كان لافتاً في مهرجان "نساء الأرض" السلامي الذي نُظم الخميس الماضي في مزرعة "أبو جميل" بمدينة باقة الغربية – مشاركة الداعية الدينية اليهودية ("رابانيت") هداسا فرومان ، وكنّتها ميخال فرومان ، وكلتاهما مستوطنتان تقيمان في مستوطنة "تكوع" القريبة من مدينة بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة .

والداعية "هداسا" هي أرملة الرابي مناحم فرومان ، الذي توفي قبل ثلاثة أعوام ، وكان قد أسس إطاراً يضم مستوطنين وفلسطينيين يدعون للحوار والتعايش السلمي فيما بينهم ، حتى في ظل الاحتلال !

وكانت الكنّة الشابة "ميخال فرومان" قد تعرّضت قبل حوالي شهرين ، إلى الطعن ، داخل المستوطنة ، بسكين فتى فلسطيني من احدى القرى المجاورة للمستوطنة الاحتلالية ، فأصيبت بجراح طفيفة ، بينما لا زال الفتى الفلسطيني موقوفاً بانتظار صدور الحكم .

ميخال : "المستوطنون وصفوني بأنني غريبة الأطوار بسبب موقفي"!

وفي لقاءاتها مع وسائل الإعلام بعد الحادثة ، تحدثت ميخال فرومان بنبرة تختلف عن سائر المستوطنين المغالية في العداء والكراهية للعرب والفلسطينيين . وعلى الرغم من انها لم تبد تفهماً لدوافع الفتى الفلسطيني ، والمنتفضين ضد الاحتلال والقمع والاستيطان ، لكنها وصفت الصبي الفلسطيني الذي طعنها (وهي حامل) بأنه "بدا مضطرباً ، وليس مجرماً" ، ما أثار عليها ردوداً ساخطة من سوائب المستوطنين ، بينما امتدحت قلة قليلة منهم هذا الموقف.

وفي مقابلة مع "بكرا" ، قالت ميخال فرومان ، ان الحادثة التي تعرضت لها "قد وقعت بأمر من السماء ، على سبيل التجربة والاختبار" .

"أتمنى ان يغير وجهة نظره" !

ورداً على سؤال حول ما اذا كانت تتفهم دوافع النقمة والسخط لدى الفلسطينيين الرازحين تحت الاحتلال ، قالت فرومان انها لا تعتقد ان هذا هو سبب إقدام الصبي على طعنها "بدليل ان والده واقاربه جاءوا إلينا للاعتذار عن فعلته ، وأتمنى ان يغيّر وجهة نظره بعد أن ينال جزاءه " !
وحول العبر التي استخلصتها من هذه الحادثة قالت انه "يتوجب على الشعبين ان يتلاقيا ويستمرا في العيش سوية دون خوف – ان نحترمهم نحن ، ويحترمونا هم ، فأنا لا أدعو الى ترحيل الفلسطينيين ، بل ان موقعي كمستطونة يفيدهم ويعينهم " – على حد زعمها .

هداسا فرومان : يجب ان تدفعنا الانتفاضة للتفكير بالسلام !

وفي مقابلة مع الحماة "هداسا فرومان" ، قالت انه بحلول الذكرى الثالثة لوفاة زوجها الرابي مناحم "يبدو لي ان الله يضعنا امام اختبار وتجربة صعبة ، وأرى ان الانتفاضة الجارية يجب ان تدفعنا جميعاً للتفكير بعمق حول السلام والحياة المشتركة رغم الالام ، وان نتحاور – كما هي الحال في هذا المهرجان – حول كيفية تربية أولادنا على التفاهم" – على حد زعمها .

ورداً على سؤال حول الأسس التي يعتمد عليها "السلام" الذي تنشده ، قالت ان عماده "الناس جميعاً ، الانسان والأرض، ولا بد ان نجد طريقاً وطريقة مشتركة تقودنا الى العدل لصالح الشعبين".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]