هل هناك تحالف سري بين القاهرة والرياض وتل أبيب؟..هكذا بدأ يوسي ميلمان -الصحفي الإسرائيلي المتخصص في الشؤون الاستخباراتية- مقالًا له بصحيفة "معاريف" العبرية أمس الأربعاء.

وأضاف "ميلمان" "لا توجد علاقات رسمية بين تل أبيب والمملكة السعودية، طالما لم تقم دولة فلسطينية ولم يرفرف علم الرياض على الحرم القدسي الشريف، إلا أنه بالرغم من ذلك هناك تعاون خفي ممكن".

وأوضح "موافقة تل أبيب على إعادة مصر السيادة السعودية على الجزيرتين الصغيرتين، صنافير وتيران كانت مجرد جزء صغير معلن من سلسلة إجراءات سرية تم نسجها وراء الكواليس، وعلى ما يبدو فإن نقل الجزيرتين كان جزءًا من التعديلات التي تمت في اتفاقية السلام بين القاهرة وتل أبيب، وبموجب هذه التعديلات وافقت إسرائيل على دخول قوات مصرية عسكرية أكثر مما تسمح كامب ديفيد، وذلك لتحسين عملية الحرب ضد الإرهاب الداعشي".

اتفاق السلام المُوقَّع منذ عام 1979 والذي صنف شبه جزيرة سيناء كمنطقة منزوعة السلاح

وقال الصحفي الإسرائيلي: "اتفاق السلام المُوقَّع منذ عام 1979 والذي صنف شبه جزيرة سيناء كمنطقة منزوعة السلاح، وقعت عليه 3 دول هي مصر وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، والتي كانت المساهم الأكبر في قوة المراقبين المشرفة على تنفيذ الاتفاق، لهذا فإن واشنطن التي ترعى الأخير كانت مشاركة، وصادقت على إعادة صنافير وتيران للسعودية"، مضيفًا "الولايات المتحدة لم يكن لديها مشكلة في نقل الجزيرتين فالثلاث دول المشاركة هن حلفاء".

واستكمل" منذ صعود الجنرال السيسي للحكم، هناك علاقات وطيدة وقوية جدًا بين القاهرة وتل أبيب، والعلاقات الأمنية بين الدولتين آخذة في التعزيز على مدار الوقت، والمصالح المشتركة للجانبين تتمثل في محاربة الإرهاب السيناوي والحمساوي، في وقت تتهم فيه القاهرة الحركة وبالأخص ذراعها العسكري بالتعاون مع داعش وإقامة علاقات مع إيران".

السعودية..

وأضاف "فيما يتعلق بالسعودية فإن الوضع معقد جدًا، لا توجد علاقات رسمية ولن تكون بين الرياض وتل أبيب طالما لم يحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، إلا أن تقاريرًا غربية تحدثت عن وجود علاقات اقتصادية غير مباشر بين المملكة وتل أبيب، وأن هناك بضائع إسرائيلية زراعية وتكنولوجية تصل إلى الرياض عبر السلطة الفلسطينية أو الأردن أو قبرص ، إلا أن الأهم بشكل كبير هو وجود اتصالات بين الدولتين بل ولقاءات بين قيادات بارزة في كل منهما".

وأفاد "ميلمان" أن مصالح السعودية وإسرائيل المشتركة تتمثل في الخطر الإيراني بالمقام الأول، وفي الماضي ظهرت أنباء عن موافقة الر ياض لسلاح الجو الإسرائيلي بالمرور عبر مجالها الجوي لضرب مفاعلات طهران النووية، كما تحدثت تقارير عن لقاءات جمعت بين رؤساء الموساد الإسرائيلي وعلى رأسهم مائير داجان ونظرائهم السعوديين، ويمكننا الافتراض أن الاتفاق المصري السعودي لنقل صنافير وتيران هو استمرار لهذه الاتصالات والمصالح المشتركة بين الرياض وتل أبيب".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]