يعتقد رئيس حزب العمل الإسرائيلي (الحزب الذي يحسب على الوسط وأحيانا على اليسار)، ورئيس ائتلاف المعسكر الصهيوني (العمل- الحركة)، يستحاق بوجي هرتسوغ أن الطريق لإرجاع حزبه إلى الصدارة ووصوله إلى الحكم يكون عبر التحريض العنصري والتوجه اليميني أكثر بحجة أن الشارع الإسرائيلي أصبح يميل نحو اليمين أكثر بالسنوات الأخيرة، مقلدًا نتنياهو الذي يستعين بالتحريض على العرب في كل مرة يشعر فيها أنه في مأزق ويريد دعمًا من الشارع.

بوجي هرتسوغ قال في حفل شارك به مساء أمس الثلاثاء بمدينة أشكلون "عسقلان"، حيث أن حزب العمل وكي يعود ويكسب الأصوات عليه أن يتوقف من إشعار المواطنين أن أعضاء الحزب "محبون للعرب" .

ضجة واسعة أسفرت عنها تصريحات هرتسوغ، بدأت من زملائه في الحزب، شيلي يحموفيتش التي قالت أن هذا رد غير مناسب وزهير بهلول الذي اتهمه بمحاكاة اليمين العنصري ودعاه للاعتذار بشكل فوري، كذلك الائتلاف لمناهضة العنصرية الذي وصف هذا التصريح بالخطير وأنه يقودنا نحو الهاوية.

من مكتب "هرتسوغ" صدر بيان جاء فيه أحد المشاكل بالعلاقات بين الجمهور والحزب، هو أن هنالك شعور خاطئ بأن الحزب يهتم لأمور الفلسطينيين قبل حاجات دولة إسرائيل ومواطنيها، وهذا أمر خاطئ ولكنه منتشر بشكل كبير، لذا وجب التوضيح.

عودة: على هرتسوغ الإستقالة من رئاسة المعارضة .. وما هو إلا نسخة رخيصة عن نتنياهو

اليوم صباحًا تضاعفت التصريحات حدةً وعددا ردًا على هرتسوغ، وقال رئيس القائمة المشتركة (الجبهة) النائب أيمن عودة في تعقيبه: هرتسوغ ليس قائدًا. والأجدر به أن يستقيل من رئاسة المعارضة. فهو ليس الا نسخة سخيفة ورخيصة عن نتنياهو، الآن بالذات علينا طرح البديل الحقيقي والشجاع، لحكومة الكراهية والعنصرية التي يقودها نتنياهو واليمين؛ بديل قوامه الحل السياسي العادل المبني على قيم المساواة والديمقراطية والنضال المشترك من أجل مستقبلنا جميعًا".

النائب مسعود غنايم: منذ متى كان حزب العمل عاشقا للعرب؟
بدوره انتقد النائب مسعود غنايم (رئيس كتلة القائمة المشتركة، الحركة الإسلامية) هرستوغ وقال "تصريحات هرتسوغ هذه غير مفاجئة، فهو منذ مدة يحاول تقليد "نتنياهو" والركض وراء "لبيد" في استطلاعات الرأي العام، والميدان الوحيد الذي يستطيع من خلاله اللحاق بهما أو مباراتهما على الملعب اليميني هو ميدان العنصرية وكراهية العرب، ونحن كنا ولا زلنا لاعبا أساسيا في حساب النقاط الانتخابية لدى الأحزاب الصهيونية".

وأضاف النائب غنايم: "إن خطورة هذا التصريح لا تكمن في الانحراف نحو ما يسمى يسارًا أو ما بقي من أنفاس اليسار، وإنما يكمن في الكذب التاريخي، فمنذ متى كان حزب العمل عاشقا ومحبا للعرب؟ وإن كان كذلك فصدق مَن قال: ومن الحب ما قتل!!، فالحقائق التاريخية تثبت أن المصائب التي نزلت على رؤوسنا كعرب منذ نكبة 1948 كان منفذها حزب العمل بصُوَرِه وأسمائه المختلفة عبر التاريخ، ومخططات المصادرة ومشاريعها كانت من إنتاج حزب العمل، ومشروع الاستيطان في الضفة والمناطق المحتلة نضج في مطابخ حزب العمل، فعن أي حب يتحدث هرتسوغ؟"

واختتم النائب غنايم: "إن تصريحات هرتسوغ التي تعبّر عن أزمته الشخصية وأزمة حزبه لا تجعله مؤهلا لعرض نفسه كبديل لحكم اليمين في إسرائيل".

