قرر قضاة المحكمة العليا الإسرائيلية أمس تأجيل الرد على الالتماس المقدم من قبل محامي مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، لتحديد موعد لتسليم جثامين الشهداء المحتجزة في الثلاجات الاسرائيلية.

و قال محمد عليان والد الشهيد بهاء و الناطق باسم ذوي الشهداء المحتجزة جثامينهم:"لاحظنا خلال الجلسة امس ان ادعاءات كانت واهية و كانت تعتمد على ادعاء واحد فقط و هو القرار السياسي الذي اتخذه نتنياهو بعد تقديمنا للالتماس بعدة ساعات و القاضي بعدم تسليم جثامين الشهداء بشكل عام سواء في القدس او الضفة الغربية، الى اشعار اخر".

القرار السياسي!

و اضاف عليان لبكرا:" الشرطة ادعت بأنها لا تستطيع تسليم اي جثمان دون تغير قرار نتنياهو، و قالت الشرطة ان هنالك طاقماً مكون من مستشارين قضائيين في الشرطة الاسرائيلية يدرسون الوضع الامني و السياسي بين الحين و الاخر، و يمكن ان يكون هنالك تغير ولكن ليس الان لان الظروف السياسية و الامنية لا تسمح الان بتغير القرار السياسي المتخذ".

و اوضح عليان ان المحكمة اجلت جلستها لبعد عيد الفصح باسبوع لكي لا تضع نتنياهو و الحكومة الاسرائيلية في مأزق و تخرج نفسها من اي حرج قانوني، على ان تقدم الشرطة الاسرائيلية تقريراً مفصلاً عن الظروف السياسية و الامنية التي تمنع تسليم الجثامين، و عن اي اتصالات قد تجري بين الشرطة و محامي ذوي الشهداء للافراج عن الجثامين بشروط معينة.

و تابع :" التأجيل يطيل علينا الوقت الى 15 يوماً، اذ اننا كنا ننتظر الافراج عن جثامين ابنائنا لانهاء هذا الملف ووقف النزيف اليومي، كون ان احتجاز الجثامين ينطوي على الام مستمرة ودائمة، و قلق في الليل و ارهاق في النهار، و حالة من عدم الاستقرار و حالة اضطراب تسود العائلات".

خلق حالة اوسع من التضامن

و اردف عليان قائلاً:" التأجيل من ناحية ثانية يشير الى ان هنالك فرصة قانونية اخرى ستتاح لنا بعد 15 يوماً نأمل ان يكون هنالك تغير في موقف السياسة الاسرائليية مما يؤثر على قرار المحكمة باتجاه تسليم الجثامين".

و ناشد عليان وسائل الاعلام و الشعب الفلسطيني بضرورة الضغط المستمر على الحكومة الاسرائيلية من خلال تنشيط الشارع الفلسطيني باتجاه فعاليات تضامنية مع ذوي الشهداء المحتجزة جثامينهم، و خلق حالة اوسع من التضامن.

و اضاف:" نحن ذوي الشهداء لا نملك سوى الارادة و القوة و العزيمة و الصبر، و نأمل بان تنجح جهودنا في تحريك الشارع و الاعلام و المستوى السياسي ان تسفر عن نتيجة ايجابية".

يذكر ان السلطات الاسرائيلية ما تزال تحتجز جثامين 15 شهيداً فلسطينياً من شهداء انتفاضة القدس التي اندلعت في بداية تشرين الأول 2015، وهم: ثائر أبو غزالة و هو اقدمهم، وحسن مناصرة، وبهاء عليان، وعلاء أبو جمل، ومعتز عويسات، ومحمد عبد موسى نمر، وعبد المحسن حسونة، ومحمد أبو خلف، وفدوى أبو طير، وبشار مصالحة، وفؤاد ابو رجب، وعبد الرحمن رداد، وعبد الملك أبو خروب، ومحمد الكالوتي، وعبد الفتاح الشريف.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]