تعالت في الاونة الاخيرة في مدينة سخنين الاصوات التي تنادي بتغيير اسم المدرسة الابتدائية الجديدة والتي أُطلق عليا اسم "ام كلثوم"، بادعاء انه لا يصح بان يطلق على صرح تربوي اسم مطربة غنائية، ووجّه الكثير من المواطنين والمسؤولين في سخنين الانتقادات على المدرسةالجديدة التي ستفتتح في الحي الجنوبي في سخنين، مطلع العام الدراسي القادم.
اسم مطربة وليس اسم ابنة الرسول صلى الله عليه وسلم
وفي حديث لمراسلنا مع مسؤول ملف التربية والتعليم في بلدية سخنين عضو البلدية محمد زبيدات قال :" للأمانة التاريخية، ينبغي أن نذكر أن إطلاق اسم "أم كثلوم" على المدرسة تم قبل استلام الإدارة الحالية لمهامها في البلدية، حيث تمت تسمية المدرسة بهذا الاسم في نهاية عمل الإدارة السابقة، في الفترة الأولى لإدارة الرئيس مازن غنايم. وفي الأيام الأولى لاستلامي ملف التربية والتعليم في المجلس البلدي وحين علمت أول مرة باختيار هذا الاسم تساءلت عن التسمية، حيث كان الجواب أن اسم "أم كلثوم" هو اسم المطربة وليس بنت الرسول صلى الله عليه وسلم، وأنه الاسم لم يتداول بشكل واسع بين إدارة البلدية، وإنما طرح من قبل بعض المسؤولين في قسم التربية والتعليم.
في جميع التسميات السابقة لم نسمع اعتراضات
واضاف زبيدات:"لقد جرت العادة في السابق أن يتم اختيار أسماء المدارس في سخنين إما على اسم عالِم عربي بارز في علوم الدين والدنيا (ابن خلدون، ابن سينا..) أو على اسم كاتب أو شاعر أو أديب عربي بارز (طه حسين، المتنبي) أو على اسم شخصية كانت لها بصمة في صياغة تاريخ سخنين الحديث (المرحوم جمال طربيه، والمرحوم الشيخ عوض خلايلة)، أو على اسم منطقة جغرافية في سخنين (الحلان، الغدير، العين، الصفا، المل- المدرسة الثانوية الجديدة التي سيباشر في بنائها قريبا)، أو على اسم قيمة أخلاقية (النجاح، السلام). وفي جميع هذه التسميات السابقة لم نسمع اعتراضات تذكر كما سمعنا حول اسم "أم كلثوم".
انتقادات كثيرة
واسهب مسؤول ملف التعليم في بلدية سخنين:"إن الانتقادات حول اختيار اسم المطربة المعروفة "أم كلثوم"، على صرح تربوي تعليمي، وليس صرحا موسيقيا، هو انتقاد شرعي ومقبول، نحترمه ونتقبله، طالما بقي الانتقاد انتقادا موضوعيا يحافظ على أدب الاختلاف واحترام الرأي الآخر واحترام شخص المنتقد، سواء كان المنتقد مؤيدا للتسمية أم معارضا لها.
لا أخفي عليكم أنني تلقيت العديد من الانتقادات المعارضة للتسمية وذلك منذ بدأنا العمل في بناء المدرسة، وقد عقّب العديد من أهالي سخنين على اختيار الاسم مبدين استغرابهم واستهجانهم لاختيار اسم مطربة ليكون اسما لمؤسسة تعليمية تربوية. كما أنني تلقيت في حينه عدة مكالمات من معلمين وأناس عاديين تنتقد التسمية".
