يطل علينا الثامن من آذار وهو يوم المرأة العالمي في زمن لم يعد الرجل فيه هو القوي بشكل مطلق، وهو المؤثر وصاحب الكلمة الوحيدة، في زمن صار للمرأة كيانها وقوتها وتأثيرها، في زمن أصبحت المساواة بين الرجل والمرأة أقرب من أي وقت مضى.
عن مكانة المرأة والتحديات التي أمامها، وفي اسرائيل خصوصًا، وضمن متابعة "بـُكرا" ليوم المرأة العالمي، كان لنا حديث مع بعض النساء الرائدات اجتماعيًا في المجتمع اليهودي وقد أكدن جميعهن على أن مكانة المرأة ارتفعت بالسنوات الأخيرة لكن لم تصل إلى المستوى المطلوب.
الفروقات بالأجور
محررة مجلة "دا ماركر" الاقتصادية، طالي حاروتي اختارت التركيز على مكانة المرأة اقتصاديًا في المجتمع وقالت: وضع الامرأة اليوم أفضل من أي وقتٍ مضى ولكنه حتى الآن لا يعتبر جيدًا حيث أن الفارق ما زال موجودًا بالأجور بين الرجال والنساء، الأمر الذي يعتبر أمرًا مقلقًا، يجب أن يتم تقليص هذه الفروقات في كل المجالات وأن تفتح الامكانيات أمام النساء ليعملن بمراكز الأجور العالية، والتقدم في هذه المجالات وهذه المراكز.
طالي حاروتي، محررة مجلة "دا ماركر" الاقتصادية
عمل مشترك
المديرة العامة لجمعية "الروح الطيبة (روح طوفا)، شارون طال، قالت: ما زال الطريق طويلًا أمامنا كي نصبح مجتمع عادل لكل أفراده، وهنالك تحديات كبيرة أمام النساء، اليهوديات والعربيات، والتحديات هي تحديات مشتركة حيث يجب أن تكون هنالك قاعدة للعمل المشترك بين النساء من مختلف الفئات والمجتمعات، لتقليص الفوارق والتالي العودة بالفائدة على المجتمع بشكل عام في الدولة.
شارون طال، المديرة العامة لجمعية "الروح الطيبة (روح طوفا)
"نساء يصنعن السلام" مثال ..
بدورها الناطقة بلسان "جوينت يسرائيل"،أورلي دورون قالت: أعتقد أنه ووفقًا للمعطيات الأخيرة التي تظهر في وسائل الإعلام وفي الأبحاث فإن الفروقات بين وضعية النساء ومكانتهن في اسرائيل عام 2016 مقابل الرجال، ما زالت موجودة وواسعة، النساء يكسبن أقل، يشغلن مناصب مؤثرة أقل، والامكانيات أمامهن محدودة مقارنة بالإمكانيات أمام الرجال، التغيير الحقيقي يكون كما في كل المجالات، إذا عملنا وفق خطة منظمة وعلى كل الأصعدة معًا، علينا تحمل المسؤولية والعمل بشكل جدي للوصول إلى التغيير المطلوب، مثلًا كما فعلن "نساء يصنعن السلام" في حركتهن، كذلك يجب على الحكومة ومؤسسات المجتمع المدني أن تتبنى الدور المناسب لرفع مكانة المرأة.
وتابعت: النساء قوة عظيمة، وبرأي الإدارة النسائية التي تعتمد على أجندة تحددها النساء ستؤثر إيجابيًا بشكل كبير على كل شيء، والتاريخ يثبت ذلك.
أورلي دورون، الناطقة بلسان "جوينت يسرائيل"
انهاء الاحتلال
مديرة صندوق "دفنا" حموطال جوري أكدت أن المساواة الكاملة ما زالت بعيدة مشددة على أن التحديات يجب ان تكون في كل المجالات، وقالت: للأسف الشديد ما زلنا بعيدات جدًا عن المساواة الكاملة للنساء في كل مجالات الحياة، هنالك نساء ما زلن يكافحن لكسر السقف الزجاجي وأخريات يحاربن للخروج من الطين، التحدي المشترك لنا، كنساء يهوديات وعربيات هو العمل المشترك لمشاركة نسائية فعالة من أجل إنهاء الاحتلال والخلاف، من أجل تمثيل سياسي متساو، من أجل مناهضة العنف ضد النساء على كافة أشكاله، فقط إذا عملنا معًا سنصل للتغيير المطلوب.
حموطال جوري، مديرة صندوق "دفنا"
تغيير بالثقافة
أما المديرة العامة لمسرح حيفا، نيتسا بن تسفي فقالت: أولًا أتمنى في يوم المرأة العالمي أن نصل لمرحلة لا نتحدث فيها عن مكانة المرأة، الآن نحن نتقدم في تأثيرنا ونتبوأ أماكن أكثر ولكن لم نصل للمساواة بعد.
وتابعت: التحدي الكبير الذي أمامنا هو التغيير الثقافي الذي سيسفر عن تغيير بالأفكار وستصبح قيمة المساواة القيمة الأعلى والأهم للجميع، نتمنى أن تصل كل المجتمعات في بلادنا لهذه المرحلة، لا نريد أن يكون أي مجال لتصريحات وكلمات وأفعال ضد المساواة، لا في الكنيست ولا في المؤسسات الحكومية ولا في أي مؤسسة أخرى.
وأضافت: الوصول للمساواة ليس مسؤولية النساء وحدهن ولا الرجال وحدهم، هو أمر يخص المجتمع بشكل عام ويجب ان يتم التعامل مع الموضوع دون الالتفات لا للجنس ولا للدي ولا للقومية، المساواة يجب أن تشمل الجميع.
