احتضنت مدينة حيفا المؤتمر السنوي لطواقم الطفولة المبكرة التي تعمل بيدًا بيد من حيفا، يافا، القدس، بيت بيرل وكفر قرع. وقد شارك في هذا المؤتمر نحو 80 حاضنا وحاضنة لمدة يومين في فندق الجولدن كراون، بإشراف طاقم القسم التربوي مع إشتراك طاقم الإرشاد الحواري بالجمعية.
ولخص المشاركون نهاية الأسبوع هذه بأنها كانت نهاية أسبوع مثرية وضمنت تجربة تعليمية شيقة. بدأ البرنامج بالتعارف بين المشتركين، وتخلل محاضرات وورشات عمل حول موضوع التربية الديمقراطية في السياق الإنساني والمساواة، وقد شاركت الدكتورة ياعيل ديان بإلقاء محاضرة حول نفس الموضوع.

كل حاضن أو حاضنة يحتاجون إلى حضن، فأثنى المشتركون على ضرورة عقد مثل هذه اللقاءات، وعبروا عن انفعالهم الشديد تجاه هذه التجربة التي منحتهم الفرصة للمشاركة في التجارب التي تحصل معهم خلال الحياة اليومية في الروضة. كما وساهم اليومان الدراسيين بإعطاء مساحة كافية لمناقشة التحديات التي يواجهونها خلال ممارسة روتينهم اليومي. وبذلك شكلت المجموعة المشاركة حضنًا واسعًا لجميع المشاركين من خلال تبادل الخبرات والإصغاء الذي جعلهم يشعرون بأن لديهم أيضًا عائلة تستطيع أن تحتضن الجميع.

أعمل في حضانة الروضة منذ 8 سنوات، وأطفالي أيضا يدرسون في المدرسة الثنائية اللغة، أشارت المربية صابرين سلمان من القدس: "العمل في حضانة يدًا بيد مميز جدا، و مليئ بالتحديات والتجارب، الأمر الذي يجعلك تشعرين بأنك قوية في داخلك، لم أجد تلك القوة في الأماكن الأخرى التي عملت بها". وتابعت: "مدينة القدس بتركيبتها ليست كأي مكان، التنوع الموجود بين الأشخاص يجعلك تتعايشين مع الأمور ويدفعك لإيجاد نفسك. انا اشعر باني رسولة لهؤلاء الأطفال، وأن علي تنويرهم وتقديم المساعدة لهم لكي يجدوا أنفسهم في المستقبل. أحاول اعطاء كل القوة التي أملكها وبشتى الطرق، لكي يتمكنوا من المواجهة بعزيمة وثقة عند خروجهم نحو العالم. أود منحهم القيم التي تساعدهم في المستقبل، لأن المكان الذي نعيش فيه لا يشبه اي مكان اخر في العالم".

أما المربية منار أبو عجوة من طاقم الروضة في يافا فقد عبرت عن انفعالها جراء اللقاء الذي أتاح لها فرصة التعرف على طواقم الروضات الأخرى، الذين يؤمنون بنفس أهدافها، وتقول: "جئت إلى هنا من أجل تطوير معرفتي وإكتساب الخبرة، وقد حصل ذلك بفضل المضامين التي أشرف عليها طاقم الإرشاد على مدار يومين متتالين. وتابعت : "كان لدي العديد من الصور المبعثرة في رأسي، لقد قمت بترتيبها اليوم بعد مشاركتي في هذا اللقاء".

وذكرت د. إيناس ديب مديرة القسم التربوي بجمعية يدا بيد: "خلال المؤتمر الذي يعقد مرتين في العام يمر الطواقم بتجربة تربوية غنية واجتماعية في نفس الوقت. ونحن بدورنا نقوم بدعوة المساعدات وطواقم النويديات على حد سواء، كما ويشترك المدراء والمديرات من جميع الأطر في الحوارات التي دارت بين الطواقم، ليقوموا بذلك بتمرير رسالة هامة- المساواة، وذلك كان الموضوع المؤتمر الرئيسي". وتابعت: "نحن متواجدين مع الطواقم من أجل التعلم ونقف إلى جانبهم ليقوموا بالتحدث والتعامل مع التحدديات والمعضلات التي ترافق عملهم في الروضات". السبب الذي يجعلنا نؤمن بأن هذا اللقاء السنوي ما هو الا جزء من مسار الدعم والمرافقة التربوية المستمرة، والذي يعتبر جزء أساسي في تدريب الطواقم عند القيام بتنفيذ المشاريع التربوية والمتعددة الثقافات والثنائية اللغة".

التحديات التي تمر بها الحاضنات في الروضات الثنائية اللغة مختلفة عن التحديات التي تحصل في بقية الروضات. هكذا تحدثت الحاضنة ميراف العاني عن الصعوبة التي واجهتها في بداية عملها بيدًا بيد، وقامت بتفسير ما دعاها الى تحويل الصعوبة إلى فرصة عندما لم تفهم اللغة التي يتحدث بها الأطفال، كونها حاضنة جديدة في الروضة الثنائية اللغة في بيت بيرل. فتقول: "في كل مرة كانت تحصل مشكلة مع الأطفال كنت أجد صعوبة في تواصلي معهم، على سبيل المثال عند أي محاولة لحل خلاف بين الأطفال، كنت في بادئ الأمر أجري لأنادي الحاضنة العربية لكي تقوم بمساعدتي. لكني في النهاية أستنتجت بأن علي أن أتعلم اللغة التي يقوم الأطفال بالتحدث بها، من اجل فهم ما يحدث بينهم في الروضة. كما ورغبت بأن أعلم طلابي مغزى مهم الا وهو عدم الإستسلام أمام أي مطب، هكذا أصبحت أفهم اللغة وتحسنت طريقة الإتصال بيني وبينهم".
"أخرج من هنا مع طاقات إيجابية تجعلني متحمسة لجلب ما تعلمته بهذا المؤتمر إلى الروضة، وذلك بفضل الآليات التربوية التي اكتسبتها، والتي تساعدني على تطوير عملي أمام الأطفال. وأيضا من خلال النقاشات والمحاضرات، التي ساعدتني في تعزيز مكانة عملي بحياتي". هكذا لخصت المربية صابرين سلمان في نهاية اليوم.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]