هنالك من قال بان المرأة نصف المجتمع، ولكن في بعض الاحيان تضطر المرأة، وان كانت ام، بان تكون المجتمع كله، فهل تقدر على ذلك؟ مع انها لم تختار بان تكون الدور الاساسي، الام، المربية والمعيلة الوحيدة، وانما القدر هو الذي اختار لها، وحملها كامل المسؤولية.

بمثابة الام، الاب، الصديقة لابنائها

انها الام المثالية ناريمان ابو ريا زوجة المرحوم الدكتور ناصر ابو ريا الذي افتقدته منذ عقد من الزمن، وتركها مع عبئ كبير، ولكن... نجحت بتحمل هذه المسؤولية على احسن وجه.. كيف لا وهي اليوم تُخرج ثلاثة اطباء، ابن وابنتين، انهوا دراستهم الجامعية، تغلبوا على جميع الصعاب، كل ذلك بفضل الام ناريمان ابو ريا التي كانت بمثابة الام، الاب، الصديقة لابنائها الذين لم يخيبوا امالها.
بمناسبة يوم الام كان لنا هذا اللقاء مع الصيدلية ناريمان ابو ريا التي تحدثت لنا عن مشوارها المليء بالصعاب في تربية وتعليم اولادها.

لم استسلم لعاطفة الامومة

"الله سبحانه وتعالى جعل الرجل والمرأة شركاء في تربية الاولاد" هذا ما صرحت به الام المثالية ناريمان ابو ريا لموقع بكرا والتي اضافت:" نعم شركاء لكل منه الدور في العائلة، ولكن ما اصعب ان ترى نفسك تتحمل كامل المسؤولية، لان القدر خطف منك شريك حياتك، منذ عشر سنوات اقف على قدم واحدة، الحمد لله النهاية كانت ممتعة، عندما ارى بانني اقطف ثمار تعبي، باولاد رائعين بنتائج ممتازة وسعادتي اليوم لا توصف".
لقد كنت المرشدة لهم، وعملت وفقا لميولهم، وكنت الجسم الداعم لهم، كنت وحيدة في البيت عندما كان ثلاثة من ابنائي خارج البيت في الدراسة، لم استسلم لعاطفة الامومة، ضحيت بكل شيء وشعرت بانه سيأتي اليوم ولا بد بان اقطف ثمار هذا التعب والمعاناة.

الرحلة الشاقة الى الاردن

استمدت هذه الشجاعة من داخلي، لان قوة الانسان تأتي من داخله، عشت لحظات صعبة جدا ، وعدة مرات تساءلت،لماذا اسلك هذا الطريق، اتواجد في البيت لوحدي مع ابني الصغير وثلاثة غائبين عني،ويتوجب علي ان اكون باتصال هاتفي مستمر معهم، اضطررت احيانا للسفر الى الاردن، مكان دراسة الاولاد، من اجل الاطمئنان عن صحة ابنتي التي حُرقت غرفتها الدراسية ولم اتحمل ان ابقى بعيدة عنا وسافرت لوحدي اليها، ولا اعرف من اين اتت كل هذه الشجاعة، اليوم عندما اتذكر هذا المشهد من الصعب علي استيعابه، ولكن بحمد الله استطعت الصمود.

الفرحة كانت تحتاج لشريك.

تركت عاطفتي جانبا وحققت طموح اولادي، كل هذا ورسالة المرحوم امانة في عنقي لانه ترك لي كنزا ثمينا وهم الاولاد، دائما أقوم بالدعاء له وعندما امر بجانب ضريحه اخاطبه والدموع بعيني واقول له بان الحمد لله بان الاولاد نجحوا وتالقوا في دراستهم، كنت اتمنى لو ان المرحوم معي، ولكن هذا قضاء الله وانا اتقبل ما كتبه لي الله سبحانه وتعالى.
لم ايأس بتاتا ولكن شعرت احيانا بالتعب شديد،الحلو بالحياة الزوجية هو الشراكة بين الرجل والمراة، كنت اتمنى بان يكون زوجي معي في لحظة الفرحة بعد النجاح لكي يشاطرني هذه الفرحة، التعب، استطعت ان اتحمله لوحدي ولكن الفرحة كانت تحتاج لشريك".

المسيرة لم تنته

المسيرة لم تنته، انا اوصلتهم لهذه المرحلة ولكن يتوجب عليهم الاستمرار في مسيرتهم التعليمية بالتخصص في مجال الطب، كل هذا طبعا بارشادي ودعمي لهم المتواصل.
لم يؤثر علي نظرة المجتمع، ولم يكن لدي الوقت الكافي لاستمع لاقاويل الناس، حافظت على العادات والتقاليد، اضافة الى واجباتي الدينية، وبهذه المناسبة لا يسعني الا ان اتقدم باحر التهاني للجميع الامهات وخاصة امي التي استمدت كل قوتي منها، وكانت السند لي دائما عند التعب، وللاولاد اقول لهم اعتنوا بامهاتكم لان الام هي ام الدنيا".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]