بمشاركة النائبين د. عبد الله ابو معروف ودوف حنين (الجبهة – القائمة المشتركة)، وزيرة الصحة السابقة النائبة يعيل جيرمان، والنائب ايتان بروشي، د. محمد خطيب عضو المنتدى المدني لتطوير الصحة في الجليل، بكر عواودة مدير عام جمعية الجليل، امين عنبتاوي رئيس بلدية شفاعمرو، رؤساء سلطات محلية في الجليل وممثلين عن وزارة الصحة والسلطة لتطوير الجليل والنقب، عقد في شفاعمرو أمس الاربعاء مؤتمر الجليل الثاني للمساواة الصحية تحت شعار "المساواة الصحية في الجليل"، لمناقشة كيفية النهوض بالصحة في الجليل والوقوف على دور وزارة الصحة والحكومة في تغيير الوضع الصحي في الجليل للأفضل، وحصة الصحة في الجليل من الخطة الحكومية لدعم الشمال الذي عرضها شيمي كوهن مدير عام سلطة التطوير الاقتصادي.
وفي كلمته تطرق النائب د. ابو معروف إلى الصعوبات التي تواجهه وتواجه المعارضة في الكنيست لتمرير قوانين مهمة تتعلق بصحة المواطنين في البلاد وبشكل خاص في الوسط العربي وبالذات في النقب والجليل، حيث يصوِّت الائتلاف الحكومي ضد أي اقتراح قانون تقدِّمه المعارضة، مثال على ذلك، أسقطت الكنيست قبل اربعة اشهر اقتراح قانون قدّمه ابو معروف يدعو لحماية الأطفال من أمراض السمنة الزائدة والسكري بالنتيجة 48 صوتا مع القانون، مقابل 50 صوتا ضده.
وشكر النائب د. ابو معروف القائمين على تنظيم المؤتمر مؤكدا أن الأوضاع الصحية في ضواحي البلاد وفي الشمال والجليل تمر بأزمة حادّة، ويعاني المواطنون البسطاء من النقص الشديد في أدوات الوقاية من الأمراض وطرق العلاج الأنجع وكذلك من عدم خضوع المرضى للمراقبة الطبية الدائمة لحين الشفاء، حيث من المفروض أن توفّر وزارة الصحة الميزانيات اللازمة للجهاز الطبي في البلاد من أجل انقاذ حياة المرضى، إلا أن الثغرات الكبيرة في قانون الصحة العامة، لا يتيح الفرصة لتطوير الجهاز الطبي في البلاد، وبدلا من اعتبار صحة المواطنين قيمة عليا يرصد لها الميزانيات لحماية صحة المواطنين، تقوم حكومة نتنياهو بخصخصة الجهاز الطبي وتقديمه على طبق من ذهب لشركات المقاولة الربحية، وبالتالي على حساب صحة المواطنين.
وقال د. ابو معروف، إن أهم النواقص التي يجب التغلب عليها، وسوف يناقشها في اللجان البرلمانية بجدّية، هي ظاهرة الاكتظاظ في المستشفيات والنقص الشديد بالأطباء وخاصة الأطباء المتخصصين والطوابير الطويلة للمرض في انتظار إجراء العمليات الجراحية... كل ذلك يؤدّي إلى ارتفاع نسبة الوفيات. ولا يمكن التغلّب على هذه الظاهرة المتفاقمة في السنين الأخيرة إلا من خلال بناء مستشفيات إضافية وزيادة عدد الملاكات من أطباء وممرضات وطواقم طبية أخرى، لأن توفير ظروف وقائية سليمة لمنع الإصابة بالأمراض وتقديم العلاج للمرضى في الوقت المناسب، يساهم في توفير الأموال الباهظة لخزينة الدولة وتوظيفها في كيفية رفع مستوى الخدمات الطبية في البلاد ولتضييق الفجوات بين مركز البلاد وضواحيها... فمن غير الطبيعي التجارة بصحة المواطنين وتحويل الجهاز الطبي إلى سلعة ربحية لشركات المقاولة. وأكد ابو معروف على ضرورة بناء جبهة عمل مهنية وشعبية لتحسين تقديم الخدمات الطبية في الشمال والجليل مؤلفة من أعضاء كنيست وجمعيات ومؤسسات عمل مدني من أجل تحضير مشاريع تدفع باتجاه حل كل القضايا المطروحة بالمؤتمر.
من جهته قال النائب د. دوف حنين، إن حكومة رأس المال التي يقودها نتنياهو تفضِّل جني الأرباح من الجهاز الطبي على حساب صحة المواطنين في ضواحي البلاد وفي النقب والجليل على وجه الخصوص.
وتطرق د. حنين لتصريحات زعيم تنظيم لهفا العنصري بينتزي غوبشتيين الذي يطلب أن لا تجلس زوجته في المستشفى إلى جانب زوجة النائب دوف حنين وفصل النساء اليهوديات في قسم الولادة عن النساء العربيات، وكذلك تصريح زوجة عضو الكنيست بتسلئيل تسموترتش من البيت الهودي التي ترفض إشراف طبيب عربي على توليدها، وطلبت عدم احتجازها في المستشفى بجوار سيدّة عربية... وقال د. حنين إن هذه النزعات العنصرية تأتي في ظل تفوّهات نتنياهو العنصرية وحكومته التي تجاوزت الخطوط الحمراء.
وقال النائب حنين، إن تأمين الصحة الجيدة يكون من خلال توفير أرضية وقاية سليمة وصحيحة، حيث لا يمكن مثلا تجاهل التلويثات البيئية في خليج حيفا التي تضر بصحة جميع المواطنين في حيفا والبلدات المجاورة لها وخطرها على صحة المواطنين، ثم تحدّث حنين عن تقرير اللجنة البرلمانية الاستثنائية التي كان هو نفسه رئيسها في الدورة البرلمانية السابقة، والذي يشير إلى المخاطر الصحية الجسيمة في خليج حيفا من جراء انبعاث الدخان من المصانع البتروكيميائية والمصانع الفوسفاتية والكيماوية الأخرى، حيث تضاعفت نسبة تلويث الهواء اليوم أكثر وأكثر.
وأكد النائب حنين على ضرورة التعاون بين جميع الأجسام الفاعلة لتحسين الخدمات الطبية في الجليل وضواحي البلاد من خلال المطالبة بزيادة توظيف الأموال واستثمارها في تحسين جودة الصحة العامة.
كما وشمل المؤتمر عدد من الجلسات في المواضيع التالية: الاحتياجات والمشاكل الأساسية في الصحة النفسية في الشمال وخاصة في المجتمع العربي، وتأثير الإصلاحات الأخيرة على الصحة النفسية والطب التأهيلي في الشمال، وتأثير لجنة جروتو- (لجنة توسيع الخدمات الصحية في الجليل) على تطوير الصحة في الجليل، ومسؤولية السلطات المحلية في تعزيز الصحة في مناطق نفوذها، حيث تشير معطيات وتقارير وزارة الصحة الاخيرة الى وجود فجوات واسعة وواضحة بين الشمال والمركز بكل المعايير، فيصل عدد الاطباء لكل الف نسمة في الشمال الى 2.2% في الشمال مقابل 4.7% في المركز و %3.5 في المعدل العام. أما نسبة الممرضين/ات العاطلين عن العمل فهي ضعف النسبة في مناطق أخرى. ومن حيث عدد الأسرة، فهي في الشمال 1.58% مقابل 2.3% في مركز البلاد.
[email protected]
أضف تعليق