نيتسا بن تسفي، المديرة العامة لمسرح حيفا
ما زال الوضع المثالي بعيدًا
وقالت هداس غولدشطاين، المديرة العامة ومؤسسة موقع "أون لايف" النسوي: أن النساء في اسرائيل، اليهوديات والعربيات ورغم التقدم الكبير في وضعهن ووصولهن لمراكز ومواقع إدارية مؤثرة ما زلن بعيدات عن الراحة الحقيقية والوضع المثالي، حتى الآن الفرق بين نسبة النساء والرجال في المواقع الإدارية 30% لصالح الرجال طبعًا، وأجر الرجال في نفس المناصب أعلى بـ30% من أجر النساء.
وحول طريقة تحسين الحال قال: اؤمن أنه وعبر تأسيس وخلق نماذج نسائية، والقيام بحملات توعية من قبل نساء نجحن في حياتهن، برامج مختلفة لتشجيع النساء للاشتراك في المؤتمرات والمنتديات المختلفة، كل انجاز وصلت إليه كل امرأة لم يأت بسهولة أبدًا، نحن نعمل كثيرًا لتحقيق الانجازات.
هداس غولدشطاين، المديرة العامة ومؤسسة موقع "أون لايف"
صعوبات جديدة
نائبة المدير العام لشؤون تطوير المصالح والأعمال في مؤسسة IBI للاستثمارات ، إيلا القلاعي قالت: إذا أردنا أن نقيّم وضع النساء على مر الزمن، فنحن اليوم نعيش تطورًا كبيرًا في مكانة المرأة على كافة الأصعدة، إذا كانت المرأة في سنوات الستين لا تستطيع فتح حساب في البنك إلّا بموافقة زوجها، وإذا كان قانون منع المرأة المتزوجة من العمل في الخدمات العامة في إيرلندا مثلًا أبطل فقط في عام 1974، اليوم معظم النساء يتعلمن ويعملن ويستطعن تحقيق ذاتهن، ليس هنالك أي شك أن مكانة المرأة تقدمت بالسنوات الأخيرة بشكل كبير.
وتابعت: لكن مع هذا التطور والتغيير ظهرت صعوبات جديدة، مثل موازنة إدارة المنزل مع العمل، حيث أن هنالك العديد من النساء اللواتي فشلن بذلك مما تسبب بنتائج سيئة، ولكن أتوقع أن هذا سيتغير للأحسن بالسنوات القادمة، الواقع الاقتصادي يجعل حتى النساء اللواتي يفضلن أن يعشن كربات بيوت يخرجن للعمل ولمساعدة العائلة اقتصادية، فرص العمل الممكنة للنساء ليست تماما الفرص التي تنتظرها النساء ووضع المجتمع ما زال بعيدًا من أن يمكن مساواة حقيقية بالفرص.
ووجهت القلاعي رسالة في يوم المرأة العالمي إذا قالت: في يوم المرأة العالمي أتمنى للنساء أن يصلن للتوازن التام بين الابداع والتقدم بعملهن وبين منزلهن وعائلتهن.
وأضافت: تحديات كبيرة تواجه المرأة، أهمها التعليم أكثر، النجاح بتوجيه نفسها وعائلتها للطريق الصحيح وفقًا للواقع الحالي على كل الأصعدة، فالمرأة لا يمكن أن تسمح لنفسها أن تبقى بلا تواصل مع العالم، داخل مطبخها فقط فهذا يؤثر كثيرًا على ابنائها وبناتها، البيئة التي نعيش بها تطلب من الوالدين أن يكونوا فعالين في التربية، التعليم وتمويل المنزل، هو تحدٍ مهم جدًا ليس فقط للمرأة، إنما للعائلة كلها.
إيلا القلاعي، نائبة المدير العام لشؤون تطوير المصالح والأعمال في مؤسسة IBI للاستثمارات
مسؤولية الرجال .. كبيرة
وقد أكدت المديرة العامة لشركة IVN، ميخال زيملر أن وضع المرأة اليوم أفضل من وضع المرأة الآن أفضل من وضعها قبل 25 عامًا بكثير ولكن ما زال ينقص الكثير، وقالت: صحيح أن هنالك العديد من النساء اللواتي يتبوأن المناصب الإدارية العالية في مختلف المجالات لكنهن أقلية ويواجهن تحديات كثيرة، إن كان في العمل نفسه أو في المنزل.
وتابعت: التحديات أمام المرأة كثيرة كي تصل لمرحلة المساواة، منها تحديات على النطاق الحكومي والسياسي والتي تتضمن تغيير قوانين وأمور اخرى ومنها التحديات الأخرى الشعبية والتي يجب ان تكون آنية مثل خلق نموذج اداري جديد لتغيير الحوار الاقتصادي والسياسي وأمور كثيرة أخرى، وان تضع النساء امامها خطط عمل جديدة.
أما عن مسؤولية الرجال في تحسين مكانة المرأة فقالت زيملر أن المسؤولية كبيرة، صحيح أن تقليص الفروقات مسؤولية النساء أيضًا والحكومات ولكن على الرجال أن يكونوا اكثر متعاونين ويفتحون المجالات أمام النساء للتقدم في العمل.
وأخيرًا تمنت زيملر في هذه المناسبة أن لا تضطر ابنتها وصديقاتها في المستقبل بأن يتحدثن عن وضعية المرأة والفروقات بين مكانتها في المجتمع ومكانة الرجال، حيث تكون هذه الفروقات قد تقلصت نهائيًا.
ميخال زيملر ، المديرة العامة لشركة IVN
[email protected]
أضف تعليق