النائب فريج لهرتسوغ: اذا لم تستحِ فافعل ما شئت!

أما عضو الكنيست عيساوي فريج من حزب "ميرتس" فقد عقب قائلًا: " علينا ان نكف عن إعطاء الإحساس بأننا دائما نحب العرب" ، بالقول ان هذا التصريح يدل على غباء قائلها واعلان افلاسه السياسي، يبدو ان هرتسوغ قلق من حقيقة ان جمهوره لا يرى الحزب عنصرياً بما فيه الكفاية".

واضاف فريج:" هرتسوغ يقود حزب العمل الى هاوية الطريق اخلاقياً وفكرياً بعد ان فقد منذ فترة طويلة اية علاقة له باليسار وقيمه".

وانهى فريج يقول:" هرتسوغ يثبت مرة تلو الاخرى انه يطلق شعارات جوفاء،وانه اصغر من ان يشغل منصب زعيم المعارضة".

توما-سليمان لهرتسوغ: "لست بديلاً بل تقليد هزيل!"‏
بدورها قالت النائبة عايدة توما-سليمان أن "هرتسوغ ‏يُثبت مجددًا أنه يفتقد لأي ميزة من ميزات القيادة، هو مجرور وليس قائدًا ويسعى بكل طريقة للانضمام لجوقة الشعبويين الذي ‏يحيون ويبنون أنفسهم على أساس التحريض على %20 من مواطني الدولة العرب والابتعاد عنهم كمن يهرب من وباء". ‏
وأضافت أنه "خلافًا لما يعتقده هرتسوغ عن الجمهور الذي تكلّم عنه، نحن نعي تمامًا كمية "الحبّ" التي أظهرها حزب العمل، ‏والمعراخ في حينه، للعرب من خلال مصادراتهم للأراضي وانتهاج التمييز في جميع مجالات الحياة. إن السؤال الأساسي الذي ‏يطرح الآن هو ما المستعد هرتسوغ فعله بعد ليثبت أن حزبه لا يحب العرب، إلى أي درك أسفل يمكن أن يصل بعد؟ إنه لا يُشكّل ‏بديلاً لليمين، لا هو ولا حزبه، ولا يجلب أي بشرى أو أمل للمواطنين – إنه بالكاد يشكل تقليدًا هزيلاً ومثير للشفقة كمن يحاول ‏اعتلاء السلطة بأي ثمن". ‏

النائب حاج يحيى لناخبي وأعضاء حزب العمل العرب :- القائمة المشتركة هي عنوانكم ....
النائب عبد الحكيم حاج يحيى (الحركة الإسلامية- المشتركة) قال: ادعو جميع العرب المؤيدون لحزب العمل الانسحاب حالا من الحزب ، وأناشد النواب والاعضاء العرب في المعسكر الصهيوني اتخاذ خطوات اكثر جدية للحفاظ على كرامتهم .

وقال:تصريحات بوجي هرتسوغ رئيس المعسكر الصهيوني في اشكلون ضد العرب قمة الوقاحة والافلاس السياسي .

وقد استنكر النائب حاج يحيى تصريحات هرتسوغ الغير مسؤولة التي تصب في خانة العنصرية المتفشية في أوساط المجتمع الاسرائيلي .

وأشار النائب الى ان تصريحات بوجي تؤكد مسعاه الى التنكر للقضية الفلسطينية وتصريحاته ان لا شريك لنا في الجانب الفلسطيني.

نفطالي بينيت: نحن نحب العرب في إسرائيل ونرفض التهجم عليهم
تصريحات هرتسوغ لم تستقطب الردود والاستنكارات من النواب العرب فقط، بل من نواب اليمين المتطرف، وتحديدًا من رئيس حزب البيت اليهودي، وزير التربية والتعليم نفطالي بينيت الذي صرح اليوم انه لا يكره العرب في إسرائيل وقال: مؤخرًا هنالك "موضة" تتمثل بمهاجمة العرب في إسرائيل، وعلى هذا أؤكد أن العرب في إسرائيل لا يتهافتون كما قال البعض وليسوا متطرفين، هم خمس سكان إسرائيل وأطفالهم طلاب في جهاز التربية والتعليم الإسرائيلي ونحن نحبهم، لو أنني طفل وسمعت هذه التصريحات في الراديو ماذا كنت سأشعر؟ بالذات قبل عيد الفصح علينا أن نتصرف بذكاء، بإحساس وبمحبة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]