انتقادات الشيوخ هو انتقاد موضوعي
واكد زبيدات:" يحق للشيخ علي أبو ريا- كما يحق لغيره من أهالي سخنين- أن يبدي رأيه في اسم المدرسة. فالشيخ علي أبو ريا هو أولا معلم ومربٍ عمل لعشرات السنوات في تربية وتعليم أبنائنا في مدارس سخنين، وهو إمام مسجد يصلي خلفه الآلاف من أبناء هذه المدينة ويستمعون لنصائحه مواعظة وتوجيهاته، وهو مصلح اجتماعي يبادر لإصلاح ذات البين والحفاظ على الألفة والمحبة بين جميع أهالي البلد على اختلاف مشاربهم ويحارب الفتنة والاحتراب الداخلي، وهو أيضا عضو في اللجنة الشعبية في سخنين، وهو صاحب تاريخ نضالي ووطني مشرّف جدا لسخنين ولفلسطين فهو صاحب ومؤلف أول خارطة وأطلس لفلسطين عام 1948، وهو أحد الباحثين الهامين على مستوى بلادنا وعلى مستوى الشعب الفلسطيني والعالم العربي والإسلامي في موضوع نكبة عام 1948 والقرى المهجرة.
إن الانتقاد الذي وجّهه الشيخ علي، والكثير من الناس العاديين، هو انتقاد موضوعي لم يسئ فيه لا للبلدية ولا لأي شخص. موقف الشيخ علي وغيره يقول: إن تسمية "أم كلثوم" وهي مطربة، مهما كان صوتها جميلا وعذبا، لا ينبغي أن يتم إطلاقه على اسم مدرسة باعتبار المدرسة صرحا تعليميا تربويا."
ليست قضية دينية ضد علمانية
وشدد عضو البلدية:"القضية ليست قضية دينية ضد علمانية، وإلا لكان الشيخ علي أول المنتقدين لتسمية طه حسين أو المتنبي. والقضية ليست قضية سياسية، وإلا لوجدنا في سخنين من يعارض تسمية بعض المدارس باسم شخصيات كان لها انتماء سياسي معين.. القضية هي أن للتسمية رسالة تربوية وتعليمية، والشيخ علي يرى أن إطلاق اسم "أم كلثوم" على المدرسة لا يخدم كثيرا هذه الرسالة، وأنه بالإمكان البحث عن شخصيات أخرى كثيرة في تاريخنا العربي أو الإسلامي أو الفلسطيني، سواء كانت رجلا أم أنثى، ليعطي مدلولا تربويا وتعليميا بشكل أوضح وأبرز وأعمق في نفوس أبنائنا.
سيتم بحث موضوع التسمية مجددا
واختتم محمد زبيدات:"من يريد أن يعارض رأي الشيخ علي ورأي من يقول برأي الشيخ علي، ينبغي أن يكون اعتراضه موضوعيا دون إساءة للشيخ ولا لأي شخص مهما كان. فكلنا أبناء سخنين، وسخنين ومدارسها لنا جميعا. وإنما نجتهد كلنا ونتحاور ونتناصح لما نظن أنه الأفضل لسخنين ولأهلها. أما تحويل النقاش إلى نقاش غير موضوعي قد يستشّف منه دوافع سياسية أو عائلية أو جندرية، أو أي اعتبار آخر غير موضوع، أو تحويل النقاش إلى تهجمات شخصية جارحة وغير أدبية، فهو أمر مرفوض، ولا مكان له في قاموس من يريد بالفعل مصلحة سخنين.
بصفتي مسؤولا عن ملف التربوية التعليم، وكوني أحد أعضاء إدارة بلدية سخنين، فسأقوم بدعوة أعضاء إدارة البلدية لبحث موضوع اسم المدرسة الابتدائية الجديدة. ولا أخفي عليكم، أنني بشكل شخصي سأدعو إلى تغيير الاسم إلى اسم آخر لإحدى النساء أو لأحد الرجال الذين كان لهم دور تربوي أو علمي أو نضالي كبير وبارز في تاريخنا العربي أو الإسلامي أو الفلسطيني".
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
اقتراحي ان يكون الاسم لامرأة وذلك لعدم وجود اي مؤسسة في سخنين تحمل اسم اي امرأة على جميع الاصعدة. مثلا "مي زيادة"