عقد المعهد الأكاديمي العربي للتربية في كليّة بيت بيرل يوماً دراسيّاً حول العلاقة المتبادلة ما بين اللغة والثقافة العربية، وذلك بمبادرة د. قصيّ حاج يحيى، رئيس برنامج اللقب الثاني في التربية والثقافة العربيّة في اسرائيل، ود. غالب عنابسة، رئيس برنامج اللقب الثاني في تدريس اللغات. وتخلل اليوم الدراسي عدّة ندوات ومحاضرات، بالإضافة إلى الوصلات الفنية، إذ قامت الطالبة ميرال حاج يحيى بآداء معزوفة على الكمان، وتمّ أيضاً عرض مسرحية حول قيام الطلاب العرب بادخال الكلمات العبرية خلال حديثهم، من تقديم طالبات من مدرسة النجاح الاعدادية في الطيبة.
وتناول اليوم الدراسيّ عدّة محاور، من بينها، تعزيز المشهد الثقافي واللغوي في المدرسة العربية، واللغة والثقافة في عصر العولمة، والخليط اللغوي في وسائل الاعلام العربيّة الاكترونيّة وغيرها. وأفتتح اليوم الدراسيّ بكلمات ترحيبيّة من قبل بروفيسور محمد أمارة، رئيس قسم الدراسات العليا في المعهد، ود. راما منور، مركزة الشؤون التربويّة وتطبيقات التدريس، تلى ذلك المحاضرة المركزيّةً التي قدّمتها د. ايمان يونس، المحاضرة في المعهد، حول تأثير الثقافة الرقميّة على لغة الخطاب الأدبي.
وتطرقت من ناحيتها د. اثار حاج يحيى، إلى دور اللغة، مشدّدة على أنهّا ليست وسيلة اتصال فحسب، وانما وسيلة لنقل وتذويت الثقافة والتاريخ والارث الحضاري، وهي تحول دون تلاشي الأقليّة العربية في ثقافة الأكثرية اليهودية او الثقافة الاجنبية المهيمنة.
ومن جهتها تحدّثت المعلمة نهى دسوقي عن المشهد الثقافي في المدرسة العربية، متطرقةً إلى البحث الذي تقوم باجرائه حاليّاً، بحيث تقوم بمتابعة دور الثقافة والتراث العربي في المدارس، وقد أشارت إلى أنّ هذا التراث وهذه الثقافة تواجه تحديات جسيمة، خصوصاً من تياريّ العولمة والأسرلة، لذا يجب بذل كل الجهود من أجل الحفاظ عليهما.
وتناول د.عبد الرحمن مرعي موضوع الخليط اللغوي في وسائل الاعلام العربية الالكترونية، موضحاً أنّ الخليط بين العربية والعبرية ليس وليد اليوم بل هو منذ زمن بعيد، فالفرزدق سبق له وأن أدخل في شعره كلمات بالعبرية، لا سيما وأنّ هاتين اللغتين هما فقط ما بقي قيد الاستعمال حتى يومنا هذا من اللغات السامية التي انقرضت بغالبيتها. أمّا في العصر الحديث فان التواصل الأول كان بين سكان بلادنا مع السكان الاشكناز الذين قدموا من اوروبا والذين تحدّثوا الييدش، الأمر الذي دفع العرب إلى أخذ الكثير من الكلمات منهم، وأيضاً تتحدث المصادر على أنّ الاشكناز اقتبسوا حوالي 450 كلمة من العربية واستعملوها.
وتطرقت المعلمة آماني جابر عويضة إلى ظاهرة الانتقال اللغوي والمحفز اللغوي والاجتماعي في أوساط ثنائيي اللغة، بحيث أنّ المتحدث الذي يجيد أكثر من لغة، يقوم خلال حديثه بلغة معينة، بادخال كلمات من اللغة الأخرى، وهذا يتعلق بعوامل عدّة، أبرزها نقص الوعي بشأن ثقافة اللغة الأم التي يعاني منها الجيل الجديد، إضافةً إلى عامل تعبئة الثغرات المعجمية، بحيث أنّ الشخص يجد صعوبة أحياناً خلال حديثه بايجاد كلمة بلغته الأم تعبر عما يدور في خاطره فيستعير كلمة من مخزونه اللغوي في العبرية ليحافظ على سلاسة وتواصل حديثه.
ويذكر أنّ المعلمة ليندا جيوسي والمعلمة وفاء مبروك أخذن على عاتقهنّ إدارة الندوات، في حين قامت المعلمة أنوار حادي جبارة بعرافة اليوم الدراسيّ، علماً أنّ المعلمات الثلاث يدرسن في المعهد الأكاديمي العربي في بيت بيرل لنيل اللقب الثاني.
[email protected]
أضف تعليق