"رغم محاولات إحباط العزيمة، إلا أنني ثابرت حتى حققت أهدافي التي خططتها لنفسي"، هذا ما أكده لنا الفنان التشكيلي اسد عزة، ابن مدينة شفاعمرو، في حديثٍ خاص لـ "بكرا".

وأكد العزة أنه " قاوم وجاهد في سبيل تطوير هواية الفن التشكيلي حيث يُشكل اليوم بشخصيته وذاته رمز الفن الفلسطيني".

من شفاعمرو إلى ايطاليا وعودة إلى يافا

وقال العزة لـ "بكرا": ولدت في مدينة في مدينة شفا عمرو والآن انا من سكان مدينة يافا. بدأت مرحلتي الفنية في الثانوية حيث قمت بالتوجه الى العديد من دورات الاستكمال الخاصة لتنمية موهبة الرسم وحب الرسم في ذاتي ونفسي وبعد انهاء المرحلة الثانوية من حياتي قررت ان اخوض التعليم والدراسة في موضوع الرسم في مدينة حيفا حيث تم افتتاح عام 1976 دورة خاصة للفنون التشكيلية، والتي درستها مدة ثلاثة اعوام متتالية للتخرج بشهادة BA، وبعدها سافرت الى ايطاليا الى بلدة "كرارا" حيث عشت فيها مدة عام وعملت في المقابل بصنع تماثيل من الشايش ومن بعدها عدت الى البلاد وعشت في تل ابيب وابتدأت دراستي في جامعة تل ابيب للحصول على لقب الماجستير .

وتحدث العزة عن دور الناس في محاولة احباطه وعدم تشجيعه للخوض في هذا المجال بحجة انه لا يجلب المال المطلوب حيث قال: في الحقيقة لم يكن هناك أي تشجيع من أي طرف حيث كانوا الناس يمدحون الفن التشكيلي بشكل سطحي ومن ثم يتوجهون الى المعنى المادي للفن التشكيلي وصعوبات الحياة. كما أن اغلبهم لم يكونوا متفتحين ومتفهمين لمعنى الفن التشكيلي بالشكل المطلوب حيث انني وبمساهمة مني ادخلت هذا الموضوع لكتابته في الجرائد والصحف المحلية والقطرية ومن ثم كتبت بنفي مقالات عن الفن التشكيلي على مدى ثلاثة اعوام متتالية.

تعرف ولقاء مع فنانين

وأضاف موضحًا كيفية توسيع الفن التشكيلي الفلسطيني معنويا وفعليا حيث قال: في سنوات الـ 1985 بدأت مواهب الفن التشكيلي بالنضوج والتوسع، وفي السياق كان لنا اتصالات مع فنانين فلسطينيين من الضفة والقطاع ومع العديد من الفنانين حول العالم، لاحقًا تحولت الاتصالات إلى تعارف ولقاءات، كما وظهر أنني لست وحيدًا في هذا المجال حيث تعرفت إلى مبدعين عرب آخرين منهم الاستاذ عبد عابدي، والذي له فضل كبير عليّ حيث كان مسؤولا في جريدة الاتحاد وكان ينشر لي العديد من الرسمات، بالإضافة الى الفنان سليمان منصور والذي كان قد نشر "جبل المحامل"، الصورة الشهيرة التي يظهر بها فلسطيني وله حمل ثقيل على ظهره، والأستاذ نبي وتيسير بركات وآخرين.

وقال العزة: التواصل فيما بيننا، من ذكر آنفا، تعزز أكثر وبتنا نفكر في حركة للفن التشكيلي الفلسطيني، والتي تؤكد ليس فقط على حب الفن، إنما على أن الفن مسيرة ثقافية حضارية مكانية توعوية، يهدف الى ترسيخ وجودنا في هذا المكان كشعب له ماضي وله حاضر ومستقبل والذي لا يبقى مكانه بل تقدم الى اطار التطور والعصر الحديث في شتى المجالات من المسرح والقصة والفن التشكيلي.

واختتم قائلا: نحن شعب قدر لنا التبعثر والتهجير وسلب ارضنا وقومتينا السياسة لكن لن ولم تسلب ارادتنا الحياتية الانسانية منا ولا مواهبنا من خلال فننا وتعليمنا وتطورنا والذي من واجبنا الحفاظ عليه. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]