يحيي أبناء الشعب الفلسطيني في 30 اذار من كل عام يوم الارض، والذي تعود احداثه لأذار 1976 بعد ان قامت السلطات الاسرائيلية بمصادرة الاف الدونمات من الاراضي الفلسطينية. في هذا اليوم هناك من لا يستطيع ان يخرج للمشاركة في المسيرات للتعبير عن المه وغضبه، والذين عاشوا التهجير وينتظرون العودة الى تراب ارضهم التي سلبت منهم عام 1948، في هذا اليوم يجلس كبار السن من مهجري القرى المختلفة في منطقة الجليل الاعلى ويتذكرون قراهم برعم واقرث وسحماتا ويخافون على هذه الذاكرة متمنيين ان تتحقق العودة للجيل القادم احياءً وليس امواتًا.
لا تعودوا قبل مماتكم
ذهبت الجدة مرتا الى ارضها وقريتها المهجرة برعم، وهي اليوم تعتبر من كبار هذه القرية والتي تبلغ من العمر 95 عاما، ورغم صعوبة وصولها الى قريتها الا انها اصرت بان تزور الكنيسة البعيدة عن البيوت، وعند وصولها الى هناك وقفت امام الكنيسة وقالت خلال حديث لمراسل موقع بكرا: دمروا القرية، لم يتركوا إلا الكنيسة والمقبرة، وكأنهم يقولون لنا (لا تعودوا قبل مماتكم )، قضاء يوم على أرض كفر برعم وتحت سمائها يساوي كل ملذات الدنيا، انظر إلى بلادنا فأنت تسير فيها على عظام الأجداد، علاقتنا ببلادنا علاقة لحم ودم، نتغذى منها ونتحد بها".
غصة في الحلق
اما الجدة سوريا فرحات البالغة من العمر 80 عاما قالت في حديث لمراسلنا: لقد سلبوا اراضينا وهجرونا عام 1948 وفي عام 1951 هدمت الطائرات جميع البيوت، اشعر بمثل هذا اليوم غصة في الحلق، انظروا المهجرون يعودون الى قراهم واراضيهم اموات، 70 عاما من الظلم ولم يتغير شيء، ولكن رغم كل هذا استطيع ان اؤكد ان حب الارض لا يزول مهما مر على الانسان المهجر من بيته وقريته وارضه.
كل قنبلة كانت تنزل على البيوت وكأنها تنزل في قلبي
اما ابراهيم عيسى فقال في حديث لمراسلنا: عندما كانت الطائرات الاسرائيلية في 1953 تقصف القرية، كنت ارعى المواشي في "وعرة" برعم، اي كنت بعيدا عن البيوت حواليّ 200 مترا، وفي اليوم الثاني جاءوا ووضعوا الغام في البيوت التي لم تدمر، وعندما رأيت قصف البيوت شعرت بالألم حيث شعرت في كل قنبلة كانت تنزل على البيوت وكأنها تنزل في قلبي ، وكل بيت كان يدمر كنت اشعر ان جسمي ينهار، وعندما جرت هذه الجرائم كنت شابا وابلغ من العمر 20 سنة، عليه أذكر تفاصيل التفاصيل وأستطيع أن اشرحها مليًا، اذا المنازل قدروا يهدموها واهلها عنها يهجروها، الارض النا، ما فيهم بالنهاية من محل ما هي ينقلوها .
[email protected]
أضف تعليق