي للمواطنين العرب وإياهم نقف أمام فرصة تاريخية لتحسين اوضاعنا جميعًا، الاقتصادية والاجتماعية"، لم يكن هذا تصريح زعيم المعارضة، يتسحاك هرتسوغ (المعسكر الصهيوني) اليوم ردًا على الانتقادات التي تعرّض لها في أعقاب تصريح أطلقه أمس قال من خلاله، في إحدى الحلقات الإنتخابية، "يتوجب علينا وقف هذا الانطباع أننا نحب العرب"، إنما تصريحه لاستقطاب الناخبين العرب في الانتخابات الأخيرة التي جرت بتاريخ 17.3.15، ونال خلالها المعسكر الصهيوني على 24 مقعدًا بفضل عدد كبير من أصوات العرب.

فعلى أثر موجة الانتقاد الواسعة التي تعرض لها، مما دفعت ببقية زملائه في الحزب إلى محاولة التهرب من التعقيب للإعلام، قام هرتسوغ بنشر تغريدة على حسابه الخاص على التوتير أكد من خلالها على ما جاء في تصريحاته حيث قال أنه "على كل من لا يروق له تصريحاتي ان يُفكر في مغادرة الحزب"!. وأضاف هرتسوغ "لقد سمعت ان هناك البعض من اللذين لا يروق لهم توجهي الصهيوني. اذا يريدون ان يفضل رئيس المعسكر الصهيوني مصالح الفلسطينيين. لدي رسالة لهم: اذهبوا للعثور على طريق جديد"!.

في موقع "بكرا" توجهنا إلى نواب حزب العمل للحصول على تعقيبٍ على تصريحات هرتسوغ، خاصةً بعد أن طالبه النائب العربيّ زهير بهلول بالاعتذار فورًا، إلا أنّ معظمهم حاول التهرب من الرد، بذريعة السفر أو تجاهل الرسالة رغم التأكيد على وصولها.

رئيسة اللوبي لمناهضة العنصرية في الكنيست تتجاهل الرسالة!. والبقية: ما بين تهرب ومحاولة دفاع وتبرير

النائب المنافسة له في الانتخابات على رئاسة الحزب الداخلية، والتي تعد سياسيًا الفائز الأكبر من هذه التصريحات، شيلي يحموفيش، فضّلت عدم التطرق إلى التصريح والاكتفاء ما قامت بكتابته على حسابها الخاص في التوتير حيث نشرت وثيقة الاستقلال مسلطة الضوء على جزء يدعو للحقوق المتساوية لجميع المواطنين بغض النظر عن الدين، العرق او الجنس.

وفيما تهرّبت عضو الكنيست ميخال بيران، رئيسة اللوبي البرلماني لمناهضة العنصرية، من التعقيب، رغم أنها سارعت إلى الرد والتعقيب على تصريحات عضو الكنيست بتسلئيل سموطريتش (البيت اليهودي) والذي يرفض أن تلد زوجته إلى جانبِ إمرأة عربية، وكذلك حافظت كل من النائبات المعروفات "بيساريتهّن"، ميراف ميخائيلي وستاف شفير، على اغلاق هواتفهن طوال اليوم!، أكتفى النائب نحمان شاي بالقول لـ "بكرا": أتحفظ من تصريحات هرتسوغ، وراضي بأنه قام بتوضيحهن. إذا كان لديكم أي أسئلة أخرى – القصد نية الاعتذار كما طالبه بهلول- عليكم التوجه إليه بشكل شخصيّ".

بدوره أدعى نائب رئيس الكنيست حيليك بار أنه على سفر ويتعذّر عليه الرد إلا أنه ولاحقًا وبعد إلحاح قال معقبًا ومحاولا الدفاع عن هرتسوغ: عرب إسرائيل هم جزءً لا يتجزأ من دولة إسرائيل، هم مواطنين وشركاء لهم كامل الحقوق، وكل إدعاء مغاير هو كاذب ويمس بالنسيج الاجتماعي والحياة المشتركة في إسرائيل. انا متأكد أنّ هذا ما يفكر به رئيس الحزب هرتسوغ وهو لم يقصد ما نسب إليه في الإعلام!.

اما رئيس لجنة الاقتصاد، عضو الكنيست ايتان كابل، فعقب لـ "بكرا" على تصريحات هرتسوغ وقال مدافعًا ومعللا: تصريح هرتسوغ لم يكن له أي علاقة بعلاقتنا مع العرب في إسرائيل، ورئيس المعسكر الصهيوني على حق، فهنالك فئات مجتمعية مختلفة تدعي أننا في المعسكر الصهيوني ومن خلال تصرفاتنا الحزبية وردود فعلنا، نهتم أكثر بمواقف الجانب الفلسطيني ونفضلها على المصلحة الإسرائيلية، وعلينا أن نجتهد لتغيير ذلك.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]