ولدت الجدة جميلة في عائلة فقيرة جدًا، وأمضت معظم طفولتها "حافية القدمين" كما اشارت في حديثٍ خاص مع موقع "بكرا"، وهي امرأة لم تتعلم في المدرسة، فقد قام أهلها بإخراجها من التعليم في الصف الثاني!، إلا أنها وضعت أمامها هدف بأن تستفيد من المعرفة التي ورثتها عن والدتها التي كانت تصطحبها معها إلى الوعر والجبال لتعرفها على النباتات المنتشرة في المنطقة وتشرح لها مميزاتها والفوائد التي ممكن أن نأخذها من الجذور والأوراق والأضلاع.

كانت والدتها معروفة في المنطقة على أنها خبيرة أعشاب، لم يكن هناك طبيب في القرية أو في المنطقة كلها، لذلك اعتمد الناس على الأعشاب كدواء لأي مرض، ورثت الجدة جميلة عن أمها حب الطبيعة واستمرت أمها على تعليمها أسرار النبات، فكانت تقول لها أن هذه النبتة تصلح في علاج هذا المرض او ذاك، كما حذرتها من النباتات الضارة، وهكذا أصبحت لديها معرفة عريقة في جميع النباتات فوائدها وأضرارها، حتى قامت بتأسيس أشهر انواع الصابون محليًا وعالميًا وهي "صابونة الجدة جميلة". 

تأسيس مصنع الصابون 

وعن مشوارها حتى تأسيس مصنع الصابون حدثت موقع "بكرا" قائلة: والدتي كانت معروفة في المنطقة على أنها خبيرة أعشاب، حيث لم يكن هناك طبيبًا في القرية أو في المنطقة كلها، لذلك اعتمد الناس على الأعشاب كدواء لأي مرض، وانا ورثت عن الوالدة حب الطبيعة، وأستمريت في البحث عن أسرار النبات، البحث الذي رافقه دراسة وبحوثات جمة.

وتضيف: في مرحلةٍ معينة، درست معظم خواص وفوائد النبات، وأي العلاجات يمكن أن نقدم من خلال إستعمالها، وهذه المعرفة ساعدتني كثيرًا إلى التقدم نحو فكرة مصنع صابون الزيت.

وقالت: صابونه الزيت كانت معروفة في كل العالم العربي، ولهذا تعلمت من أمي بدايةً أسس تصنيعها، وقررت لاحقًا أن أستثمر المعرفة في النبات في تلك الصناعة، خاصةً وأنها تساعد المرضى.

وردًا على سؤالنا، لماذ صابونة الزيت، لماذا لم تقم بتصنيع الأدوية من الأعشاب فقط، فقالت: الإختيار للصابون جاء بالإعتماد على المقولة إن الجلد يتنفس تماما كالرئتين، ناهيك على أن كل شخص يدخل إلى الحمام يوميًا، عليه قررت أن أمرر الدواء إلى الجسد عن طريق الجلد.

وتقول عن الوصول إلى المعادلة المثالية للصابون: لم يكن سهلا، فقد ركبت المعادلة عدد من المرات، في البداية أستعملت سطح بيتي وكنت أدخل إلى غرفة السطح لساعات وبسرية تامة، وهذا الإنعزال رافقه وضع إقتصادي صعب وإهمال جزئي للبيت والأطفال. ناهيك على أنه وفي كل مرة ركبت معادلة طلبت من اولادي تجربتها مع زملائهم في المدرسة، حتى توصلت نهائيًا إلى معادلتي السرية والخاصة. 

العائلة هي الوحيدة التي ستفرح بنجاحك

وعن نجاحها قالت الجدة جميلة: جميع الناس مدعوون الى زيارة مركز المبيعات في البقيعة وطبعا جمهور الهدف هم المواطنين ومحبي الطبيعة والنباتات وطبعا كل ما يخص في الصحة وخاصة النساء لانه هناك العديد من الفوائد التي تساعد على تنمية البشرة عن طريق صابونة الزيت وغيرها. أما بخصوص النجاح، فانها كلمة جميلة وشعور رائع، حيث يتمناه كل انسان في الحياة، واذا قررنا ان نقول ان هذا الانسان ناجح فاعلم انه واجه العديد من الصعوبات والمشقات حتى ان وصل الى هدفه وحقق النجاح. وانا شخصيا اتمنى واوجه رسالة الى جميع النساء في المجتمع العربي بان ينظروا الى الامام وأن يقمن بتحديد اهدافهم لكن مقابل ذلك منح الاهتمام والحيز الاكبر للعائلة، لانها هي الوحيدة التي ستفرح بنجاحك.

المعاقون..تشغليهم هدف سامي

للجدة جميلة العديد من الانجازات ولكن اهدافها اكثر، وبعد ان اصبحت سيدة اعمال معروفة وصاحبة شركة كبيرة لتصنيع الصابون الطبيعي في البلاد والخارج قررت ان ترفع من شان اصحاب الاعاقات في قلب المجتمع وان تنقل المصنع الذي ينتج غلاف الصابونة من هولندا الى اسرائيل وتشغيل المعاقين من منطقة الجليل، وعن هذا قالت الجدة جميلة: في بداية طريقي وضعت هدفا امامي وهو ان اشغل النساء، لأنه لم تكن الفرصة متاحة في منطقتنا لتشغيل النساء، واشكر ربي الذي حقق لي هذا الهدف واستطعت ان اشغل نساء من جميع الطوائف.

وأضافت: هناك ثلاث نقاط ضعف في حياتي وهي؛ ان ارى العجوز والطفل والانسان المعاق. كنت دائما اطلب من ربي ان يبعث لي الرزق من اجل مساعدة المعاقين الى ان تحقق ذلك، فقد قررنا ان ننقل مصنع التغليف خارج البلاد الى منطقة "تيفين" في اسرائيل كي نستطيع ان نشغل المعاقين في منطقة الجليل وحتى ان يكون لهم مصدر معيشة.

وأختتمت: انا انسانة بسيطة لا ابحث عن ضخامة رقم الحساب في البنك او على سيارة فخمة. سعادتي تكتمل عندما ارى الانسان الناجح الذي يساعد الغير. الانسان الذي يحب الغير. ويرى نفسه بمستوى الجميع وليس اكثر. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]