تحت عنوان "سلمان ناطور – مسيرة لم تنتهِ"، نظمت بلدية شفاعمرو، من خلال دار الثقافة والفنون، أمسية خاصة للكاتب الراحل سلمان ناطور وذلك ضمن فعاليات آذار الثقافة التي كان الراحل أول من أرسى لها قبل خمس سنوات. 

وحضر الأمسية رئيس البلدية أمين عنبتاوي ووكيل رئيس البلدية فرج خنيفس وعضو البلدية د. كميل عزام ومديرة دار الثقافة والفنون عزيزة دياب – ادريس والعشرات ممن واكبوا مسيرة الراحل الغنية

افتتح الأمسية الصحافي حسين الشاعر الذي أشار إلى أن دار الثقافة تحيي هذه الأمسية تكريما لمن كان جل همه في إبداعاته الحفاظ على هويتنا الفلسطينية وصون ذاكرتنا.

وألقى رئيس البلدية كلمة أشاد فيها بإرث الفقيد الذي ربطته به علاقات وثيقة. وقال: "بفقداننا سلمان، لم نفقد فقط كاتباً وأديباً إنما فقدنا ابنا باراً لوطن وشعب، إنسانا عرف كيف يصون الرسالة، فقد من كان ذا حضور كثيف ومميز". وأضاف أن الراحل عُرف رجل مجتمع وقامة ثقافية شامخة يحمل رسالة واضحة تركت لنا بصمات تؤكد أنه باق معنا. وأشار إلى أنه كان مفروضاً أن يكون سلمان المحتفى به في هذه الأمسية، ولكن يد المنون كانت أسرع في خطفه. وأضاف: "سيبقى سلمان يرافق شعبنا من خلال عطائه وإيمانه بقضيته وقضية شعبه ورسالته وإرثه".
ثم عقدت ندوة شارك فيها رئيس اتحاد الكتاب الفلسطينيين الشاعر سامي مهنا والفنانة روضة سليمان والكاتب الفنان عفيف شليوط. وأدارها الإعلامي أسعد تلحمي الذي قدّم للندوة قائلاً إن عقد الأمسية "واجب لإيفاء الرجل بعض حقه على عطائه الكبير لمجتمعنا وإثرائه لغتنا وأدبنا، مضيفاً أن التكريم اليوم هو "لِمن كرمنا بتدوين ذاكرة هذه البلاد". 

وتخلل الحوار عرض مقطع مصور للمسرحية الأخيرة لسلمان ناطور "رحلة الصحراء الأولى" التي قدمها بنفسه. كما عرضت لأول مرة المقابلة المتلفزة الأخيرة التي أجراها الشاعر سامي مهنا مع الراحل وستبثها قناة "مساواة" قريباً أكد فيها أن استحضار الذاكرة ضروري لاستشراف المستقبل مضيفاً: "لا أريد أن أربي شعبي على ذاكرة الموت مثلما يفعل اليهود لأن من يربي على هذه الذاكرة يحث شعبه على ارتكاب جريمة.. وأنا لا أريد لشعبي لا أن ينتحر ولا أن يرتكب جريمة" . وتحدث كل من المشاركين عن تجربة سلمان المسرحية سواء في مسرحية "ذاكرة" أو "رحلة الصحراء الأولى"، وعن دوره في تأسيس اتحاد الكتاب الفلسطينيين، وعن "السخرية السوداء" التي اعتمدها في كثير من نصوصه، وعن العلاقة الشخصية لكل منهم بسلمان، متفقين على أن إرث سلمان الأدبي والمسرحي الغني ودوره الكبير في الحياة الثقافية العامة للمجتمع الفلسطيني في الداخل سيبقى خالداً. وقدم شليوط وسليمان قراءات مسرحية من مسرحية "رحلة الصحراء الأولى" نالت إعجاب الحاضرين.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]